No Image
منوعات

النقش على المعادن.. فن يمتزج مع التقاليد والثقافات في إيران

16 يوليو 2023
16 يوليو 2023

أصفهان "العُمانية": يعدُّ النقش على المعادن واحدًا من الفنون الزخرفية الشرقية العريقة التي ترعرعت مع تطور الفنون اليدوية والتطبيقية المصنعة من المعادن.

ويعود تاريخ النقش على المعادن في إيران إلى عدة آلاف عام وهو من الفنون التقليدية والروحية والثقافية للإيرانيين وله مكانة خاصة عندهم.

وتعد مدينة أصفهان وسط إيران من أشهر المدن المعروفة بهذه الصناعة التقليدية، ورغم مرور الزمن وتغير العادات وتطور التكنولوجيا لا تزال هذه الحرفة صامدة صمود تلك المحال الصغيرة والضيقة التي تبدو أنها متلاصقة بعضها البعض وسط سوق مدينة أصفهان التاريخية.

ويجلس الفنانون بمداخل المحال في سوق أصفهان الكبير، ويبدون في ضرب الأواني والقطع المعدنية بمسمار ومطرقة صغيرة حتى تتحول إلى تحفة جميلة أو آنية بديعة.

ويقول حسن شادلو وهو أحد الحرفيين في النقش على المعادن في سوق أصفهان الكبير لـ"وكالة الأنباء العُمانية": إنَّ الأدوات والمواد الأولية اللازمة لهذا الفن العريق هي عبارة عن صفائح معدنية ذات سمك خاص ومناسب وآلات الطرق كالمطرقة الصغيرة والمسامير والأقلام المعدنية الخاصة ومادة الجير.

وأضاف أنَّ الجهة الخلفية للمعدن تطلى بمادة الجير لتقليل الصوت أثناء الطرق على المسمار الخاص أو القلم الحديدي المتنوع الأحجام والأشكال.

وأوضح شادلو أنه بعد إتمام العمل بالنقش على المعادن يتم إزالة الجير من خلف الصفيحة عن طريق إذابته، لتنتقل القطعة الفنية إلى المراحل التكميلية كالتلميع أو التسويد أو إضافة القماش عليها.

وأكَّد حسن شادلو أنَّ نقوش هذا الفن العريق متنوعة فمنها البارز ومنها المشبك وهناك نقوش مرصعة بالأحجار الكريمة والمعادن الأخرى كالفضة والذهب.

وقال شادلو إنَّ مجالات فن النقش على المعادن واسعة جدا، إذ يستخدم هذا الفن في صناعة الأواني والأدوات الفاخرة والقناديل والمباخر والمزهريات، بالإضافة إلى الخواتم الفضية والذهبية النادرة، مؤكدًا أنَّ بعض القطع ربما تستغرق شهورًا وربما سنوات حتى يتم إخراجها بالشكل المطلوب.

وأشار إلى أنَّ فن النقش على المعادن يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالفن الإسلامي، إذ يستخدم هذا الفن كثيرا في تزيين الجوامع والمدارس الإسلامية والقصور التاريخية.

وعبَّر شادلو عن اعتقاده بأنَّ تطور التكنولوجيا قد أثَّر سلبًا على فن النقش على المعادن لكنه أكَّد في الوقت نفسه أنَّ الأعمال اليدوية في هذا المجال تتمتع بقيمة وجمالية منقطعة النظير، الأمر الذي ساعد على بقاء هذا الفن ومنعه من الاندثار.