منوعات

المنمنمات.. فن عريق يطبع حكايات وتفاصيل في لوحاته الفنية

24 يونيو 2021
24 يونيو 2021

احتفى محرك جوجل أمس بالرسام الجزائري محمد راسم الذي كان رائدا في مجال المنمنمات الذي برع فيه بدعم أسرته المعروفة في الفن التشكيلي، بمناسبة يوم ميلاده الذي صادف الرابع والعشرين من الشهر الجاري.

والمنمنمات فن اشتهر في القرون القديمة ويظهر في العديد من المخطوطات القديمة التي وصلت إلينا من مختلف الحضارات والشعوب، وهو عبارة عن رسوم وزخارف تزين المخطوطات، ويتكون من رسوم توصيفية بشكل معبر، تمت زخرفتها بنقوش صغيرة بالغة الدقة كثيرة التفاصيل، مع توشيح النصوص بالألوان والرسوم المتنوعة كالحيوانات والأشجار والطبيعة والعمارة والتحف.

والمنمنمة في المعجم الوجيز تعني الشيء المزركش والمزخرف ونمنم الشيء أي زركشه وزخرفه.

وتختصر المنمنمة وقائع متعددة في مشهد واحد تفصيلي يروي الأحداث بالرسوم الهندسية والأشكال المنمقة المليئة بالألوان والصور والإحساس.

واستمر هذا الفن من القرن الثاني الميلادي الميلادي وحتى القرن التاسع عشر محافظا على رونقه وثباته، وقد عرف في أوروبا واشتهر العديد من الرسامين بالتفرد في هذا المجال من الرسم، كما عرفته الشعوب الهندية والصينية والفارسية منذ القدم. وفي العصر الحديث تمت إعادة صياغة فن المنمنمات لترسيخه وحفظه من الاندثار، كما تمت العناية به في العديد من الدول لحفظ موروثها، فضلا عن إنشاء مركزا خاصا لدراسة المنمنمات في أوروبا ودراستها وتحديثها.

وتأثر الفن الإسلامي بالنقوش المنمنمية وعني بها في بعض الحقب التي ازدهرت بنقوشها الإسلامية وأهمها الدولة العباسية والأيوبية والصفوية والعثمانية التي تأثرت بالمنمنمات الهندية والصينية والبيزنطية، حيث تم تطويرها وتشهد على ذلك العمارة الإسلامية في معظم البلاد العربية، بالإضافة إلى شواهد كثيرة أهمها الكتب القديمة مثل كتاب "كليلة ودمنة" و"الأغاني" و"مقامات الحريري"، والسجاد التركي والفارسي، وغيرها من الآثار.

ومن مدارس المنمنمات في عالمنا الإسلامي برعت المدرسة الفارسية والتركية والمصرية والعراقية، حيث حافظ المسلمون على التراث الفني وطوروه، واشتهروا به، كما سعت بعض الحكومات لحفظ تاريخها الفني من خلال إنشاء مدارس خاصة في هذا المجال، والعناية بحفظ الموروث.

ومن أشهر فناني المنمنمات في أوروبا: جان كلويه ولوكاس هورينبوت وإسحاق أوليفر وصامويل كوبر وجان بيتيت بالإضافة إلى روزالبا كاريرا وإرميا ماير وريتشارد كوسواى، وأوزياس همفردي وجون سمارت.

أما في العالم الإسلامي: كمال الدين بهزاد، و يحيى بن محمود الواسطي، و مير سيد علي، و حسين بهزاد، و عمر علي راسم، ونقّاش عثمان.