55
55
ولايات

مـزرعـة الفـراولة فـي بـلادسيت .. الزبون يختار ويقطف ما يناسبه من الثمار

09 أبريل 2021
09 أبريل 2021

الأولى من نوعها ببهلا -

بهلا :أحمد بن ثابت المحروقي -

نحج المواطن سعيد بن خالد بن هلال الهنائي من بلدة بلادسيت بولاية بهلا في زراعة الفراولة وإنتاجها بكميات تجارية وجعل من مزرعته منفذا للتسوق، حيث يستطيع الزبون مع عائلته الحضور إلى المزرعة والدخول إلى البيوت المحمية واختيار ما يناسبه من ثمار الفراولة الطازجة.

وللتعرف على قصة هذه المزرعة التقينا بفيصل بن سعيد بن خالد الهنائي ابن صاحب المزرعة والذي حدثنا عن هذه التجربة قائلا: بدأت فكرة زراعة الفراولة بمزرعتنا الكائنة في بلدة بلادسيت ببهلا قبل 6 سنوات، حيث كانت لي زيارة لأحد زملائي مع بداية فصل الصيف وشاهدته يقتلع شجر الفراولة من حديقة منزله، حيث قام بزراعة مجموعة منها في الحديقة الخارجية لمنزله في فصل الشتاء وعند بداية الصيف واشتداد الحرارة بدأت هذه الأشجار تموت لعدم تحملها درجات الحرارة العالية لتراودني فكرة زراعتها بالبيوت المحمية في المزرعة، لذا أخذت شتلات الفراولة ونقلتها في البيت الزراعي وقمت بزراعتها في شهر مارس مع استخدام التربة العضوية، بدأ الإنتاج في شهر مايو ثم توقف الموسم، ليبدأ موسم تكاثر الشجر، حيث بدل أن تثمر الفراولة بدأت تخرج منها أغصان وجذور لزراعتها كشتلات في أماكن أخرى أو استبدال الميت والتالف منها.

التوسع في المشروع

وأضاف فيصل الهنائي: بدأت الفكرة تتبلور بصورة أكبر من أجل التوسع بعد أن نجحت التجربة، حيث إنه في الخطوة الأولى ذهب والدي سعيد بن خالد بن هلال الهنائي إلى محطة البحوث الزراعية بالرميس للاستفادة من نظام الزراعة المائية للفراولة لتقديم الدعم الفني لديهم وبعض الصناديق والتربة الزراعية، وتم نقل التجربة إلى مزرعة الفراولة ببلادسيت وزراعة أول بيت إلى أن تمت زراعة 5 بيوت بالزراعة المائية وحاليا يحتوي كل بيت من ٩٠٠٠ إلى ١٠٠٠٠ شجرة وبيت زراعي عضوي و٣ بيوت أخرى لمحاصيل الخضروات كالخيار والطماطم، بمساحة تبلغ ما يقارب ٢٨٨٠ مترا مربعا لكافة البيوت الزراعية لأن مساحة كل بيت زراعي تساوي ٣٢٠ مترا مربعا، وتتم إدارة البيوت آليا سواء بتغذية التربة أو ريها بالمياه أو تشغيل نظام التهوية بها. وأشار الهنائي إلى أن سعر البيت العادي للزراعة ٣٠٠٠ ريال عماني وعند تحويله إلى الزراعة المائية لزراعة الفراولة يصل سعره إلى ٨٠٠٠ ريال عماني لكل بيت.

موسم زراعة الفراولة

وأوضح فيصل الهنائي أن زراعة شجر الفراولة تتم بداية شهر أغسطس وسبتمبر لتزهر ويبدأ ثمارها بمنتصف ديسمبر وتستمر لغاية مايو ويتم استيراد أنواع مختلفة من الشتلات أغلبها من مصر وباكستان وأحيانا من أوروبا في حالة توفرها..

التسويق السياحي

وقال فيصل الهنائي: إن المزرعة -وبحمد الله- مع إنتاجها الوفير، ابتكرت فكرة التسويق السياحي، ففي السابق كان التسويق من خلال العرض في المحلات التجارية بالطريقة التقليدية، وبحثنا عن شيء يميزنا عن الآخرين فجاءت فكرت التسويق السياحي وهو أن يأتي الزائر مع أسرته وأولاده إلى المزرعة ويدخل البيت الزراعي للفراولة ومعه علبة ويقطف بنفسه الثمار التي يريدها ويأخذ صورا للذكرى ويستمتع ثم يحاسب عامل المزرعة، مع اتباع الإجراءات الاحترازية في ظل الظروف الحالية لتفشي جائحة كورونا، حيث يتم تنظيم عملية الدخول وبأعداد محددة مع الالتزام بلبس الكمام والتعقيم. وأضاف فيصل: إنه إلى جانب هذه الفكرة فإنه يساند والده في نظام التسويق الإلكتروني للمزرعة ببرامج التواصل الاجتماعي والترويج لفكرة التسويق السياحي التي لاقت إقبالا من قبل المجتمع، حيث قمت بعمل موقع للمزرعة بجوجل ماب به وسائل الاتصال وتحديد أيام وساعات الفتح والإغلاق ومدى توافر الفراولة من عدمها، كما قمنا بإنشاء حساب بالانستجرام للمتابعة وتصوير كل ما هو جديد يخص المزرعة وهكذا يتم التسويق لبقية المحاصيل المتوفرة بالمزرعة مثل الخيار والطماطم بنفس نظام التسويق السياحي.

صعوبات وعقبات

أوضح فيصل الهنائي قائلا: إن لكل مشروع قصة نجاح مشاكل أو صعوبات وأبرز ما واجه المشروع قلة الدعم الزراعي الحكومي لهذا النوع سواء كان ماديا أو فنيا وعدم توفر بعض الأسمدة والمبيدات الخاصة بالأسواق المحلية وقلة توفر الشتلات والموردين إلا في أوقات محددة بالسنة وأحيانا تتأخر لظروف الشحن. وما نتمناه من الحكومة وخاصة وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه المساعدة، فتمنحنا تصريح لحفر بئر لهذا المشروع لقلة منسوب المياه بالفترة الحالية، حيث إنه ومن الصعب بعد هذا النجاح أن يغلق المشروع والذي كلف مبالغ طائلة وجهدا كبيرا لعدم توفر المياه، كما نأمل من الجهات المعنية تقديم الدعم اللوجستي في بناء بعض البيوت الزراعية وتوفير بعض الشتلات والأسمدة بكل عام.

المرحلة القادمة

وعن خطته في المرحلة القادمة أوضح فيصل الهنائي قائلا: سيتم -إن شاء الله- إنشاء بيوت زراعية أخرى بنظام الزراعة المائية ومع استغلال أيام الشتاء، من شهر أكتوبر ولغاية مارس للزراعة الخارجية بنظام حديث سيتم الإعلان عنه لاحقا. كما سيتم أخذ التصاريح لعمل كشك خاص بالمزرعة كمنفذ بيع لمحصول الفراولة ومنتوجاته والمحاصيل الأخرى.