سمك الجلكي
سمك الجلكي
منوعات

ما وجه الشبه بين الإنسان و"دراكولا" البحار؟

14 مارس 2024
14 مارس 2024

سان فرانسيسكو "د.ب.أ": توصل فريق من الباحثين في الولايات المتحدة إلى أن هذه السمكة التي يعود تاريخها إلى 500 مليون عام مضت تتشابه على المستوى الوراثي مع البشر، وأن الجزء الخلفي من المخ، الذي يتحكم في بعض الوظائف الحيوية بالجسم مثل ضغط الدم ونبض القلب، لدى كل من البشر وسمكة الجلكي، يحتوى على مجموعة متشابهة على نحو مثير للدهشة من المكونات الوراثية والجزيئية. ويعرض الفريق البحثي، المتخصص من معهد ستورز للأبحاث الطبية، في الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Nature Communications لمحة عن نشأة وتطور أدمغة الكائنات التاريخية التي عاشت على وجه الأرض أو في أعماق البحار منذ قديم الأزل، وتوصل على نحو غير متوقع إلى وجود ضفيرة من الجزيئات اللازمة لتكوين الجزء الخلفي من المخ، والتي تتشابه لدى العديد من الفقاريات، مثل البشر وبعض فصائل الأسماك. و"الجلكي" أو Sea Lamprey هي سمكة اسطوانية تشبه الأنقليس أي ثعبان البحر ، تعيش في شمال وغرب المحيط الأطلسي، وغرب البحر المتوسط، وفي بعض أجزاء البحيرات العظمى شمال الولايات المتحدة. يصل طول هذه السمكة الطفيلية إلى 120 سنتيمترا ويمكن أن تزن 3ر2 كيلوجرام. وأهم ما يميز هذا الفصيلة من الأسماك، التي تقتات على دماء غيرها من الكائنات البحرية، فم قمعي مدجج بالأسنان بشكل دائري على نحو يجعلها أشبه بالوحوش الأسطورية التي تعيش في روايات الرعب.

ومثل غيرها من الكائنات الفقارية، تحتوي أسماك الجلكي على عمود فقري وهيكل عظمي، ولكنها تفتقر إلى جزء مهم في تركيب الرأس، ألا وهو الفكين. ونظرا لأن معظم الفقاريات، بما في ذلك البشر، لديها أفكاك، فإن هذا الاختلاف الصارخ أضفى على هذه الأسماك أهمية بالغة من أجل فهم أنماط تطور الخواص المختلفة لدى الفقاريات.

وذكرت رئيس فريق الدراسة أليس بيدويس من مختبر كروملاوف للأبحاث الوراثية والحيوية أن هذه الدراسة "تهدف إلى فهم طريقة تطور أمخاخ الفقاريات، وما إذا كانت هناك مواصفات فريدة تقترن بالكائنات التي لديها أفكاك، ولا يوجد لها مثيل لدى نظيراتها التي ليس لديها أفكاك". وتوصل الباحثون في إطار هذه الدراسة إلى أن التركيب الجيني للجزء الخلفي من المخ متطابق بين أسماك الجلكي وأنواع الفقاريات التي لديها أفكاك مثل البشر.

وبحسب الموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية، نجحت هذه الدراسة الجديدة في التعرف على ضفيرة من الجزيئات الجينية التي تتحكم في كثير من الوظائف الحيوية لدى الفقاريات من خلال الجزء الخلفي من المخ، وتبين أن نفس الضفيرة الوراثية موجودة أيضا لدى أسماك الجلكي.