منوعات

ملتقى المسرحيات القصيرة يفتتح عروضه بـ«صمّام الشيخ»

13 يونيو 2023
الأول من نوعه في سلطنة عمان
13 يونيو 2023

اختار المسرح العماني وعشاقه خلال هذه الفترة، ألا تخبو شعلة النور عن الخشبة السمراء، وتظل تجمع جمهورها وفنانيها في عروض مسرحية متواصلة، بدأت بمهرجانات وأيام مسرحية خلال الأسابيع الماضية، وامتدت حتى هذا الأسبوع الذي انطلقت فيه مساء أمس فعاليات ملتقى المسرحيات القصيرة، وهو الأول من نوعه في سلطنة عمان، بتنظيم النادي الثقافي.

انطلق الملتقى بمسرحية قدمتها فرقة آفاق المسرحية حملت عنوان «صمام الشيخ» عن قصة قصيرة للدكتور الراحل عبدالعزيز الفارسي، وإخراج محمد الرقادي، بمشاركة الممثلين يوسف السعيدي، وعبدالرحمن الهنائي، ومحمود المخيني، وإسماعيل البوسعيدي، ومحمود القاسمي، ويقظان الهنائي، وأمجد الكلباني، وأنس التميمي، ويعرب الرقادي، وقصي الحارثي، وعمار الهنائي.

تدور أحداث القصة حول قرية يصاب شيخها بوعكة صحية، ويكتشف أنه بحاجة لتبديل الصمام الأورطي، ما يحتم عليه السفر للخارج للقيام بعملية تبديل الصمام، ويكتشف أهالي القرية بعد عودة شيخهم من رحلة العلاج أن الصمام الجديد ما هو إلا صمام «خنزير» مما جعلهم ينفرون منه ويبتعدون عنه، بحجة أنه نجس، وهو ما يترتب على الشيخ أن يسافر مجددا لتغيير الصمام، ويستبدله هذه المرة بصمام «بقرة».

يجتمع أهالي القرية في مقهى «ألطاف» لشرب الشاي وتداول الأخبار، والحديث عن الشيخ بكل تفاصيل الحياة المختلفة، ومع وجود مختلف الأجناس من أهالي القرية إلا أنهم جميعا اتفقوا على أن الشيخ أصبح نجسا بعد أن ركب له صمام «الخنزير»، وبالرغم من أهمية الشيخ لأهالي القرية الذي صوره المخرج في بداية المسرحية على أن كل نفس يتنفسه يرتد على جميع الأهالي فيتنفسون هم الآخرون معه، والنفس ما هو إلا إشارة إلى أن أهالي القرية متكئون على شيخهم، الذي أشار بعضهم إلى أنه يعتمد عليه كمصدر للرزق، والآخر يراه مصدرا «للواسطة»، إلا أنهم نفروا منه ما إن أصبح في نظرهم «نجسا».

المسرحية التي اقتبست القصة مع إضافة بعض الأحداث فيها من خلال الرؤية الإخراجية، استطاعت أن تملأ المدرجات بصوت الضحك، وتقدم رسالتها بأسلوب ساخر كوميدي، مع أداء متمكن للممثلين، حيث كان لكل ممثل المقدرة على سرد حكاية الدور الذي يتقمصه بأسلوب ساخر مع رمزية المعنى والفكرة.

وقد استهل الملتقى في افتتاحه بكلمة للنادي الثقافي قدمتها الدكتورة عزة القصابية عضو مجلس إدارة النادي قالت فيها: «المسرح هو المرآة الناطقة بقضايا وواقع المجتمعات الإنسانية، وهو سجل حافل بتراث وتاريخ الأمم والحضارات، ومن منطلق ذلك حرص النادي الثقافي على أن يكون هذا الفن حاضرا في برامجه، بدءا من حلقة إعداد وكتابة المسرحيات القصيرة (سوالف بصرية)، التي نفذها النادي الثقافي في مطلع شهر سبتمبر 2022م»، وأضافت: «إن المسرح القصير هو اتجاه يميل إلى الاختزال والتكثيف بالتزامن مع التيارات الفنية المعاصرة، فنجد القصة القصيرة والفيلم القصير والأغنية القصيرة؛ وغيرها من الأعمال الإبداعية التي اختزلت مضامينها (الحدث والشخصيات والزمان والمكان) لتقديمها عبر الوسائل المتعارف عليها سابقا، والاستعانة بالوسائل الرقمية الحديثة».

تجدر الإشارة إلى أن الملتقى تختتم فعالياته مساء اليوم بعرض مسرحية «صالح للحياة» لفرقة مسرح الدن للثقافة والفن، وقدمت ضمن العروض مساء اليوم مسرحية «فاقد للظل» لفرقة مزون المسرحية، واستضاف الملتقى أيضا مسرحية «بأم عيني 1948» لغنام الغنام.