أحمد المعشني: عملي كوكيل لشركة دولية في مجال المنظفات قادني لإنشاء مصنعي الخاص
استفاد رائد الأعمال أحمد بن عيسى المعشني من الدعم الذي تلقاه من صندوق الرفد "سابقا" لتأسيس مشروعه الريادي في مجال صناعة المنظفات. ويعد هذا المشروع من المشاريع الرائدة في محافظة ظفار، وهو بحد ذاته إشارة واضحة ودلالة على أن الشباب العماني ممكن أن يؤسس مشاريع ريادية بنجاح، وتساهم في رفد الأسواق المحلية والمجاورة بمنتجات مشاريعهم في مختلف المجالات.
وتحدث المعشني صاحب مصنع "مشاريع موجا الدولية لصناعة المنظفات والملمعات الصناعية" عن بداية مشروعه، قائلا: إن فكرة تأسيس المصنع لم تكن وليدة الصدفة، حيث كنت سابقا أعمل وكيلا لشركة دولية في مجال صناعة المنظفات على مستوى سلطنة عمان، وبعد أن أخذت الخبرة عن هذه المنتجات وطريقة تسويقها ودراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، تقدمت بهذه الفكرة لصندوق الرفد "سابقا" لتأسيس مصنع للمنظفات، وبعد الإجراءات المطلوبة وحصولي على التمويل من بنك التنمية العماني على مرحلتين، بدأت في بناء المصنع وتجهيزه بالمعدات والآليات المطلوبة، وجلب الأيدي العاملة الفنية في مجال الصناعة الكيميائية والتحويلية، وقد أخذ تأسيس المصنع وتجهيزه بالمعدات اللازمة قرابة سنة كاملة.
مشيرا إلى أن المصنع بدأ بإنتاج المنظفات السائلة لتنظيف الأواني، ونوع آخر لتنظيف الأيدي بكمية إنتاج تقدر بـ 4 آلاف طن يوميا، وقد يزيد أو ينقص قليلا بحسب طلبيات الوكلاء، وقد اختار للمنتج علامات تجارية، وهي: "برايم" و"منى"، وكان العمل يمشي بشكل جيد وبأرباح جيدة ومرضية، حيث استطاع توفير المنتج في الأسواق المحلية على مستوى سلطنة عمان، وكذلك تصدير بعض منتجات المصنع إلى اليمن عبر وكيل يمني.
وأوضح المعشني أنه بصدد تدشين خط إنتاج جديد من المنظفات، وهو عبارة عن منظف للملابس الذي يكون على شكل البودر، وقد اشترى آلة جديدة خاصة لهذا المنتج، حيث باع سيارته لشراء آلة جديدة لصنع العبوات الخاصة بالمنتج. مشيرا إلى أن المواد الخام التي يحتاجها المصنع للإنتاج يتم استيرادها من الهند والصين وتركيا عبر ميناء صلالة وأحيانا عبر ميناء صحار.
وحول التحديات التي واجهها خلال فترة عمل مشروعه، قال: واجهتنا خسائر كبيرة بسبب جائحة كورونا التي القت بظلالها على كافة القطاعات التجارية، مما سبب لنا خسائر مادية، واستنزاف رأس المال التشغيلي في دفع رواتب عمال المصنع، وتوفير قطع الغيار للمعدات، وكذلك تحصيل المبالغ المستحقة للمصنع، ولكن بفضل الحوافز والتسهيلات التي قدمتها الحكومة لرواد الأعمال في دفع الأقساط استطعنا أن نواجه هذه التحديات ونستمر في الإنتاج. وأضاف: بدأ العمل الآن يعود تدريجيا، ولكن ليس بالشكل الذي كان عليه قبل الجائحة، ومن التحديات أيضا ارتفاع أسعار المواد الخام من الدول المصدرة لها، وكذلك ارتفاع تكلفة الشحن إلى الموانئ العمانية.
وحول مرئيات المعشني للعمل في ريادة الأعمال قال: أتمنى من كافة القطاعات الحكومية دعم رواد الأعمال العمانيين، الذين يقومون على مشاريعهم بأنفسهم، وأن يقفوا إلى جانبهم من خلال شراء منتجاتهم، ولو جزء بسيط منها؛ لضمان استمرارية المشروع، أو عن طريق إسناد مناقصات حكومية إليهم، والجلوس معهم ودراسة التحديات التي تواجههم، والمساهمة في إيجاد حلول مناسبة لهذه التحديات، ومن المهم جدا إعادة جدولة القروض وخاصة للمشاريع المتعثرة بسبب الجائحة، حيث سيساهم ذلك في استمرار هذه المشاريع وتحفيز رواد الأعمال على العمل والإنتاج.
