منوعات

كهف نكبت بولاية رخيوت أحدث اكتشافات فريق ظفار للمغامرات

30 مارس 2023
بالتعاون مع فريق فرنسي ((ليس للنشر الإلكتروني))
30 مارس 2023

- تمديد الاكتشاف مستقبلا بربط الكهف بحفرة إذابة شعت

تزخر محافظة ظفار بتنوع في المفردات الطبيعية الجيولوجية من حيث التنوع البيئي، من الجبال والبحار والرمال والعيون المائية والكهوف المنتشرة في سلسلة جبال ظفار الشامخة. ويعد كهف نكبت من أعظم الاستكشافات في عمان حيث يحمل الاسم دلالة من معناه ويطلق على أي شيء مهول وغير اعتيادي بل ويقصد به غالبا ما يخالف الأعراف والتقاليد وتعاليم الدين التي تدعو إلى الحياء والحشمة).

وتم اكتشافه في شهر يناير عام ٢٠٢١م من قبل فريق ظفار للمغامرات، حيث يقع كهف نكبت في منطقة شعت بولاية رخيوت بمحافظة ظفار، وفي مكان مرتفع لا يسهل ملاحظته بمجرد النظر باتجاهه إلا أن تقف على مقربة منه، ويتدفق من فوهته شلال يصب مجراه في بحر العرب بشكل يأسر الألباب.

وحول أهمية هذا الكهف تحدث لـ«عمان» عبدالله بن أحمد العوايد من فريق ظفار للمغامرات قائلا: كان دافع الشباب وحبهم للمغامرة والاستكشاف أدى بهم إلى هذا الإنجاز العظيم، حيث تم اكتشافه على مراحل تدريجية، كون أن الفريق يمتلك الخبرة والمعدات المطلوبة للدخول إلى الكهف بطريقة آمنة. فلم يكن المشهد اعتياديا بل كان وحيا من الخيال عند الوهلة الأولى. واستمر الاستكشاف لفترات طويلة إلى أن استدعى الأمر التواصل مع فرق أكثر خبرة، ومنهم الفريق الفرنسي الذي سبق وكانت له زيارات لبعض الكهوف في سلطنة عمان منها محافظة ظفار بالتنسيق مع فريق ظفار للمغامرات، وبالتعاون مع الفريق العماني لاستكشاف الكهوف وبدأ العمل المشترك من تاريخ 24 يناير 2023 إلى 8 فبراير 2023 وكان الفريق الفرنسي موجودا ليساهم في تمديد ما تم استكشافه غوصا بواقع خبرتهم في مجال غوص الكهوف. وقال عبدالله العوائد: إن الفريق الفرنسي يتكون من خبراء جيولوجيين (البروفيسور اودرا فيليب)، وغواصي كهوف وهما: فريدريك وسباستيان، ومكتشفي كهوف وهم: جغوم وفلورين وناتان وتوماس.

وكانت المهمة الرئيسية اكتشاف البركة المائية في نهاية كهف نكبت على بعد كيلو متر من مدخل الكهف والتي توقف عندها فريق ظفار للمغامرات في نهاية اكتشافهم للكهف سنة 2021، لما يتطلب ذلك من معدات غوص كهوف خاصة وخبرة في هذا المجال، ولذلك تمت الاستعانة بالفريق الفرنسي، حيث كان من أهداف فريق ظفار للمغامرات المضي قدما في معرفة أبعاد المراد استكشافه وإيجاد الرابط بين كهف نكبت وحفرة إذابة شعت بولاية رخيوت وفق الروايات التي يتداولها الناس والأقاويل التي يتداولها السكان المحليين.

وأكد العوائد بقوله: بعد دخول الفريق الفرنسي للغرفة الأخيرة تم اكتشاف غرفة مغلقة أخرى بطول ٨ أمتار وعلى بعد عشرة أمتار من مدخل البركة توجد كذلك غرفة بها تجويف في سطح القناة، وتتكون من فقاعات هواء توهم الغواص على أنها مخرج ولكن لا يوجد بها أكسجين. لذلك قام الفريق الفرنسي بالغوص في البركة لمسافة تصل إلى ٢٠٠ متر وبعمق يتجاوز ٢٠ مترا والبركة ما زالت ممتدة وبأعماق وارتفاعات رائعة ومتفاوتة الطول، هنا توقف الاكتشاف في الكهف إلى هذا الحد وذلك لصغر حجم أسطوانات الهواء المضغوط الذي يستخدم للغوص، كما أن النقطة التي تم الوصول إليها تتطلب معدات أكثر تطورا لمواصلة الاكتشاف، حيث قال الفريق الفرنسي: إنه سيقوم بمواصلة الاكتشاف في العام القادم، وتؤكد كل المؤشرات والدلالات إلى الآن أن الكهف متصل بحفرة إذابة شعت.

عين نوجب خزان مائي ضخم

من جهة أخرى أشار عبدالله العوائد إلى أن الاكتشاف لم يكن مقتصرا على كهف نكبت فقط، فقد قام الفريق الفرنسي بزيارة بعض الكهوف المائية والغوص فيها، وعين نوجب كان لها قسم من هذه الاكتشافات العظيمة الأولى من نوعها في السلطنة.

تقع عين نوجب شمال وادي دربات في ولاية طاقة وهي المصدر الرئيسي لتغذية شلالات جعفر. قام الفريق الفرنسي بالغوص فيها وصولا إلى عمق ٤٣.٥ متر وتمتد لمسافة ٣٠٠ متر حيث وصفها الغواصون بأنها قناة عظيمة يغطيها الماء الدافئ وتعتبر خزانا مائيا ضخما للغاية ولن نكتفي بالوصول إلى هذا المكان فحسب ولنا عودة مرة أخرى.

كل هذه الإنجازات والاكتشافات التي رأت النور من قبل الفرق كان لها أثر إيجابي على الفريق بشكل خاص حيث إنه من الممكن أن تصبح بعض هذه الأماكن مزارا عالميا خاصا لمحبي الغوص في الكهوف. ولقد ذهلنا بالاكتشافات التي تم التوصل إليها من قبل فريق الغوص في أعماق كهوف المحافظة حيث نهدف إلى أن تكون المحافظة وجهة للفرق المختصة عالميا في اكتشاف الكهوف ودراستها وربط الاكتشافات ببعضها وذلك لأن جبال ظفار يوجد بها شبكة من الكهوف والقنوات المائية ونأمل أن تكون المحافظة عامل جذب لرياضة غوص الكهوف ومحبي الاكتشاف في المستقبل، ولا ننسى أبدا جميع الأهالي والأصدقاء الذين كانوا معنا وفريق ظفار للمغامرات ممتن لضيافة وكرم سكان المنطقة ونخص بالشكر محمد بن سهيل باقي على إيمانه بقدراتنا).

لن نتوقف أبدا عن المغامرة واكتشاف الثروة التي نحن نعيش حولها وسنصل إلى أبعد مدى يمكننا أن نصله، فشغفنا هو الذي يقودنا إلى عالم الاكتشاف والمغامرة.

وتبقى محافظة ظفار بطبيعتها وجبالها الشامخة وكهوفها العميقة مصدرا للإلهام بالنسبة لنا فهي أيقونة مختلفة بكل تفاصيلها ومفرداتها يهفو إليها محبو المغامرة والاستكشاف من كل أقطار العالم.

الصور

Kholoud al-fazari -