هكذا يتغلب الدماغ على المشاعر السلبية

قد تكشف أنماط نشاط الدماغ حالة الشخص عندما ينغمس في محاولة التغلب على مشاعره السلبية، وقد يقود ذلك إلى القدرة على تحديد الأشخاص الذين يواجهون مشكلة في القيام بذلك. ويرتبط انخفاض القدرة على التحكم في الاستجابات العاطفية، والمعروف باسم خلل التنظيم العاطفي، بحالات مثل القلق والاكتئاب. وللتحقيق في ما يحدث عندما يحاول الناس تعديل استجابتهم العاطفية، قام جاريد ريك من جامعة كولورادو وزملاؤه بفحص أدمغة 82 شخصًا وهم ينظرون إلى 15 صورة محايدة، كصورة مظلة مثلا، و30 صورة تتضمن مشاعر سلبية مثل صورة شخص مريض في المستشفى.

ثم طلبوا من المشاركين محاولة التفكير بشكل أقل سلبية في الصور السلبية أثناء نظرهم إليها، على سبيل المثال أن يفكروا في الرعاية الطبية التي تقدم للمريض وطريقة الاعتناء به عوضًا عن التركيز على فكرة المرض. وخلال ذلك تمكن الفريق من استخدام خوارزميات التعلم الآلي من تحديد مناطق الدماغ التي تم تنشيطها عندما قام المشاركون بذلك. حدد الباحثون شبكة من التنظيمات والهياكل في الدماغ خلال ذلك. بعضها، مثل القشرة المخية المعزولة ومناطق قشرة الفص الجبهي على سبيل المثال، كانت مرتبطة بالفعل بالتنظيم العاطفي في حين أن البعض الآخر لم يكن مرتبطًا، مثل أجزاء من القشرة البصرية.

بعد ذلك، قام الفريق بمراقبة أدمغة 40 متطوعا آخر أثناء مشاهدتهم لذات الصور، ووجدوا أن الخوارزميات يمكنها اكتشاف ما إذا كان هؤلاء الأشخاص يشاهدون صورة سلبية أو محايدة، أو عندما كانوا يحاولون تقليل استجابتهم للصورة السلبية، بنسبة دقة تصل إلى 82.5 في المائة. يقول عضو الفريق جوشوا جووين: إن هذا يمكن أن يساعد في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض الصحة العقلية والمساعدة في تقييم العلاجات مثل العلاج السلوكي المعرفي.

خدمة تريبيون عن مجلة «New Scientist»