منوعات

"عمان تحت المجهر" يسبر أغوار محمية رأس الجنز للسلاحف

20 سبتمبر 2021
وثق السلاحف الخضراء والثعلب الأحمر العربي
20 سبتمبر 2021

يواصل الفريق العالمي لمشروع "عمان تحت المجهر" في استكشاف وتوثيق وتصوير فيلم وثائقي عن السلطنة وبيئتها الساحرة والحياة الفطرية فيها وذلك بالتعاون مع قناتين عالميتين وعدد من الجهات الحكومية والخاصة الراعية للمشروع. حيث زار الفريق محمية رأس الجنز للسلاحف بنيابة رأس الحد بمحافظة جنوب الشرقية والتي تعتبر من أهم الوجهات السياحية في السلطنة التي يقصدها الزوار من داخل السلطنة وخارجها نظرا لما تتميز به من مقومات طبيعية تتمثل في الشواطئ الهادئة واعتدال الطقس على مدار العام وتمثل نموذجا للسياحة البيئية في السلطنة. وحول هذه الزيارة قالت ميساء بنت فهد الهوتية المشرف العام على مشروع "عُمان تحت المجهر" أن زيارة الفريق للمحمية مثل فرصة مناسبة للقاء السلاحف الخضراء والثعلب الأحمر العربي. وأضافت: لقد جنت الجهود المبذولة في محمية رأس الجنز للسلاحف ثمارها، وازدادت أعداد السلاحف الخضراء التي تعشش في رأس الجنز منذ إنشاء المحمية وحتى اليوم، حيث أفاد المرشدون والحراس في المحمية حاليًا أن ما يقرب من 50 سلحفاة تعشعش على شواطئ المحمية كل يوم، كما توفر محمية رأس الجنز للسلاحف للضيوف فرصة فريدة من نوعها لتجربة تعشيش السلاحف بطريقة آمنة ومسؤولة مع جولات مصحوبة بمرشدين تُقدم يوميًا عند شروق الشمس وبعد غروب الشمس عندما تكون السلاحف أكثر نشاطًا على الشواطئ.

وقالت الهوتية: كما يوجد بالمحمية أيضًا متحف يطلع الزوار على الأنواع المختلفة من السلاحف التي تعشعش في السلطنة، وكذلك الكائنات البحرية والبرية الأخرى التي يمكن العثور عليها في المنطقة، ويمكن أيضًا مشاهدة الثعلب الأحمر العربي في رأس الجنز، وتحب هذه الحيوانات الفضولية استكشاف جميع الأنشطة على الشواطئ وتشكل جزءًا من النظام البيئي المتوازن في المنطقة، ويكمن جزء من نجاح محمية رأس الجنز للسلاحف في تصميم المنشأة، التي تقع بين تلين مما يسمح للمحمية بالتحكم في الوصول إلى الشواطئ ويقلل التلوث وكذلك التفاعلات غير آمنة التي قد تحدث للزوار عن غير قصد مع السلاحف، حيث تم تصميم الفندق في المحمية بطريقة تحد من التلوث الضوئي وباتجاه الشواطئ، حيث يعد التلوث الضوئي سببًا رئيسيًا في إصابة السلاحف سواء الناضجة أو الصغيرة بالارتباك وعدم العثور على طريق العودة إلى البحر، وفي المستقبل القريب سيتم بناء جدار منخفض ومنصات عرض على شواطئ رأس الجنز وستمنع هذه الجدران المنخفضة صغار السلاحف من الذهاب بعيدًا في الأرض وستعمل أيضًا على منع التلوث وحركة الإنسان في أماكن التعشيش الخاصة بها.

وأضافت: تتمتع السلطنة بكنوز بيئية وجمالية أخاذة غير مكتشفة، ومن هذا المنطلق جاءت النسخة الثالثة من مبادراتنا البيئية تحت عنوان (لم تُكتشف بعد)، حيث نسعى لإيجاد طرق ابتكارية نكتشف ونبرز من خلالها الثراء البيئي والجغرافي للسلطنة، مما يسهم في جذب السياح سواء من الباحثين عن الاسترخاء أو من عشاق الطبيعة والمغامرات من مختلف أنحاء العالم، ولا يخفى على الجميع حجم القاعدة الجماهيرية للقنوات والشبكات التلفزيونية التي ستنقل هذا الفيلم حول العالم، الأمر الذي سيكون له دور بالغ في ترويج اسم عُمان وكنوزها الطبيعية والبيئية لشريحة واسعة جدا من المشاهدين على مستوى العالم أجمع. وأشارت ميساء الهوتية إلى أن فريق مشروع "عُمان تحت المجهر" يطمح إلى إلهام الإنسان من مواطنين ومقيمين وزائرين ومهتمين بالسلطنة بأهمية المشاركة الإيجابية في حفظ البيئة وحفظ الكوكب للأجيال القادمة؛ إذ سيجوب الفريق أرجاء السلطنة وسيغطي جوانب متعددة من التنوع التضاريسي والأحيائي للسلطنة، ويعكف على تصوير الحياة البرية والبحرية والطيور التي ترسم للسلطنة نمطاً أحيائيا فريداً لا يشبهه أحد، وسيتم بث الفلم الوثائقي النهائي على عدد من القنوات العالمية المعروفة، وكما يعلم الجميع أن السلطنة تزخر بتنوع بيئي فريد أوجد تنوعا في الأحياء البرية والبحرية بالرغم من البيئة القاحلة التي قد تتراءى للزائر في أول نظرة.

تجربة فريدة

من جانبه عبر فريق "عمان تحت المجهر: عن امتنانه للجهود التي يبذلها موظفو محمية رأس الجنز للسلاحف بنيابة رأس الحد بمحافظة جنوب الشرقية، ليس فقط لتقديم تجربة فريدة لا تُنسى للضيوف ولكن أيضًا للحفاظ على الحياة البرية في المنطقة، حيث أشارت ستيفانيا مولر، مديرة الفيلم الوثائقي "عمان تحت المجهر"، إلى أن السلطنة تحوي على مواقع فريدة للتصوير، حيث تستضيف السلطنة العديد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، ومع هذا الفيلم الوثائقي، سيبذل فريق "عمان تحت المجهر" جهودًا كبيرة لتصوير مجموعة واسعة من هذه الأنواع النادرة. أما داريل ماكدونالد مدير التصوير في الفيلم الوثائقي فقال إنه يحب العمل في السلطنة لأن هناك الكثير للقيام به، خاصة للباحثين عن الإثارة والمغامرين، وأيضا المناطق الجميلة بالسلطنة تقدم للمغامرين فرصا كثيرة مثل تسلق الصخور والكهوف والغوص تجارب رائعة، إلى جانب إتاحة الفرصة لصانعي الأفلام لالتقاط بعض اللقطات الفريدة حقًا، كما أن المحمية تعد موقع جذب للسياح، حيث إنها تستقطب أعدادا كبيرة من السياح سنويا وذلك يعكس جاذبية المحمية وتميز موقعها الجغرافي والمناخي، إذ تعشعش أعدادا كبيرة من السلاحف الخضراء النادرة في شاطئ المحمية، كما أن مشاهدة السلاحف في محمية رأس الجنز تتم بطريقة هادئة ومنظمة حتى لا تتسبب في خوف أو إزعاج للسلاحف أو الإضرار بها.

تجدر الإشارة إلى أن مشروع "عُمان تحت المجهر" هو امتداد لمشروع "لم تكتشف بعد" وهو مشروع ممتد من مشاريع سابقة بين عامي 2014 و2015م، حيث ركز المشروع الأول على الإنسان والتنوع في التضاريس، في حين ركز المشروع الثاني على حياة أعماق البحار، وسيقدّم المشروع الحالي للمشاهدين صورة أشمل للطبيعة الفريدة للسلطنة وحيواناتها البرية. وسيغطي مشروع "عُمان تحت المجهر" 12 وجهة سياحية بارزة تحت عنوان "لم تُكتشف بعد". حيث سيتضمن إنتاج فيلم وثائقي يبرز الشواطئ الساحرة التي تتميز بها السلطنة، إضافة إلى سلسلة وثائقية تتكون من جزئيين تسلط الضوء على الحياة البرية وعناصرها المتنوعة، الأمر الذي سيجول بالمشاهدين في رحلة منقطعة النظير تبرز المكونات الجمالية للسلطنة بمختلف تضاريسها وسماتها الجمالية، ومن المؤمل أن يُبث الفيلم على مجموعة من القنوات التلفزيونية وشبكات البث العربية والعالمية.