No Image
منوعات

اكتشاف قناة مائية أثرية بولاية عبري

20 مارس 2024
20 مارس 2024

"العُمانية": اُكتشفت قناة مائية في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة بعد الحالة الجوية والمنخفض الجوي الذي تأثرت به المحافظة وباقي المحافظات الشمالية لسلطنة عُمان وأدت إلى هطول الأمطار ونزول وادي الكبير في الولاية عدة مرات. وظهرت هذه القناة المائية جراء إزاحة الوادي الكبير للرمال وجرف التربة التي كانت تغطي القناة المدفونة تحت الرمال حيث إنها تقطع الوادي بشكل عرضي لتواصل امتدادها بجانب "جبل كاواس" القريب من مركز ولاية عبري. وقال هلال بن عامر القاسمي، باحث في الآثار والأفلاج العُمانية ومؤلف كتاب الأفلاج العُمانية البناء الهندسي عبر التاريخ إن الوادي قد جرف بعضا من الركام مما أدى إلى ظهور قناة مائية مبنية من الحجر والجص وبداخلها تجويف أنبوبي الشكل مصنوع من القرميد ومغلفة بجدار من مادة الصاروج والحجر لغرض حمايتها من الانسداد والانجراف، موضحًا أن بداية هذا الفلج أو المنبع الرئيس للفلج يقع في منطقة الغبي الأثرية من الجهة الشمالية، بينما يقع أيضا منبع فلج المفجور شرق هذه البلدة. وأضاف القاسمي أنه تم التعرف على القناة وتحديد معالمها، فهو فلج منفرد ومنبعه الافتراضي حوالي 15مترا، موضحا أنه قد بُنيت قصبة أفقية لساقية الفلج تحت الوادي على امتداد مجراه، وهذه تقنية مثيرة للاهتمام في الابتكار الهندسي لحماية سواقي الأفلاج آنذاك التي تعددت أنواعها. من جانب آخر بين أحمد بن علي الناصري، باحث ومهتم في دراسة التاريخ أن عرض القناة المائية يبلغ ٩٠ سنتيمترا، بينما بلغ طولها الافتراضي حوالي 115مترا وقطرها (67 سم) مع وجود فتحة في الأعلى تسمح بالدخول للقناة من أجل تنظيفها وصيانتها، مشيرا إلى أن المنطقة الواقعة حول مركز الولاية على محاذاة وادي الكبير كان تُسقى من قبل ثلاثة أفلاج وهي المبعوث والمفجور وهذا الفلج الذي اندثر خلال السنوات الماضية، إذ إنه كان يسقي المنطقة المحاذية للوادي التي توجد بها حاليًّا منطقة سكنية تعرف بـ "كاواس". من جانبه قال الشيخ مسلم بن علي اليعقوبي، إن هذا الفلج كان يسمى قديما فلج الرديدة وهو من أقدم أفلاج الولاية وكان يسقي منطقة كاواس والمناطق المجاورة لها. وذكر عبدالله بن حمد الجساسي وكيل أفلاج عبري أن المنطقة التي كان يسقيها فلج الرديدة تسمى "المُليّنة". وتبرز هذه المعالم الأثرية مدى دقة وإتقان عمارة الافلاج التي وصلت إليه الحضارة العُمانية وتعكس عبقرية ونشاط الإنسان العُماني وإنتاجه الفكري والعملي بشتى فنون العلم والحياة.