منوعات

تحديت نفسي وأصدقائي بدور الصعيدي الشرير

29 مارس 2023
النجم المصري أحمد عيد لـ "عمان":
29 مارس 2023

- أول شخص أجلس معه لم يكن المخرج ولا المنتج ولا المؤلف وإنما كان مصحح اللهجة

- معارفي كانوا يستغربون قبولي الدور ويقولون لي: "خليك في الكوميدي أفضل"

- هذه أول مرة أقابل النجمة نيللي كريم وهي شخصية في منتهى الجدية والاحترام

أثار الفنان أحمد عيد الدهشة حينما ظهر في برومو مسلسل "عملة نادرة" أمام النجمة نيللي كريم في دور الصعيدي، وكذلك في دور الشرير الذي يقتل أخاه، ومنبع هذه الدهشة أنه فنان كوميديا من فناني الصف الأول في السينما والدراما، وعودته في هذا الدور تشبه مغامرة غير مأمونة العواقب، لكن بعد عرض حلقات من المسلسل ظهر أحمد عيد بشكل مقنع أنسى الناس أنه "كوميديان".

يعترف عيد في حواره لـ "عمان" بأنه شعر بالقلق حينما وصله السيناريو لأنه لا يُجيد نطق لهجة الصعيد، كما أنه ظل لسنوات بعيدا عن شاشتَي السينما والتلفزيون، ويخشى أن تكون عودته غير مقنعة، لكنه قرر أن يخوض التحدي. في هذا الحوار يتحدث النجم أحمد عيد عن دوره في "عملة نادرة" وعلاقته بالنجمة نيللي كريم في الكواليس.

- أنت ممثل كوميدي.. آخر مسلسل دراما اشتركت به كان "أزمة سكر" منذ أكثر من عشر سنوات، وتعود بدور غريب عليك، هو دور الرجل الصعيدي "مسعود" قاتل شقيقه في مسلسل "عملة نادرة".. فهل كان لديك تحضير مختلف لهذا الدور؟

• بمجرد أن وصلني السيناريو وقرأت الدور شعرت بقلق وخوف كبيرين، وقلت للمسؤولين: أنا لا أعرف كيف أتحدث بلهجة أبناء الصعيد، ولم أجرب ذلك من الأساس، وأفصحت لهم عن مخاوفي، خاصة وأنا عائد بعد غياب طويل جدا، وبالتأكيد سيركز الناس معي، لكنهم طمأنوني، مؤكدين أنهم يمتلكون مصحح لهجة، والآن عليك أن تتخيَّل من هو أول شخص جلست معه؟ لم يكن المنتج أو المخرج أو المؤلف، كان مصحح اللهجة، لأنني أردت الاطمئنان تماما على أنني أستطيع تجسيد دور الصعيدي الشرير (أقصى درجات الشر)، الشخص الذي يقتل أخاه بدم بارد؛ بسبب الغيرة من معاملة جمال سليمان (الأب عبدالجبار)، بدأ المصحح يستمع إليَّ وشجعني وقال لي إنني جيد كأنني جسَّدت هذا الدور سابقا، وكان يعطيني النصائح وأنا أستمع إليه بإخلاص شديد وبرغبة في تطوير نفسي، وبعد أن اطمئناني تماما على أنني أستطيع نطق اللهجة الصعيدية قبلت. أنت سألتني إن كان التحضير مختلفا عن كل أدواري السابقة، وأنا أقول لك: نعم كان مختلفا تماما.

- هل اعتبرت دور "مسعود" في "عملة نادرة" تحديا كبيرا في مسيرتك؟

• نعم اعتبرته تحديا، قلت لنفسي: "يفوز بالملذات كل مغامر.. ويموت بالحسرة كل من يخشى العواقب". كنت أعيش نوعا من العزلة، وبعيدا عن الكاميرا، وها هي الفرصة تأتي. رشحني المخرج محمد العدل لدور الصعيدي، ورغم غرابة الدور، قلت لنفسي: هل ستترك الفرصة؟ هل ستستمر طوال الوقت محصورا في الكوميديا؟ ما الذي يمنعك من التجريب في دور ولون مختلفيْن؟ لقد انتظرك الجمهور سنوات فهل ستعود إليه في القالب نفسه أم أن الأفضل أن يراك في قالب مختلف وبوجه جديد؟ أعرف أن الناس قد يندهشون في البداية أو يشعرون بالغرابة التي شعرتُ بها، لكني كنت متأكدا من أنهم سيتفهَّمون الأمر ويعتادون وجهي الجديد، وقد حدث ذلك لحسن الحظ.

- هل حاول المحيطون بك إثناءك عن قبول الدور؟

• طبعا، كانت صدمتهم كبيرة، وكانوا متخوفين عليَّ من الفشل. كنت إذا قابلت أحد أصدقائي وقلت له إنني قبلت دور رجل صعيدي شرير، يتساءل بنوع من الاستنكار: يا رجل! كيف ذلك؟ لم يكن هذا مرده عدم الثقة في قدراتي بقدر ما أن الفكرة ضربت الصورة المعتادة لي في أذهانهم، كانوا يرون أنه بعد مرور وقت طويل على ظهوري فالأفضل أن أعود بنفس وجهي القديم. كانوا يقولون لي "خليك في الكوميدي"، لكنني لم أستمع لأحد، وإنما استمعت إلى نفسي التي كانت ترغب في خوض نوع من التحدي، وبعد أن شاهدوا الحلقات الأولى من المسلسل اعترفوا بخطأ تصوراتهم. قال لي كل منهم بمجرد أن رآني أو هاتفني: أنا مخطئ، وقد نسينا أنك ممثل كوميدي، بل إننا أصبحنا نخاف منك بسبب الشر العظيم الذي ترتكبه في المسلسل!

- عملت مع النجمة نيللي كريم في المسلسل فكيف وجدتها؟

• هذه هي أول مرة أقابل نيللي كريم على الإطلاق. تخيل! لم أقابلها قبل ذلك لا في شارع ولا مهرجانات ولا حفلات ولم يجمعنا عمل سواء في الدراما أو السينما. وجدت نفسي أمام فنانة محترمة وعلى خُلق، وإنسانة نبيلة وبسيطة جدا في تصرفاتها. إنسانة في منتهى الاحترام، تجمعنا المناقشات والملاحظات الجادة حول العمل.