الذهب .. الملاذ الآمن في الأزمات!

مثّل الذهب أهمية اقتصادية كبرى منذ الأزل، واعتبر ملاذًا أمنا على مر العصور وذلك لقدرته على الاحتفاظ بقيمته ومقاومته لعوامل التغيير والأزمات، وتستحوذ تجارة الذهب على نسبة كبيرة من الاستثمارات في العالم، حيث لا تخلو الأخبار الاقتصادية من ذكر أسعار الذهب اليومية.

وأصبح خيار المستثمرين المضمون والأكثر شعبية مؤخرا في ظل التقلبات الكثيرة كارتفاع معدلات التضخم ومخاوف الحرب وعدم الثقة الكاملة بالنظام المالي فهو إحدى القنوات الاستثمارية التي تدر على المستثمر الكثير من الأموال والذي يهرب إليه المستثمرون في أوقات الأزمات والحروب فهو الملاذ الأمن الذي يتحرك صعودًا وقت الأزمات ويلجأ إليه الأفراد.

ووفق دراسة نشرها «مجلس الذهب العالمي» يعتبر الذهب من أكثر الاستثمارات فعالية مقارنة بالسلع الأخرى فهو يحقق عائدات أفضل على المدى الطويل ومتغيرة بحسب المخاطر وبحسب الدراسة يشكل الذهب حماية ضد مخاطر التضخم، فخلال فترة التضخم كان الذهب يسجل عائدات إيجابية بما يعكس زيادة الطلب عندما تكون الظروف الاقتصادية قوية مقارنة بالسلع الأخرى التي حققت عائدات رمزية سلبية، ويتسم أداء الذهب بتذبذبات أقل من غيرة فمن أهم مزاياه أنه أكثر استقرارا.

وأوضحت الدكتورة شمسة الشيبانية خبيرة اقتصادية أن مع الارتفاع المتطارد لأسعار النفط وارتفاع أسعار الفائدة يكون البديل المناسب للمستثمرين هو إما الاستثمار في وديعة ثابتة أو في الذهب لأنه في ظل هذه المتغيرات سيقابلها انخفاض على المدى القصير في سعر الذهب، وفي ظل مخاوف المستثمرين العالميين من التضخم ومن مخاطر انخفاض القيمة الشرائية للعملة الصعبة، يبقى الذهب عاملًا باعثًا للثقة والاطمئنان في نفوس المستثمرين.

وقال مهند بن طالب السعدي الشريك الإداري لشركة أموال: إن الذهب هو من العناصر النبيلة والعناصر الطبيعية النادرة في الأرض والتي لا تتغير بتغير الزمن لذلك فثمن شراء الذهب في قيمته كونه لا يتغير لا يتحلل لا يصدأ لذلك الكثير من الدول لكي تؤمّن على نفسها في الأزمات والحروب تقوم بالاحتفاظ بكميات كبيرة من الذهب أقرب مثال في أثناء الحرب الروسية-الأوكرانية روسيا أجبرت أوربا الدفع بالروبل الروسي أو بالذهب فالدول دائما تستخدم الذهب كتأمين لعملاتها واقتصادها كونها عملة ثابتة غير متغيرة وبحكم ندرته وخصائصه الثابتة.

ويوجه السعدي نصيجته للمستثمرين في الذهب أن الذهب دائما هو الملاذ الآمن لرؤس الأموال والطلب عليه مستمر بشكل دائم من كل أنحاء العالم وإن قل سعره لا يفقد قيمته.

• فوائد الاستثمار في الذهب

يعتبر الذهب من المعادن المميزة والتي تحتفظ بقيمتها على مر العصور فهو يدخل في الكثير من المجالات والصناعات المختلفة، فيلجأ إليه الأفراد للحفاظ على رؤوس أموالهم ومضاعفتها، فهو السلعة الوحيدة التي تبقى ثابتة وترتفع في حالة الأزمات السياسية والأوبئة وضعف العملات وفي حالة حدوث أي مشاكل طبيعية أو غيرها، لذلك يتم الحفاظ على رؤوس الأموال في الذهب كونه من الأصول المضمونة والمهمة التي تعتمد عليها البنوك المركزية الكبرى.

تحتاج عمليات إنتاج الذهب إلى فترات زمنية طويلة لذلك إنتاجه محدود مقارنة بالعملات فهو محافظ على قيمته بشكل كبير.

ويمكن تحويل الذهب لأي عملة سواء كانت أجنبية أو محلية بكل سهولة ولا يتلف مع مرور الزمن بل يجري تداول الذهب في أي مكان في العالم بسبب سهولة تذويبه وتشكيله مع الحفاظ على قيمته الأساسية.

علاوة على ذلك يساعد الاستثمار في الذهب على تنويع المحفظة الاستمارية، خاصة أن الذهب لا يرتبط بالأسهم أو السندات أو العقارات.

• طرق الاستثمار

يوجد العديد من أشكال الاستثمار في الذهب، منها شراء الذهب، إما على شكل سبائك ويعد هذا الشكل الأفضل للاستثمار من المجوهرات والحلي، لأن الذهب يكون فيه بشكل أكثر نقاءً، وليس هناك أجور إنتاج أو صياغة.

والطريقة الثانية الاستثمار بشركات الذهب أو شراء الذهب على شكل أوراق مالية مثل شراء أسهم لشركات تعمل في مجال الذهب مثل شركات المناجم، أو التداول عن طريق بورصة الذهب الفورية.

علاوة على ذلك يمكن الاستثمار في الذهب عن طريق صناديق الاستثمار المتداولة في قطاع المعادن كالذهب حيث تعد تلك الصناديق بمثابة أوراق مالية تتبع حركة مؤشر معين تمامًا كالأوراق المالية الخاصة بالأسهم، والسندات، لكن المميز في تلك الصناديق أنها تقوم بإعطاء الفرصة أمام المستثمرين للدخول لقطاعات، ومجالات استثمارية مختلفة، ومتنوعة للغاية بتكلفة مالية أقل من الوسائل الاستثمارية الأخرى المتاحة في عالم التداول.

• احتياطي الذهب

يساهم الذهب في إدارة احتياطيات البنوك المركزية، كونهم أهم المالكين للمعدن النفيس، الذي يحتفظ به كمستودع للقيمة وضمانا لتخليص الوعود لدفع المودعين وحاملي الأوراق المالية أو أقرانهم التجاريين أو لتأمين العملة.

واستنادًا لبيانات مجلس الذهب العالمي تتصدر الولايات المتحدة دول العالم باحتياطيات المعدن النفيس، حيث تمتلك 8133.5 طن، تليها في المرتبة الثانية ألمانيا (3359.1 طن)، ومن ثم إيطاليا (2451.8 طن)، وبعدها تأتي فرنسا (2436.4 طن)، ومن ثم روسيا (2298.5 طن).

ومن بين الدول العربية، احتلت السعودية المركز الأول في احتياطيات الذهب التي بلغت 323 طن،، تليها لبنان بمقدار 286 طن، ثم الجزائر باحتياطات بلغت 173.6 طن.

وختاما.. بظل استثمار رأس المال في الذهب هو أفضل وأكثر طرق الاستثمار نجاحا على مر العصور، فالكثير من الأفراد نجحوا في بناء ثروات طائلة من الذهب، وهو ليس حكرا على الأغنياء فقط، بل هو متاح للجميع حيث توجد سبائك ذهب يبدأ وزنها من خمس جرامات فقط، ويجب أن تُشترى من مصادر موثوقة لتكون مضمونة وغير مغشوشة، وبالتالي يسهل بيعها والربح منها وأهم تلك المصادر هي البنوك وشركات بيع السبائك الذهبية المعتمدة.

وتقوم طريقة الاستثمار في الذهب المثالية على استراتيجية الشراء في أوقات انخفاض الأسعار أو في الأوقات التي يتوقع ارتفاع الأسعار فيها، والبيع وقتما تصل الأسعار لأعلى حد متوقع.

ويذكر أن الاستثمار في الذهب أكثر ملاءمة للمبتدئين، بحيث إنه لا يتطلب خبرات استثمارية، ولا يتطلب دراسة الشركات فيما يمكن القول بأن أسعار الذهب لا تتأثر إلا بأسباب جدية.