منوعات

ابن صور يقف على جسر خور البطح على عكازه من أجل أن يعيش الغروب الساحر دهرا

25 يوليو 2021
صور خلفيات سطح المكتب كانت الشرارة الأولى
25 يوليو 2021

بعيدا عن حياته المهنية الحافلة بالكثير من الانشغالات والمهام والمسؤوليات يحرص ابن صور الشاب العماني محمد الرزيقي على أن يبقي شغفه بالتصوير متقدا ما استطاع، فالتصوير الفوتوغرافي بالنسبة للرزيقي وسيلة للتعبير عن الإبداع، وفن يستطيع من خلاله تجميد اللحظة وحفظها للأبد والإبقاء على الصورة حية مهما تعددت مضامينها، فالصورة كما وصف تعبر عن مشاعره وأحاسيسه.

وإلى جانب التصوير الفوتوغرافي يعشق المصور محمد الرزيقي رحلات البحر التي يجد فيها الهدوء والسكينة عن ضوضاء المدينة والروتين الممل، واستكشاف الكنوز الطبيعية في السلطنة، فهو بذلك يضرب عصفورين بحجر واحد، متأملا الطبيعة وموثقا جماليات الأماكن السياحية بطريقة يستطيع من خلالها التعريف بالسلطنة والمساهمة ولو بالقليل في رفع مستوى السياحة الداخلية، فالمصور على حد تعبيره يلفت انتباه الناس من خلال عدسة الكاميرا لبقعة من العالم سياحيا وتاريخيا وثقافيا.

ويفخر الرزيقي بالكثير من الصور التي التقطها لكن أكثر ما يفخر به صورة الغروب لولاية صور وجسر خور البطح، فالحكاية خلفها لم تكن حدثا عابرا بالنسبة له، مؤكدا أنها صورة فيها الكثير من الذكريات. فبعد أن كان غير قادر على المشي بسبب كسر في القدم، قرر بمساعدة العكازات وصديق أن يلتقط بعض الصور وقت الغروب ولأنها لحظات لا تتكرر مع ظهور الشفق الأحمر وتغير ألوان السماء تدريجيا إلى الألوان النارية باللون الأحمر كان مصرا أن يذهب ويقف على الجسر بصحبة كاميرته، وعلى الرغم من صعوبة المشي كانت لحظات جميلة صمم الرزيقي على توثيقها. ومع الإصرار يرى الرزيقي أن اختيار الأوقات المناسبة للتصوير مثل الشروق والغروب حيث الألوان وانسجامها مع الطبيعة والإضاءة الذهبية الساحرة تعطي نتائج مميزة على الدوام.

كان الرزيقي معجبا بالصور في أجهزة الويندوز منذ الطفولة، وكانت هذه الشرارة، فالخلفيات كانت بمثابة شيء جميل ورائع بالنسبة له، مشيرا إلى أنه كان يتعجب من كيفية نقل المصور لتلك الصور الجميلة وإيصالها للعالم.

يعبر الرزيقي عن امتنانه للطبيعة الكنز التي تطوقه دائما بالجمال أينما مضى، ويقول: «إن جمال الطبيعة من حولنا من أعظم نعم الله علينا، فهذا التنوع يتيح لنا اختيار أماكن ووجهات عديدة من أجل الحصول على الراحة والاستجمام وقضاء أمتع الأوقات وتوثيق الجمال الذي طالما كان الملهم الأول للفنانين والمبدعين حول العالم، ولو لا هذا الجمال لما كان هذا الكم الهائل من الأعمال الفنية للمصورين والرسامين».

يحلم الرزيقي منذ إعجابه الأول بخلفيات الويندوز بتصوير الطبيعة في أوروبا، حيث اختلاف التضاريس والجبال والأنهار إلى جانب توثيق حياة الناس في دول شرق آسيا.