No Image
منوعات

"خرافة النقد العذري".. تناول النص التراثي من منظور ثقافي

09 أكتوبر 2023
09 أكتوبر 2023

عمّان "العُمانية": يشتمل كتاب "خرافة النقد العذري؛ أدبنا العربي القديم في ضوء منهجنا الثقافي الحديث" للناقد د. غسان عبد الخالق على مقدّمة بعنوان "لماذا نقرأ الأدب العربي القديم من منظور النقد الثقافي الحديث؟"، وخاتمة بعنوان "ما الفلسفة والفيلسوف المطلوبان؟".

ويتضمن الكتاب الصادر حديثًا عن دار فضاءات في 200 صفحة، أربعين مقاربة نقدية لأبرز المفاصل في الأدب العربي القديم، تحت عناوين من أبرزها: هل تحالف الشعر والفكر في العصر العباسي؟ ولماذا اختفت دواوين القبائل العربية؟ وهل كان إخوان الصفا فلاسفة أم سياسيين؟ وهل كان الصعاليك فرسانًا اشتراكيين؟ وهل انطلق عنفنا اللغوي من ديوان النقائض؟ وكيف سمحنا لزنديق وشُعوبي بتصدّر النثر العربي القديم؟ ويتساءل عبد الخالق في مقدّمته للكتاب: "هل يستدعي ما جاء في هذا الكتاب أن ندير ظهورنا لأدبنا العربي القديم الذي طالما قدّم لنا أو طالما قدّمناه بصورة وردية جميلة، وخاصة إذا نظرنا بعين الاعتبار الشديد -على سبيل المثال لا الحصر- إلى حقيقة أنَّ الرّاويين الرئيسين لشعرنا القديم (حمّاد الرّاوية وخلف الأحمر) ليسا أكثر من مغامرين أفّاقين، أو إلى حقيقة أنَّ حارسي بوّابة نثرنا القديم (ابن المقفّع وسهل بن هارون) ليسا أكثر من زنديق وشعوبي؟!".

ويجيب قائلًا: "أحسب أنَّ الجواب السديد، يتمثل في ضرورة تفهّم هذا التداخل المربك الذي قد يصل إلى حدود الفوضى أحيانًا، وفي ضرورة مواجهته بدلًا من مواصلة القيام بدفن رؤوسنا في رمال الصور النمطية الوردية الخادعة، لأن هذا التفهّم وهذه المواجهة، هما اللّذان يمكنهما أن يتكفّلا بإنهاء حالة الإنكار العبثي الذي قد يصل بباحث تقليدي، حدَّ الانهيال على معتقدات الجاهليين بالقدح والذم من جهة، وإعلاء المعلّقات فوق مستوى التحليل والنقد إلى درجة التقديس من جهة ثانية؛ فأي انفصام وأي ازدواج بعد هذه المفارقة؟!".

وبخصوص إيضاح مدلول العنوان وأطروحة الكتاب، يؤكد عبد الخالق: "على الرغم من اشتمال المدّونة النقدية العربية المعاصرة على جهود تفكيكية جريئة، فأنا ملزم بالقول: إنَّ غالبية جهودنا النقدية منقوعة في التغنّي بأدبنا العربي القديم على نحو مثالي ورومانسي وانتقائي، وإنَّ غالبية هذه الجهود خجولة وحذرة ومفعمة بالخوف من السقوط في مشاعر الذنب، جرّاء خشيتها من تجاوز الحدّ في التواصل مع هذا الأدب الذي تعالى وتطهّر وتنمّط، على نحو يذكّرنا بموانع خرافة الحب العذري التي لم أدّخر وسعًا في هذا الكتاب لتقويضها جملةً وتفصيلًا، انطلاقًا من قناعتي بأنَّ النقد الجذري هو انتهاك معرفي ومنهجي متواصل لتعالي النص والسّياق، وبأنَّ التنصّل من هذا الواجب -عبر الاختباء خلف الواجهات الجمالية المحايدة أو الموضوعية المدرسية الباردة- ليس أكثر من هروب مكشوف من ضرورة حراثتهما".