"الذكاء الاصطناعي" هل يسحب البساط من المصممين المحترفين؟!

- عيسى البوسعيدي: الذكاء الاصطناعي يبقى مجرد أداة مساعدة وتبقى لمسة المصمم وفنه هي أساس الإبداع والتنافس

- يسرى الشكيرية: لا يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التصاميم الاحترافية.

- محمد الشعيلي: الذكاء الاصطناعي قلل من مبيعات منتجات التصاميم.

لا يزال الذكاء الاصطناعي في أوج سطوته المعلوماتية وبالزخم الذي أحدثه على المستوى التكنولوجي والوظيفي يدهشنا يومًا بعد يوم بأحدث ما يستطيع القيام به من وظائف كانت تختزل في تعاون مشترك بين الإنسان والآلة جنبًا إلى جنب منذ الثورة الصناعية حتى وقتنا الحالي، إلا أن دخول الذكاء الاصطناعي قد يفضي إلى إنجاز هذه الوظائف دون تدخل بشري بتعاون مشترك بين الآلة والآلة نفسها.

وقد سارعت الشركات التقنية بمختلف مجالاتها للتوجه نحو الذكاء الاصطناعي للاستفادة منه في تقديم الخدمات والمزايا والخصائص التي تسهم في رفع مستوى التطوير والدقة في الخدمات والبرامج التي تقدمها، ومن أبرز التطبيقات الرائدة في مجال التصميم والرسم باستخدام الذكاء الاصطناعي تطبيق ميدجورني (MidJourney) وهو تطبيق يستخدم الذكاء الاصطناعي لرسم الصور وتصميم اللوحات الفنية من خلال تضمين نص يصف الصورة أو التصميم المراد إنشاءه، ثم تبعتها مايكروسوفت من خلال إصدار نسخة من محرك البحث (Bing) منشئ الصور الذي يؤدي العمل نفسه الذي يقوم به تطبيق ميدجورني، وكذلك قدمت مجموعة أدوبي الرائدة في عالم التصميم التي استفادت من الذكاء الاصطناعي لتطلق نسختها من برنامجها الشهير "فوتوشوب" التي تحمل اسم "بيتا" التي أدخلت فيه أدوات الذكاء الاصطناعي والتي جعلت عملية التصميم أكثر سلاسة وسهولة وستوفر العديد من الميزات التي ستوفر على المصممين الكثير من الوقت والجهد للوصول إلى النتائج المرجوة.

وتحاول أدوبي أن تواكب التطورات التكنولوجية العالمية من خلال الاستفادة من هذه الموجة المتصاعدة من الذكاء الاصطناعي، ما يجعلها مختلفة عن أدوبي فوتوشوب التقليدي، حيث إن فوتوشوب بيتا هو تطبيق إبداعي يمكّن المستخدمين من اختبار وتجربة مزايا فريدة في مجال تعديل الصور والتصميم.

ويقدم فوتوشوب بيتا عددًا من المزايا التي ستغير حياة المصممين وتقصر من جهودهم باستخدام الذكاء الاصطناعي لأداء العمليات الروتينية، ولابد من معرفة أن هذه نسخة تجريبية ولذلك فإن هذه الميزات ليست ثابتة وتخضع لتغييرات وإصلاحات تطويرية مستمرة حتى يتم إصدار النسخة النهائية، وفيما يلي بعض الميزات والخصائص التي يقدمها فوتوشوب بيتا، منها سهولة دمج العناصر والكائنات باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وإمكانية توسيع الصورة خارج حدود القالب، وإمكانية التعديل على الصور عبر كتابة الأوامر النصية، وإمكانية الاحتفاظ بالصورة الأصلية للعودة إليها في أي وقت، وكذلك استخدام تقنية "Outpointing" و"Inpainting" التي تختص في عملية إصلاح الصور من خلال إزالة الأضرار التي قد تحتويها ومعالجتها بشكل دقيق واحترافي، وكلك إمكانية استخدام التعبئة التلقائية أو ما يطلق عليها التعبئة التوليدية والتي تعد من أهم الأدوات الجديدة التي ستجدها في النسخة الجديدة من فوتوشوب بيتا، كما يتيح لك البرنامج عند استخدام أي أداة من هذه الأدوات التجريبية ترك ملاحظات إلى Adobe حول النتائج التي تقدمها لك باستخدام أيقونات للإعجاب أو عدمه حول النتائج التي يعرضها وأيقونة للإبلاغ عن أي نتائج غير ملائمة؛ وبدعم من Adobe Firefly تحلل أداة Generative Fill المحتوى الموجود وتنتج صورا مرئية جديدة وواقعية بناءً على السياق الموجود، حيث تم تصميم هذه الميزة لمساعدة الرسامين والمصورين لإنشاء المحتوى أو إزالته تلقائيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بتوليد الرسومات والصور داخل البرنامج بتنسيق دقيق يتلاءم بشكل مذهل مع العمل الفني الذي يعملون عليه.

وسنستطلع آراء عدد من المهتمين في مجال التصميم للحديث عن الدور الذي يحدثه دخول أدوات الذكاء الاصطناعي في برامج التصميم على المصممين والمهتمين بهذا المجال، وبالأخص النسخة المدمجة بالذكاء الاصطناعي لبرنامج التصميم الشهير فوتوشوب.

لمسة المصمم

يرى عيسى البوسعيدي المصمم والمهتم بمجال التصميم والدمج الرقمي أن الذكاء الاصطناعي أمر مبهر جدا أضافته شركة أدوبي عندما أصدرت فوتوشوب بيتا حيث إنه يختصر الكثير من الوقت والجهد في القيام ببعض العمليات التصميمية، كما يعد مجرد أداة قوية من مجموعة أدوات كثيرة في الفوتوشوب.

ويضيف البوسعيدي قائلًا: "إن المميز في الذكاء الاصطناعي أنك لا تحتاج إلا إعطاء الأوامر وانتظار النتيجة وهذا يتيح لغير المصممين تعديل الصور وإنشاء التصاميم البسيطة، أما للمصمم المحترف، فتبقى لمسته ويبقى الفن الذي يمتلكه هو سيد الموقف حيث إن هذه الأداة قد لا تعطي نتيجة مرضية للمصمم فيضطر إلى التعديل على نتائج الذكاء الاصطناعي، ويضيف لمساته الفنية على التصميم، وأما عن مستقبل وظيفة مصمم الجرافيك فهي ليست في خطر بقدر أن التنافس سيصبح أقوى بين المصممين، وحسب وجهة نظري بأن المصمم العادي وذا الخبرة البسيطة قد تتطور أعماله باستخدام الذكاء الاصطناعي ولكن تقل قيمته كمصمم لأن مثله الكثير من عامة الناس، وخلاصة القول فإن الذكاء الاصطناعي يبقى مجرد أداة مساعدة وتبقى لمسة المصمم وفنه هي أساس الإبداع والتنافس".

لا يعتمد عليه

بينما ترى مصممة الجرافيك يسرى الشكيرية أن دخول أدوات الذكاء الاصطناعي لبرامج التصميم سرّعت من ظهور بعض النتائج، وتعطي نتائج جيدة في تعديل بعض الصور، لكن في التصاميم الاحترافية لا يمكن أن يعتمد عليها، ومن الممكن أن تتطور في قادم الأيام.

منتجات التصميم

محمد الشعيلي المصمم الجرافيكي والمهتم بمجال التصميم يوضح أثر دخول الذكاء الاصطناعي على برامج التصميم وما قد تحدثه على دور المصممين بقوله: "إن نسخة الفوتوشوب بيتا اختصرت جهدًا كبيرًا على المصممين وعلى مستخدمي برامج التصميم، من جانب آخر نسخة بيتا ستستغني عن خدمات المصممين المحترفين والشباب المثابرين في المجال فنسخة بيتا بضغطة زر في ثواني اختصرت جهد المصمم المحترف".

ويضيف قائلا: "أنا مصمم، ومع صدور المواقع والبرامج التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وغيرها قلت المبيعات في منتجات التصاميم لدي وتكاد تنعدم بسبب هذه البرامج والمواقع".