No Image
منوعات

الكاتب يوسف الحاج لـ«عمان»: العمل تجربة جديدة تحتاج إلى صبر الجمهور لتصل الرسالة

29 مارس 2023
المسلسل العماني «منا وفينا» مشاهد خليجيا ومنتقد محليا
29 مارس 2023

«عُمان»: تناولت وسائل التواصل الاجتماعي المسلسل العماني «منا وفينا» الذي يعرضه تلفزيون سلطنة عمان يوميا بعد الإفطار بالنقد الذي خرج الكثير منه إلى سياق التعليقات التي لا تنتمي إلى النقد الحقيقي. ويحدث كل ذلك في ظل غياب خطاب نقدي يستخدم الأدوات المهنية في النقد الفني والدرامي.

وتناولت تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي المسلسل من مختلف جوانبه سواء من حيث النص أو الإخراج أو أداء الممثلين. وبلغ المسلسل الحلقة السابعة حيث بدأت تفاصيل القصة الدرامية في التشكل خلال الحلقات الماضية.

العمل المنفصل والمتصل

«عُمان» طرحت الكثير من الأسئلة على أحد كتاب النص الدرامي للمسلسل وهو الكاتب يوسف الحاج الذي أكد أن فريق عمل مسلسل «منا وفينا» يأخذ كل ردود الأفعال والآراء الموجهة للمسلسل بعين الاعتبار، مشيرا إلى أن الكثير من ردود الأفعال بدت اندفاعية ونابعة من أشخاص يبدو أنهم لم يتابعوا الحلقات بشكل متصل وإنما تأثروا بتغريدات غيرهم. وقال: «كل ما نريده أن يتابع الجمهور العمل كاملا أو أن يتريثوا على أقل تقدير، ثم لهم الحرية في إعطاء انطباعهم عن العمل، لكن هذا لم يتحقق، وما حصل أن ردود الأفعال بدأت من الحلقة الثانية، وبعض المغردين كان يظن أن العمل منفصل على غرار مسلسل «اسمع وشوف» وسلسلة «ناس وناس» و «طماشة» المسلسل الخليجي الذي شاركت فيه بالإضافة إلى «حاير طاير»، ويقولون بعد كل حلقة إنها انتهت والقضية لم تعالج والحلقة غير مفهومة، دون علمهم بالفرق بين العمل المنفصل الذي يكون في حلقات منفصلة لكل منها قصتها الخاصة، وبيّن العمل المتصل الذي تدور فيه القصة على مدار ثلاثين أو خمس عشرة حلقة، ورأينا خلال هذه الأيام تغريدات متحاملة، ولا بد أن نصحح الصورة وننصف الدراما.

الشخصيات

وحول الشخصيات وخصائص كل شخصية في العمل، قال الحاج: «كل عمل درامي في كل أنحاء العالم يقدم نماذج من شخصيات مجتمعية، منها الشخصيات المتعلمة والبسيطة، والمثقفة وضيّقة الأفق. ونحن نقدم نماذج مختلفة وإنْ كنا قد قدمنا شخصية جاهلة أو سطحية لا يعني أن العمل سطحي، ولكن نقدم «الكاركتر» الذي يحمل هذه الصورة، لكن هل كل شخصيات العمل بهذا الشكل؟ بطبيعة الحال لا».

وأضاف الحاج: «هناك تباين في شخصيات العمل، والمطلوب من العمل الفني أن يقدم كل هذه «الكاركترات» ويجمع بينها، ومثل ما يقدم شخصية الرجل المتنور يقدم شخصية الرجل النقيض منه».

القضايا

وعن القضايا التي يعالجها العمل، أشار الحاج إلى أن العمل محمّل بالكثير من القضايا الآنية والقريبة من الناس والمجتمع، وقال: «على سبيل المثل قضية التنمر الإلكتروني، وقضية الفجوة الواسعة في مفهوم التربية بين جيلين، وقضية القوى العاملة الوافدة في الحارات، واندثار الفنون وانتخابات الشورى وغلاء الأسعار، وكل هذه قضايا قريبة من الناس ولكن لا يمكننا عرض هذه القضايا في حلقة أو حلقتين، كل ذلك يأتي بالتسلسل».

وجوه من السوشيال ميديا

ويشارك في العمل العديد من شخصيات السوشيال ميديا، وحول ذلك قال الحاج: وجوه مشاهير «السوشيال ميديا» مطلوبة من قبل الكثير من الناس، وكثير منهم يمتلكون موهبة في التمثيل، واخترنا من يملكها منهم، فعبدالله الغافري ونعيمة المقبالي يمتلكان موهبة التمثيل، وسلطان البلوشي ممثل سابق وحائز على جائزة أفضل ممثل مسرحي، وإن كان من مشاهير السوشيال ميديا، وهذا التنوع يثري العمل.

وكما تلاحظون أن هذا نهج سارت عليه الدراما الخليجية، وتم الاستعانة بمشاهير «السوشيال ميديا»، وفي مجال الرياضة كما استعنا بخميس البلوشي في مسلسل "منا وفينا"، وهذا ليس عيبا وإنما ميزة.

اللهجات

وحول تعدد اللهجات في العمل، يقول الحاج: «اللهجات تنوع وثراء ثقافي، سواء لهجة أهل مسقط أو الجنوب أو الداخلية، وهذه كلها لهجات عمانية ولا يمكن في أي حال من الأحوال اعتماد لهجة واحدة في العمل الدرامي العماني، لأن عُمان تمتلك مخزونا من اللهجات وهذا العمل يعكس عمان بصورة عامة وليس المناطقية، ونحن نريد أن يتعرف الآخر على هذه اللهجات، خاصة أنها لهجات مفهومة».

يقف وراء هذا العمل مخرج له بصمة في الدراما الخليجية والعربية، وكتب العمل بواسطة كاتبين لهما حضور في الكتابة ولهما تجارب سابقة ولا يمكننا تقديم مادة سطحية ومبتذلة كما يقال، وكل واحد منا يحترم تاريخه ويسعى لكل ما هو جميل ويشكل إضافة ولكن كل تجربة تختلف عن سابقتها وهذه تجربة جديدة تحتاج صبر الجمهور حتى الحلقة الأخيرة ونلتمس منهم ذلك. والعمل ثري بكل ما تحمله الكلمة من معنى ويجسد التراث العماني وهذا واضح من حلقاته الأولى ويجسد الأصالة والعادات بشكل واضح».

ردود فعل إيجابية

وأشار الحاج في حديثه إلى أن العمل لاقى استحسانا وقال: «هناك ردود أفعال إيجابية كثيرة، على سبيل المثال كبار السن وبعض الفئات العمرية ممن لا يملكون حسابات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والجمهور العماني ليس فقط هذا الموجود في «السوشيال ميديا»، وأيضا هناك مغردون خلف أسماء وهمية أو معرفات وهمية، وهم يمثلون شريحة معينة وهذه الشريحة ذائقتها مختلفة، فمنهم الذي يستحسن ومنهم الذي يستهجن».

وأضاف الحاج: «تفاجأت بأن بعض المغردين يقول لماذا تم اختيار هذا المخرج، لماذا لم يتم اختيار مثلا المخرج «بن صوغان» أو من قام بإخراج بعض الأعمال الخليجية الناجحة كمسلسل «حاير طاير، ومسلسل «الطواش»، وللأسف من قال ذلك لا يعرف أن مخرج مسلسل حاير طاير والطفاش هو نفس مخرج مسلسل «منا وفينا»، ويقولون لماذا لا يستعان بتجارب الأعمال الخليجية؟، في حين أنه لا يعلم أن يوسف الحاج هو أحد كتّاب مسلسل «طماشة» الذي يشار لنا بضرورة الاستفادة من تجربته، والانتقاد يوجه على كاتب العمل والمخرج كونهم عملوا على مسلسل عماني! أما حين يعملون في مسلسل غير عماني أصبح لهم جمهورهم ولم يلاقوا هذا الانتقاد».

انتقاد من غير إساءة

ويقول يوسف الحاج حول انتقادات جمهور شبكات التواصل الاجتماعي: «لاحظنا ازدراء لطاقم العمل من قبل بعض التعليقات، نحن نتقبل النقد ولكن التجريح والإساءة غير مقبولة إطلاقا». ويضيف: «من الملاحظ في السنوات الثلاث الأخيرة أن الدراما العمانية أصبحت مشاهدة خليجيا، وحصلنا على جائزة في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون، وهذا دليل على أن أعمالنا تتحسن وقفزنا قفزة في العمل الدرامي، وهذا العمل تجربة جديدة تضاف إليه».

العمل «منا وفينا» ..

ويتحدث الحاج عن متابعة العمل عبر منصة مرايا فيقول إنه الأعلى مشاهدة ويضيف: «العمل اسمه «منا وفينا» فالقصة قصتنا والحكايات حكاياتنا، والبيئة بيتنا العمانية، والعمل عماني خالص، والكثير يقول على غرار الدراما الخليجية، ولكننا نقول إن لنا خصوصية مختلفة، وهذا إنتاج تلفزيون رسمي، لنا سقف معين للقضايا التي يمكن مناقشتها، فليس كل ما هو مباح في الخارج يمكن أن يظهر في التلفزيون الرسمي، إيقاع العمل سريع، فيه تشويق وحوارات رصينة وغير مبتذلة، والنص لو تم تقديمه لأي جهة خارجية سوف تتبناه دون شك، ولكن نحن هدفنا خدمة الدراما العمانية».