منوعات

مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون يفتتح «سوق الإنتاج » وندوة «مستقبل الإعلام الخليجي» تطرح الواقع وتقترح الحلول

21 يونيو 2022
يناقش غداً دور المرأة الخليجية في الإعلام
21 يونيو 2022

د. محمد الشعشعي: علينا معرفة المضامين والبرامج الإعلامية التي يحتاجها المتلقي ويجب إشراك الشباب في وضع التصورات -

افتتحت اليوم فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون المقام تحت شعار «إعلامنا هويتنا» حيث دشّن في الفترة الصباحية الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير شؤون الإعلام لمملكة البحرين سوق الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني الذي شارك فيه لعرض الإنتاج بغرض البيع أو تبادل خبرات حوالي ثمانين جناحًا من القنوات وشركات الإنتاج الرسمية والخاصة ويستمر السوق طوال أيام المهرجان الثلاثة، ويكتسب «السوق» أهميته من كونه يمثل تجمعًا لشركات الإنتاج والتوزيع الخليجية والعربية وإيجاد نوع من التعاون المشترك من خلال إبرام الاتفاقيات، إضافة إلى وجود هيئات الإذاعة والتلفزيون الرسمية الخليجية.

وقد شهد الافتتاح جولة لراعي المناسبة تعرّف فيها على أجنحة المشاركات من وسائل الإعلام الخليجية الرسمية والخاصة، كما تعرّف راعي المناسبة على جناح وزارة الإعلام واطلع على أهم الأعمال والبرامج التلفزيونية والإذاعية المشاركة في المسابقات المختلفة.

ندوة اليوم الأول

عقب ذلك بدأت الندوة الرئيسية الأولى للمهرجان والتي أقيمت بعنوان «مستقبل الإعلام الخليجي» شارك فيها الدكتور محمد بن سعيد الشعشعي مدير عام المديرية العامة للإعلام في محافظة ظفار، والدكتور عبدالرحمن بحر وكيل وزارة الإعلام بمملكة البحرين، والدكتور راشد النعيمي الرئيس التنفيذي لمكتب تنظيم الإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومحمد الحارثي الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية، وأحمد الهاجري مدير التخطيط والجودة والتعاون الدولي بدولة قطر، وسعد الفندي مدير إدارة البرامج العامة بإذاعة دولة الكويت، ومجرّي القحطاني مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، وأدار الندوة عبدالرحمن البشري مقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون السعودي.

وفي مشاركته بالندوة قال الدكتور محمد بن سعيد الشعشعي: «إن مستقبل الإعلام الخليجي هو انعكاس لمستقبل دول مجلس التعاون التي قطعت شوطًا كبيرًا من التقدم والرقي في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأن هناك رؤية وخططا استراتيجية لكل دول المنطقة مثلًا ٢٠٤٠ أو ٢٠٣٠ م من هناك لابد للإعلام أن تكون له رؤية لمواكبة ما يحدث في المنطقة ودول العالم».

كما تطرق «الشعشعي»: إلى أهم المحاور التي يرى أنها يجب أن تكون أساسا عند النظر إلى مستقبل الإعلام الخليجي بشيء من الطموح أو المأمول حيث يقول: يجب أن نعترف بتأثير الإعلام الرقمي القضائي ووسائل التواصل على الجمهور وعلى الشباب بشكل خاص ولا يستطيع الإعلام الرسمي التقليدي أن يهمش الجانب الآخر، لهذا لابد أن نبتعد عن ضبابية المنافسة بين الإعلام التقليدي وإعلام التواصل الاجتماعي، وإنما علينا الانتقال إلى مرحلة أخرى أكثر استشراقًا وتطورًا، وهي التي نشاهدها اليوم بفتح منافذ للمحطات الإعلامية العامة والأهلية في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة الأمر الذي جعل من هذه القنوات أكثر مشاهدة وأكثر اطلاعًا وبهذا تكون قد انتقلنا من مرحلة أكثر تطلعًا وتكاملًا.

وعن النهوض بالشباب في الإعلام الخليجي يقول «الشعشعي»: الشباب هم عماد الأوطان وهم الأمل الواعد والغد المشرق فلا يمكن للأوطان أن تنهض أو الدول أن تتقدم بدون سواعد وطاقات الشباب. والسؤال الذي يطرح نفسه أين موقع الشباب الخليجي من أجندة إعلام الخليج؟، فهناك مواضيع أو مواد إعلامية يتناولها الإعلام تخص الشباب ذات العلاقة المباشرة والتي يحضر مناسباتها الشباب وتقدم على هيئة أخبار أو تقارير لكننا نحن نتطلع إلى البرامج المتعمقة التي تتناول هموم وهواجس وتطلعات الشباب ولكي لا نجعل الشباب يتجهون إلى تحقيق ملاذهم عبر منصات وأدوات التواصل الاجتماعي بمضامينها المختلفة فإنه يجب الجلوس مع الشباب الخليجي والاستماع لهم ومعرفة نوعية وطبيعة المواد الإعلامية التي يتمنى الشباب مشاهدتها في إعلام الدول الخليجية، على الدول الأعضاء في هذا الخصوص عمل مزيد من الدراسات والبحوث (الإلكترونية) لمعرفة نوعية المضامين والبرامج الإعلامية التي يحتاجها المتلقي والشباب الخليجي بشكل خاص وأن يشترك الشباب في تصور أجندة البرامج التي يتمنى مشاهدتها في الإعلام الخليجي الرسمي وحتى الأهلي واليوم اعتقد أنه سهل ويسير من استقصاء آراء الشباب إلكترونيًا.

وحول الحفاظ على الهوية الخليجية أو الهوية العربية والإسلامية يرى الدكتور محمد بن سعيد الشعشعي أن الإعلام يتعامل مع القضايا التي تشغل المجتمع والتحديات التي تواجه المواطن الذي يجد نفسه في المضمون والمحتوى وأنه المعول الرئيسي للبناء مع أهمية التأكيد على الهوية العربية والحفاظ على القيم والعادات والتقاليد الحميدة ونبذ السلوكيات والتصرفات الغريبة على مجتمعنا والاعتزاز بالهوية الثقافية والحفاظ على اللغة العربية، لذلك لابد من تعزيز الهوية الوطنية عبر الوسائل الإعلامية والبعد عن التغريب والتقليد من خلال واقعنا الثقافي الثري والمميز.

التأهيل وجودة المحتوى

من جانبه تحدث الدكتور راشد النعيمي عن واقع الإعلام الإماراتي وقال: إن الإعلام وثق الماضي ويوثق الحاضر ويسعى للمستقبل، فقد شهدت دولة الإمارات تغيرًا سريعًا للإعلام لمواكبة التقليدي بالحديث وركزنا على تعاملها مع مستقبل الإعلام من خلال تأهيل الكوادر الإعلامية الشابة من حيث صناعة المحتوى والتركيز على بناء الكوادر الإعلامية الشابة وتعريفهم بالأساسيات لإنتاج المحتويات الهادفة.

زيادة التفاعلية والتنافس

وقال الدكتور عبدالرحمن بحر: إن أهم العناوين المقلقة للإعلاميين في العالم هو مستقبل الإعلام وهذا هاجس موجود لكننا في المقابل هل نسير مع التطور ومع الرتم السريع في تطور أدوات الإعلام وأجهزة الإعلام الرسمية، لذلك ننظر إلى ذلك بعين راصدة ومحللة، حيث إن الواقع قد يهدم نظريات إعلامية كثيرة.

وأضاف وكيل وزارة الإعلام بمملكة البحرين أن مستقبل الإعلام يرتكز على زيادة التفاعلية واستخدام الأدوات الحديثة فإعلامنا قادر على التنافسية وعلى استدامة التنافسية مع التكنولوجيا وتنامي القطاع إضافة إلى أهمية التكامل مع القطاع الخاص واحتواء الإعلاميين الشباب وللأسف من خلال احتواء الشباب وليس إرضاؤه فقط، حيث أصبح مؤثرو تلك الوسائل ينافسون الأجهزة الإعلامية الرسمية فيجب احتواؤهم.

شراكة قائمة بوعي

ويؤكد خالد الغامدي نائب الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية أن كل الأفكار بين الهم الخليجي الإعلامي مشتركة حيث يقول: يجمعنا جمهور واحد وثقافة واحدة ونتطلع لأن نكون أكثر تنظيما، فالإعلام مهما اختلفت المنصات تقليدية ورقمية فالمحتوى هو الأساس، علينا أن نهتم بذلك ونستفيد من الخبرات ونعمل على خطط خمسية قادمة والتأكيد على أهمية صناعة المحتوى الجيد من خلال التدريب والاستفادة من الشباب ودمج الأجيال للوصول إلى محتوى يتماس مع الجمهور عبر شراكة قائمة بوعي أكثر.

مواكبة التطور

من جانبه قال أحمد الهاجري: إن ما نناقشه اليوم هو شغلنا الشاغل وأنه تحد للمؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة لكن المشكلة تكمن في المحتوى والتفاعلية والوعي، أما الآن فلكل أحد قناته الخاصة ويجب مواكبة التطور.

الحفاظ على الهوية

في حين أشار سعد الفندي إلى أن واقع الإعلام الخليجي يمتلك أهم المؤسسات التي تسيطر وتشكل الرأي العام لذا عليه أن يسيطر الإعلام الجديد بمسمياته المختلفة من خلال دعم المنصات وتسويق برامجها وليس صناعة برامج ناشئة عبر برامج الطفل والإنميشن، لذلك يجب الضخ ماديا بأعمال بسيطة عبر اليوتيوب تحافظ على الهوية وتعزز الرسالة التي نستهدفها.

محددات زائلة

وفي الختام أكد مجرّي القحطاني أن مشكلة المستقبل ترتكز على أن الإعلام له محددات سابقة يؤثر عليها التدفق السريع الذي يصل للمتلقي من معلومات وغيرها، حتى أصبح الآن المتلقي بدون أي محددات وقيود وكل له قناته الخاصة، وتكمن مشكلتنا في عدم معرفة جمهورنا لذلك علينا أن نغيّر الخطط ونصارع بصراع ذكاء الإنسان وذكاء الآلة وعلينا أن ننتهج استراتيجيات حديثة تعزز من دعم الشباب ووجودهم في المحتوى الإعلامي بمفهومه الكبير.

ندوة المرأة

تقام اليوم الندوة الثانية في المهرجان بعنوان «المرأة الخليجية في الإعلام» تشارك فيها المذيعة بيان البلوشية من سلطنة عمان، وكل من أمل الحليان، ومريم الغامدي، وإيمان الكعبي، وإيمان مرهون، وإيمان نجم، وتدير الندوة المذيعة شيماء رحيمي، فيما تقام جلسة في المساء تستعرض تجارب شبابية يشارك فيها محمد العريمي من سلطنة عُمان ومالك الروقي وأحمد المرزوقي وعبدالعزيز الموينع وفيصل البصري، وعبدالرحمن فاروق ومحمد الموسى وأحمد شريف.