الجبل الشرقي بولاية الحمراء مزار سياحي يعج بالزائرين في فصل الصيف
الحمراء – عبدالله بن محمد العبري
يشهد الجبل الشرقي بولاية الحمراء هذه الأيام حركة سياحية نشطة نظرا لكونه يتميز بمكنوناته الجيولوجية والطبيعة البكر والأجواء الصيفية المعتدلة والمنعشة الجميلة في فصل الصيف، حيث تنخفض درجة الحرارة في مرتفعات هذا الجبل إلى الثلاثينيات أو أقل من ذلك خاصة في أوقات المساء، وقد ساعد على الجذب السياحي لهذا الجبل أيضا اهتمام أبناء الولاية بإيجاد الاستراحات والنزل السياحية بمختلف الوسائل لتهيئة سبل الراحة والاستجمام للقاصدين إلى هذا الجبل إلى جانب تسهيل الخدمات قدر المستطاع وحسب الإمكانيات المتاحة.
ومن بدائع الطبيعة في هذا الجبل الأودية الجميلة بتعرجاتها وأعماقها المختلفة وأحجارها بمختلف الأشكال والأنواع والأحجام وتزين هذا الجبل الأشجار والنباتات التي تنمو في المناطق الجبلية والتي تتحمل ندرة المياه إلا في مواسم الأمطار والتي من بينها شجرة العلعلان التي تتميز برائحة أوراقها النفاذة وظلها الوارف وأشجار الزيتون البري (العتم) والبوت والنمت الشجرة الفريدة التي لا تنمو إلا في هذه المناطق مما يشكل منفذا اقتصاديا لسكان الجبل، ومن مكنونات الجبل الشرقي وجود عدد من الكهوف الجميلة الفريدة في تكويناتها الجيولوجية والتي تعد رافدا لسياحة المغامرات ومكتشفي أغوار الطبيعة التي تنفرد بها هذه الكهوف والتي من أهمها كهف الهوته وكهف بركة الشرف وكهف طوي العقبة وكل هذه المقومات جعلت منه محط اهتمام ومقصدا للسياح من داخل سلطنة عمان وخارجها.
سمي الجبل الشرقي بهذا الاسم لكونه يقع شرقي ولاية الحمراء ويمتد إلى الجانب الشرقي ليصل إلى مناطق الروس في ولاية الجبل الأخضر ويعد المسار الجبلي سهلا لهواة المشي وقابلا للربط بطريق جبلي بين ولايتي الحمراء والجبل الأخضر كما يمتد إلى الجهة الغربية إلى جبل شمس والفالق العظيم الذي يعد من أعظم مواقع التكوينات الجبلية وأحداث الطبيعة لتكوينات الأودية الكبيرة ويتميز هذا الجبل بإطلالته الرائعة من الأعلى على عدد من القرى الجبلية الجميلة في عمق الفالق مثل قرية هاط وقرية بلد سيت وعمق ووادي السحتن وغيرها من المناطق البعيدة من هذا الارتفاع تمتد إلى ولايات في محافظة الباطنة جنوب ومنها ولاية الرستاق.
يعد الجبل الشرقي من المواقع المهمة في ولاية الحمراء حيث يربطها بمحافظة الباطنة جنوب عن طريق السلسلة الجبلية وفي الماضي حيث لا توجد وسائل مواصلات والاعتماد في التنقل بواسطة الدواب فقد كان التنقل والتجارة بواسطة الطرق الجبلية وكانت ولاية الحمراء في الوسط بين عدد من المحافظات حاليا مثل الداخلية والظاهرة والوسطى حيث كانت محط القوافل التجارية مما جعل ارتياد طرق هذا الجبل أمرا ضروريا لذلك بنى فيه الأوائل مواقع وأماكن خدمية كالبرك المائية التي يتم فيها تجميع ماء المطر لينتفع به المسافرون عن طريق هذه الطرق ومنها بركة الشرف الذي سميت باسم هذا الجبل ومسجد بركة الشرف ومسجد آخر قديم تم ترميمه وسمي بعد الترميم مسجد أرض القمر إلى جانب مواقع للراحة والاستجمام أثناء الأسفار والترويح عن الدواب التي تحمل الأمتعة وأصناف التجارة الأخرى حيث أصبحت اليوم من الشواهد التراثية التي لها تاريخها المميز.
