منوعات

الفنان حسني الشابوري يروي تجربته في تصميم المتاحف العربية والأوروبية

20 يناير 2023
20 يناير 2023

القاهرة "د.ب.أ": تمتد تجربة المعماري والفنان التشكيلي المصري، الدكتور حسين الشابوري، في تصميم المتاحف وقاعات العرض المتحفي، على مدار قرابة 22 عاما، ساهم خلالها في تشييد وتطوير 60 متحفا داخل مصر، وفي بلدان منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.

الدكتور حسين الشابوري، هو أكاديمي ومعماري وفنان تشكيلي، درس الديكور والعمارة الداخلية بكلية الفنون الجميلة، بجامعة الإسكندرية، واستهواه العمل بتصميم المتاحف، وصار متخصصا في هذا المجال منذ عام 2001 وحتى اليوم.

"الشابوري" قال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن مسيرته العملية في مجال تصميم المتاحف، كانت أولي محطاتها في متحف النوبة، بمدينة اسوان التاريخية في صعيد مصر، حيث قام بالمساعدة في تصميم العرض المتحفي للمتحف، وأن التجربة الكاملة في تصميم متحف بالنسبة له، فكانت في متحف مكتبة الإسكندرية، والذي يضم بين جنباته آثاراً تنتمي لكل الحضارات التي عرفتها، حيث نال تصميم المتحف الكثير من الثناء والإعجاب، خاصة وأنه يتطابق في المستوى مع أحدث نظم العرض المتحفي في بلدان أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وبقية الدول المتقدمة بالعالم.

ويشير الدكتور حسين الشابوري، إلى أنه بعد النجاح الذي حققه تصميمه لمتحف مكتبة الإسكندرية، قرر أن يقتصر عمله على تصميم المتاحف، بعد أن كان مشغولاً بتصميم القصور والفنادق وغيرها.

ويُرجع "الشابوري" سبب اهتمامه بفنون العرض المتحفي إلى سببين: الأول عشقه للسفر وزياراته المتعددة للكثير من البلدان، بداية من الولايات المتحدة الأمريكية، ومروراً ببلدان آسيا واليابان، وأوروبا، حيث زار خلال تلك الرحلات عشرات المتاحف، والثاني تلك العلاقة التي نشأت بينه وبين الآثار المصرية منذ سنوات الطفولة، حيث زار آثار أسيوط في صعيد مصر، بجانب الأقصر وأسوان وغيرهما من مدن مصر التاريخية وذلك في سن مبكرة، واستمرت تلك الزيارات حتى اليوم.

وأوضح بأن عمله في مجال تصميم المتاحف، امتد أيضا إلى المتاحف النوعية ومتاحف الشخصيات السياسية، وهو الأمر الذي جعله يركز ويدقق جيدا عند وضع سيناريو العرض المتحفي لشتى المتاحف التي وضع تصميمها بشكل منفرد، أو شارك في تصميم قاعات العرض بها، مؤكدا على أن سيناريو العرض المتحفي هو مفتاح النجاح في مجال تصميم المتاحف، واعتبر أن سيناريو العرض المتحفي يوازي سيناريو الأفلام السينمائية.

وحول ما يتم تجهيزه خلال وضع سيناريوهات العرض المتحفي، قال بأن تلك السيناريوهات تتطلب تصميمات لـ "فاترينات" العرض، واختيار شاشات وصور وبطاقات عرض وإعداد نظم متابعة، وتحديد مسار الحركة بداية من نقطة البداية إلى نقطة النهاية، بما يضمن وصول الرسالة التي يحملها المتحف إلى الزائر، ويتخلل مسار الحركة بعض المخارج التي تتيح للزائر الخروج، أو اخذ قدر من الراحة يتناسب مع حجم المتحف، بجانب إعداد نظام تهوية مناسب، ونظام إضاءة خاص لا يؤثر على القطع الأثرية وألوانها، ولا يؤثر بالطبع على اية وثائق معروضة ضمن محتويات المتحف، وكذلك كافة المعروضات العضوية، ونظام تأمين ضد اللمس أو الإتلاف أو السرقة، وذلك باستخدام الأشعة غير المرئية، ليتطابق كل ذلك مع درجات الحرارة المسموح بها داخل المتاحف، وبحسب المقررات التي تقرها قواعد المنظمة العربية للمتاحف (الأيكوم).

بحسب الدكتور حسين الشابوري، يتطلب وضع سيناريوهات العرض المتحفي، أيضا وجود إجراءات تُمكّنُ ذوي الاحتياجات الخاصة من زيارة المتحف، ووجود وحدة إسعاف طارئة، ومنطقة خدمات تضم مطعما ومحال لبيع الهدايا التذكارية (Gift Shops)، ومعامل للترميم ومخازن متحفية، وكذلك الالتزام بأمن المتحف وتأمينه، وهو أمر يتطلب تقنية عالية من الاضاءة الصناعية واسلوب التحكم فيها.

وكشف "الشابوري" عن أنه تمكن خلال مسيرته في مجال تصميم المتاحف، ووضع سيناريوهات العرض المتحفي، من إنجاز 60 متحفاً متنوعا حتى الآن، معظمها في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا، أهمها بالنسبة له متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، والمتحف القبطي بضاحية مصر القديمة بالقاهرة، ومتحف التنوع البيولوجي بمدينة شرم الشيخ، وقاعة مجد طيبة التي أقيمت كامتداد لمتحف الأقصر، وتطوير مقبرة الفتي الذهبي الملك "توت عنخ آمون" في منطقة وادي الملوك الغنية بمقابر ملوك الفراعنة في البر الغربي لمدينة الأقصر، وذلك بتكليف من معهد بول جيتي الأمريكي، ومتحف العملات بالبنك المركزي المصري بالقاهرة، ومتحف المخرج السينمائي شادي عبد السلام، وقاعة العرض المتجدد بالمتحف الإسلامي بقطر (المشكاوات والزجاج في في الحضارات القديمة)، ومتحف السكة الحديد بمحطة بالقاهرة، ومتحف البريد المصري، ومتحف النسيج المصري، ومتحف الرئيس المصري الراجل محمد أنور السادات، ومتحف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وأعلن الدكتور حسين الشابوري، أنه يستعد لنشر تجربته في مجال تصميم المتاحف وقاعات العرض بالمتحفي داخل مصر وخارجها في كتاب يصدر قريبا باللغتين العربية والانجليزية.

يّذكر أن الدكتور حسين الشابوري، هو معماري وفنان تشكيلي مصري، درس بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، وحصل على درجتى الماجستير والدكتوراة في مجال العمارة الداخلية، وعمل أكاديميا بالكلية، كما سبق وأن شغل منصب نقيب الفنانين التشكيليين بالإسكندرية، وبجانب إسهاماته في مجال فنون العمارة وتصميم المتاحف وقاعات العرض المتحفي، فقد اسهم أيضا في إثراء الحركة التشكيلية المصرية بالعديد من الأعمال الفنية التي قدمها من خلال معرضين شخصيين، واكثر من عشرة معارض جماعية، كما اختير ضيف شرف للدورة الرابعة من صالون الجنوب الدولي، الذي تنظمه كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر في صعيد مصر.