مستكشفون عمانيون
مستكشفون عمانيون
الاقتصادية

"الجفرة" بعبري .. رمال ذهبية تعانق الجبال

10 يوليو 2022
مزار سياحي فريد يجمع بين الطبيعية والآثار والجيولوجيا
10 يوليو 2022

رمال تعانق الجبال والتلال وتتلألأ بمنظرها الخلاب وخصوصاً في وقت الغروب، تلك هي "رمال الجفرة" التي تقع في الجانب الشمالي الغربي من ولاية عبري، تتميز بموقعها القريب من مركز مدينة عبري والشارع العام، وما يميزها أكثر رمالها الذهبية الرائعة التي تعانق الجبال وتتخللها خيوط الشمس الحمراء في وقت الغروب، في مشهد بديع يجسد جمال وروعة المكان، الجبال التي حولها تتحول شعابها إلى أنهار جارية .

ومع هطول الأمطار تشق طريقها بين الكثبان الرملية بكل قوة وعنفوان، راسمة لوحة فنية فريدة من مسارات الأودية التي تشبه أذرع الأخطبوط، والذي بدوره يخلق مساحات شاسعة على شكل بساط أخضر بجانب الرمال الذهبية مكونة لوحة فنية بديعة تجسد إبداع الخالق جل في علاه، ومن جهة أخرى عندما تسير في طرقها الترابية وبين رمالها الرائعة تجد الرمال على يمينك وفي الجانب الآخر من الطريق تجد أشجار السمر والسدر والحرمل والعلقا وغيرها الكثير يكتسح المكان بكثافة وجمال، كما تعتبر مرتعاً بيئياً للكثير من الحيوانات البرية والطيور والقوارض واليرابيع والثعالب والإبل وغيرها، وتوجد بها بعض المزارع السياحية والفعاليات خاصة في فصل الصيف.

  • كنوز جيولوجية

كما تتميز هذه المنطقة بوجود الكثير من الكنوز الجيولوجية غير المستكشفة بشكل كامل، بحيث يتميز الجبل الذي يحد "رمال الجفرة" من جهة الجنوب بوجود الكثير من المتحجرات التي تعود لآلاف السنين؛ وبهذا فإن هذه المنطقة تعتبر بيئة خصبة لعلماء الآثار والمستكشفين، وكذلك تتميز بوجود "كهف الكتان" بجانبها الذي يعد من أكبر الكهوف في سلطنة عُمان ويمتد لعدة كيلومترات داخل الجبال وتحت الأرض ولم يتم استكشافه بالكامل بعد، وهو فرصة لا تعوض للعلماء وكذلك لعشاق المغامرات والباحثين عن الكنوز الجيولوجية والمفاجآت، بحيث يتميز هذا الكهف بلمعانه الشديد الذي يشبه الرخام، ويطلق عليه البعض "الكهف الرخامي"، وهو يتميز بتشكيلات جيولوجية جميلة، ونقوش صخرية فريدة.

وتزخ هذه المنطقة ببعض المواقع الأثرية المهجورة ومنها آثار "الخويبية" وحصن الخويبية والتي هي في الأساس مدينة تاريخية اندثرت وهجرت ولم يبق فيها سوى الأطلال وبعض الآثار التي تحوم حولها الشائعات عما حل بأهل هذه المنطقة المهجورة، والتي هي بدورها بحاجة للبحث والتنقيب والاستكشاف وتعتبر كنزاً أثرياً وجيولوجياً لعلماء الآثار، حيث انه لحد الآن هناك الكثير من الأشياء بحاجة إلى الإجابات في هذا الموقع الذي لم يتم استكشافه بشكل كامل وهو بحاجة للتنقيب والبحث عن تاريخ هذه القرية المهجورة وتبديد الشائعات التي تدور حول اختفاء أهلها في العهد القديم.

  • مسابقات صعود الرمال

ولمحبي هواية "التطعيس" في الرمال دائماً ما تجد الزوار من أهل المنطقة يقيمون فيها العديد من المسابقات الشبابية لصعود الرمال والتجمعات في وقت العيد ووقت الإجازات الرسمية، والتحدي بسيارات الدفع الرباعي على كثبانها الرملية وممارسة العديد من الهوايات والمسابقات الرياضية والشبابية الأخرى، وتتحول هذه التجمعات والاحتفالات إلى ما يشبه الرالي الصحراوي والتحدي والمسابقات الشبابية، وهذا بمثابة ركيزة أساسية من ركائز دعم السياحة في ولاية عبري ومحافظة الظاهرة بشكل عام.

من جانب آخر فإن هذا الموقع الجميل بحاجة لمزيد من الاهتمام والتطوير من قبل الجهات المعنية ليكون أفضل، حيث ان شبكة الانترنت والهاتف في هذا المكان بحاجة إلى مزيد من الصيانة لأن شبكة الهاتف فيها ضعيفة قليلاً، كما ان طريقها يحتاج لإصلاح.

وحبذا لو تقدم الجهات المعنية التحفيز لكي تأتي البعثات الاستكشافية والعلماء لدراسة هذه المواقع؛ ومن المؤكد ان القطاع الخاص والجهات الحكومية مطالبان بتعزيز هذا المزار السياحي بخدمات ترقى لمستوى المكان، كرصف الطرق وتوفير الصرف الصحي بكافة أنواعه والمبادرة للاستثمار في هذا المكان، لما يحتضن من مقومات طبيعية وأثرية وجيولوجية ومايقدمه من فرصة للاستجمام في إجازة العيد.