بشفافية : 18 نوفمبر .. عهد يتجدد

16 نوفمبر 2022
16 نوفمبر 2022

بين مجد تليد وحاضر مشرق، ونهضة متجددة وعهد مجيد، وهمم متوقدة، ورؤية مستقبلية واضحة المعالم، تحتفل سلطنة عمان غدا بعيدها الوطني الثاني والخمسين، الثامن عشر من نوفمبر المجيد، وتقف على ميدان النصر بمحافظة ظفار وحدات رمزية من قوات السلطان المسلحة أمام القائد الأعلى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي سيشمل برعايته السامية الكريمة العرض العسكري الذي سيقام احتفالا بهذه المناسبة الوطنية المجيدة، وستقف عمان من أقصاها إلى أقصاها شامخة تفاخر بمجدها وحاضرها ومستقبلها، وهي تحتفل بعيدها الوطني المجيد، حيث تتجه أنظار أبناء الوطن جنوبا، مبتهجين بعيد بلادهم الذي تتجلى فيه معاني الوحدة الوطنية والروح العمانية المحبة لوطنها وسلطانها، معتزة بتاريخها وصائنة لحاضرها ومستبشرة بمستقبلها.

إن رمزية الاحتفالات الوطنية تكمن معانيها في الفرحة الوطنية التي يشعر بها المواطنون والمقيمون، ففي كل عام يستبشر أبناء عمان الأوفياء بشهر نوفمبر، ويترقبون يوم الثامن عشر منه الذي يحمل دلالات وطنية عميقة ارتبطت في نفوسهم جيلا بعد جيل، فهو يوم من أيام الوطن الخالدة المترسخ في النفوس والساكن في القلوب، توارثت الأجيال في عمان مجد هذا اليوم، عبر حقب متتالية، فمحبة الوطن سيمفونية تعزفها القلوب بنبض وطني يجسد أعظم معاني الوفاء لعمان والقائد المفدى -أبقاه الله-.

إن المنجزات الوطنية التي تحققت على مدى 52 عاما من عمر النهضة العمانية، تقف شواهدها في كل شبر من أرض الوطن، وعلى امتداد الأرض العمانية العزيزة، من أقصى مسندم شمالا إلى أقصى الجنوب في ظفار، وتتجلى مشاهد المنجزات في كل ربوع الوطن، وأعظم ما تحقق من منجزات في هذا الوطن العزيز هو (الإنسان)، الذي كان ولا يزال محور التنمية والأساس المتين لتقدم الوطن ونهضته، لذلك نجد أن العماني يثمن دائما كل ما تحقق من منجزات على أرض الوطن، ويخالجه الشكر والعرفان تجاه ما قدمته النهضة المباركة تجاهه من منجزات ساهمت في تقدمه فكريا وثقافيا وصحيا.

ويدرك المواطن أن النهضة المباركة منذ بدايتها ركزت على تسخير إمكانياتها لتوفير سبل العيش الكريم له، عبر بناء المؤسسات التي تقدم له الخدمات الصحية والتعليمية والفكرية والثقافية، فمضت قدما في نشر المنظومة الصحية والتعليمية بكل مستوياتها، وعززت من الاهتمام بالإنسان ليكون الأيقونة الأهم في سلم أولويات النهضة.

إن العماني الذي سخرت له معطيات النهضة العمانية السبل والممكنات والمؤسسات الضامنة لممارسة حريته وثقافته وفكره هو ذاته الذي يعول عليه اليوم ليكون إنسانا مساهما في بناء الوطن والحفاظ على المنجزات، والمساهمة في تطوير المؤسسات والمشاريع التنموية في البلاد.

لذلك كان العماني ولا يزال معول البناء، والمساهم الفاعل في الخطط والبرامج الوطنية، ويأتي مجلس الشورى الذي يعد المنبر الكبير لصوت المواطن، كواحد من أبرز مؤسسات الدولة الحضارية التي وضعت لهذا المجلس المكانة الأبرز ضمن مؤسسات الدولة، ليمثل صوت المواطن ورأيه نحو شراكة حقيقية في القرار، ويكون مطلع عبر ممثليه الذين يمارسون صلاحياتهم الرقابية والتشريعية تحت قبة المجلس عبر الانتخاب من المواطنين، لذلك كان المواطن في سلطنة عمان ولا يزال حاضرا في كل المشاريع التنموية ومساهما في رؤى مسيرة العمل الوطني باعتباره شريكا أساسيا في التنمية.

كما سعت الحكومة إلى تطوير منظومة العمل البلدي الذي يعد المواطن المستهدف الأول في مشاريعه و قراراته، لتأتي المجالس البلدية كواحدة من المشاريع الوطنية الرامية إلى فتح آفاق أرحب لصوت المواطن وتعميق الشراكة بينه وبين الحكومة.

ومضت سلطنة عمان في حاضرها المشرق تمد جسور التواصل مع المواطن، وركزت على الشباب باعتبارهم سواعد عمان المستقبل، ومنذ بداية العام الجاري عقدت بمختلف محافظات سلطنة عمان لقاءات مع الشباب، واستمع المسؤولون لهم ودرسوا آرائهم وتعرفوا على طموحاتهم وتطلعاتهم، ليتم بعد ذلك إشراك الشباب في المشاريع الوطنية التنموية ويتم الأخذ بآرائهم لبناء الأسس للمشاريع القادمة وفقا لتطلعات الشباب.

كل هذه الخطط والبرامج الوطنية الساعية إلى إبراز دور المواطن في التنمية، أسهمت في بلورة نموذج عماني ناجح بامتياز في تطبيق الشراكة الحقيقية بين الحكومة والمواطن، فتجسدت الشراكة الوطنية لتعكس المشهد الذي تعيشه عمان اليوم واقعا تتجسد فيه اللحمة الوطنية في أبها صورها.

ويأتي العيد الوطني الثاني والخمسين المجيد، ليشيد المجتمع العماني لبنة أخرى في أركان مسيرة العمل الوطني، ويجدد العهد والولاء للقائد المفدى -أبقاه الله- لتمضي المسيرة العمانية شاقة طريق التقدم والنجاح بثبات وتلاحم وطني تتربع فيه مصلحة عمان على سلم الأولويات والطموحات والتطلعات.

وكل عام وعمان وسلطانها وأبناؤها الأوفياء بخير.