No Image
منوعات

أوادي حافظ: سلطنة عمان تظل حاضرة بقوة في تركيبة الجزر الاجتماعية وتقاليدها

25 يونيو 2022
يحلم بأن يصبح صوت جزر القمر في اللغة العربية
25 يونيو 2022

شيء ما كان يشد الكاتب أوادي حافظ وهو صغير إلى اللغة العربية، وحينما اتجه إلى الأدب اختار أن يكتب روايته الأولى «وجوه القمر الأربعة» بها، لتصبح أول رواية قمرية باللغة العربية. لم تغره الفرنسية مثل كثيرين غيره، فمنذ طفولته لم تكن فرنسا أو أوروبا كلها تمثل حلمًا بالنسبة له، وإنما بلاد الضاد، بكتّابها وشعرائها وفلاسفتها ومفكريها ومجتمعاتها وأحلامها.

أوادي حافظ، ولد في مدينة «ميساهولي» شمال «موروني» عاصمة جزر القمر 1977. درس في المدرسة العليا للصحافة في مدينة «ليل» بفرنسا، كما درس قانون الأعمال الدولي في جامعة «سوربون بانتيون»، وهو يعيش حاليًا في القاهرة ويعمل في مجال الإعلام. في هذه الرواية يرسم صورة جميلة لبلاده، عن طريق بطلها جعفر العائد لتوه من عمان، باحثًا عن موطئ قدم لنفسه وسط كبار العائلات القمرية. أراد جعفر أن يصبح ذا شأن، وأول خطوة ليحظى بمكانة هو أن يحول حبه للفتاة الحالمة «مونامينة» إلى خطوة أو سلمة تقوده إلى «الزواج الكبير». في هذا الحوار يتحدث أوادي عن أحلام بطله جعفر وأحلام بلاده وأحلامه هو شخصيًا وسبب اهتمامه باللغة العربية وطموحه فيها.

* لنبدأ من «وجوه القمر الأربعة». تتناول تلك الرواية التاريخ الشفاهي لـ«جزر القمر» وتدونه، خاصة ما يتعلق بالزواج الكبير، الذي يصبح فيه الرجل ملكًا على عائلته، وتصبح الزوجة ملكة على دارها. هل كان أحد أهدافك منها تحويل ما هو شفاهي إلى مكتوب؟ وهل دونت كل شيء أم أن هناك ما يمكن تدوينه في عمل آخر؟

- تحويل ما هو شفاهي إلى مكتوب كان جزءًا من طموحاتي في الرواية وليس كل طموحي. الجزر أشبه بالأراضي المسحورة، المليئة بالحكايات، والعلاقات، سواء بين السكان وبعضهم البعض، أو بينهم وبين الوافدين والغرباء، أو حتى بينهم وبين المحيط والأماكن والكائنات. هناك كثير يمكن تدوينه بالتأكيد في أعمال أخرى، حتى فيما يتعلق بالزواج الكبير الذي كان الحدث الأبرز في الرواية هناك ما يمكن إضافته، فهذا الزواج يماثل درجة أو فلنقل مرتبة «المحكمة الدستورية» التي تحرص على تطبيق وتفعيل التقاليد غير المكتوبة وفقًا للمعطيات الاجتماعية والاقتصادية وأحيانًا السياسية.

* هل يمكن تفسير التسامح الكبير لشخصيات الرواية وهي شخصيات قمرية بالمكان ووقوعه على تخوم محيط شاسع، وكذلك المناخ المعتدل؟ وهل التمسك بالعادات القديمة هو محاولة لحفظ روح تلك الشخصيات من التقلبات النفسية المفاجئة؟

- التسامح في الجزر هو أساس الحياة، وهو أساس الشخصية القمرية. تقاليد وعادات الجزر مبنية على السلام الاجتماعي. هناك صفات لا يمكن قبولها إذا طرأت على شخص ما في مجتمعنا كأن يكون مجرمًا أو شريرًا أو عنيفًا إلخ. نحن غير قابلين للتلون داخل الجزر، لا نحب المناورة، ولا نرتدي أقنعة. وجهك الحقيقي هو قناعك، وابتسامتك هي مدخلك إلى الجميع. يدك الممدودة بالسلام دائمًا هي بصمتك القمرية. السلام الاجتماعي في الجزر يرتكز على العادات والتقاليد، حتى السلطة والمال يرتكزان عليه. العادات والتقاليد في الجزر أكثر صدقًا وواقعية وألفة في حياة القمريين من القوانين والدساتير الجمهورية المكتوبة، وبمرور الوقت أصبحت تسيِّر حياة القمريين أكثر من القانون والدستور. النظام بمؤسساته يستند كذلك إليها كي يتمكن من الحكم بلا معوقات، قوة السلطة في جزر القمر تأتي منها أولًا ثم تأتي بعدها في المرتبة الثانية أفكار المسؤولين في تلك السلطة وخبرتهم ومهارتهم وثروتهم وقدرتهم على المنافسة. القوانين في الجزر متطورة نسبيًا، لكن تظل العادات والتقاليد لدينا دستورًا غير مكتوب يؤمن به القمريون داخل الجزر وخارجها، والتمرد عليه غير مقبول من عائلة كل فرد منا أولًا قبل المجتمع الكبير، لكن هذا ليس معناه أبدًا أن السلطة السياسية غير موجودة، وإنما هي قوية وراسخة كذلك، وقد تنافس العادات والتقاليد أحيانًا.

* تبدو عمان بلد الأحلام في خلفية الرواية بينما تبدو زنجبار جزر الأساطير والسحر.. هل الجغرافيا حكمتك في صياغة عالم الرواية؟

- جزر القمر وزنجبار مرتبطتان ليس فقط جغرافيًا، بل في العادات والتقاليد، والدين، والدم، والعائلات، والأكل والشرب، والملبس إلخ. أغلب العائلات الكبرى في زنجبار وجزر القمر لديهم فروع من العائلات تعيش بين البلدين، وترتبط في الأفراح والأحزان، وتجمعهما الحكايات والأحلام التي تطاول السماء، وعلى سبيل المثال هناك أفراد من عائلتي أمي وأبي موجودون في زنجبار منذ زمن بعيد، وهم منفتحون على جزر القمر ويرتبطون بها في تفاصيل وأسفار يومية، وإذا كنت خبيرًا بالنسيج السكاني ستجد أنه لا يمكن الفصل أبدًا بيننا وبين زنجبار.

أما سلطنة عمان فتظل حاضرة بقوة في التركيبة الاجتماعية وتقاليدها في الجزر وكذلك زنجبار، لأنها حكمتهما قبل مجيء الاستعمار الفرنسي إلينا.

* بدا أن العالم يدور في زمن قديم، رغم أنك لم تحدده بدقة. لماذا؟

- لم أحدده لأن هذا العالم القديم حاضر حتى الآن، يصعب فصله بسبب استمراره وتكيفه السلس مع الزمن حتى الوقت الراهن. أنت في الجزر لا تحتاج إلى آلة زمن حتى تعود إلى الماضي. إن أردت أن ترى الماضي فيمكنك ببساطة مطالعته في الوجوه وفي الأعراف والموروثات وفي المباني والشوارع وحتى في النباتات والأشجار والموسيقى والغناء. القمري يعيش زمنين دائمًا، الماضي بجماله، والحاضر بكل ما يحمله من آمال وتطلعات.

* تمنحنا الرواية كثيرًا من المعلومات عن زهور وثمار ومناخ وأحجار وأسماك جزر القمر. هل كنت تريد كتابة رواية معرفية في الأساس؟

- باعتبار أن «وجوه الجزر الأربعة» هي أول رواية قمرية باللغة العربية أخذت على عاتقي تعريف القارئ العربي بالجزر، وما يميزها من نباتات وزهور وثمار وأسماك وأحجار كريمة ومناخ. أردت أن أوصل سحر المكان وخصوصيته ورائحته، أن أجعل القارئ يدرك ما المميز في الجزر عن غيرها في إفريقيا، والصعوبة التي واجهتني هي وجود ركام هائل من التفاصيل، فإما أن أغرق في هذه التفاصيل وأُغرق القارئ معي، أو أنقل له طرفًا منها، وألا أتركه أو أترك نفسي في متاهة قد تقتلنا مللًا. أردت أن أمنحه طرف الخيط، وأحمِّسه ليبدأ في البحث بنفسه عن أشياء أخرى كان يمكنني تدوينها، لكنني فضلت أن يشاركني هو كتابتها. لم أشأ أن أحاصره وأفرض عليه كل شيء. أردت منحه بعض المعلومات وتركت له مساحة كبيرة يمكنه الهرولة فيها.

* الرواية تقع في مائة صفحة تقريبًا ومع هذا فإنها تحتاج إلى تركيز في القراءة ربما بسبب كمية التفاصيل عن الحياة والعالم القمري. هل كنت تقصد تقليل إيقاع اللغة بحيث يتمهل القراء في تذوق واستيعاب عالمك؟

- لم أفكر في تقليل إيقاع اللغة، بل فكرت وقصدت وحرصت فقط على ألا يكون النص مملًا، ولهذا اختصرت إلى أقصى الحدود الممكنة. كنت أظلل فقرات وأمسحها بضغطة زر واحدة من أزرار «الكيبوورد»، غير خائف أو نادم. لو وجدت هناك تكرارًا في المعنى، أو شرحًا زائدًا عن الحاجة، أو إسهابًا في الوصف لا أتردد في المحو، وأعتقد أن ذلك مثَّل اختيارًا موفقًا لي، في ظل سيطرة المخاوف عليَّ من أخطائي الجسيمة، في أول تجربة إبداعية مع اللغة العربية.

* هل ترى أن التفاصيل الصغيرة الخاصة بتراث بلد إفريقي قادرة على جذب اهتمام قراء من قارات أخرى؟

- نعم.. أعتقد ذلك. فبطبيعة الحال فإن التفاصيل الصغيرة والخاصة بتراث ما، هي الجزء الجذاب والغني الذي يمنح الفن بشكل عام، والأدب بشكل خاص، روحًا مميزة ورائعة ونابضة، تصل إلى الآخرين بسهولة.

* هذه هي أول رواية لك وأنت في الخامسة والأربعين من عمرك. ما الذي جعلك تبدأ الكتابة متأخرًا؟

- المسودة الأولى انتهت وأنا في سن الأربعين، عملت عليها مع صديقي المصحح رفعت فراج، قبل أن يسيطر عليه المرض ويرحل قبل رؤية المسودة الثانية كما حلمنا نحن الاثنين معًا، ثم سلمت الرواية إلى الناشر عام 2019 ولكن ظروف جائحة كورونا وتبعاتها أخرت ظهورها، والمهم بالنسبة لي الآن أنها في متناول القارئ العربي.

* وهل ترى أن تأنيك أسهم في نضج العمل الأول لك؟

- أعتقد ذلك، خاصة على مستوى اللغة. التأخير أفادني في مزيد من التدقيق. كان لديَّ كل الوقت لأقرأ مرات ومرات، وأحذف أو أضيف.

* متى فكرت في كتابة هذه الرواية؟

- كنت أطمح أن أكون كاتبًا وأنا في سن الخامسة عشرة لكن القدر قادني إلى مغامرة اكتشاف وتعلم اللغة العربية في سن الثانية والعشرين، وبمرور الوقت أصبح هدفي ليس أن أكون كاتبًا بل أن أكون كاتبًا عربيًا. بعد ما أتمت ابنتي حليمة السابعة من عمرها ومع تدفق أسئلتها المفاجئة والبريئة عن جداتها وحياتنا هناك بدأتُ التفكير في كتابة هذه الرواية.

* وما الذي يعنيه لك أنها أول رواية قمرية باللغة العربية؟

- على المستوى الشخصي الرواية هي فخر لأبناء عائلتي الكبيرة والصغيرة على مجهودهم في تربيتي وتحمل تطلعاتي الجنونية حتى هذه اللحظة. على المستوى العام هي إجابة عن سؤالي الدائم: لماذا انضمت جزر القمر إلى جامعة الدول العربية؟ اعتبرت أنها فرصة انفتاح على عالم آخر بلغته وثقافته وعاداته وتقاليده، وأثناء تجربة كتابة الرواية اكتشفت خيطًا أصيلًا غير مزيف يربط بين العالم العربي والجزر بما يبرر دخولنا المتأخر إلى الجامعة، فاقتنعت بأنني إفريقي وعربي بلا تردد، ودون أن يكون هناك صراع داخلي حول الهوية.

* ولماذا لم تغوك الفرنسية مثل كتَّاب جزر القمر الآخرين؟

- منذ صباي كنت أطمح بأن أكون صحفيًا وكاتبًا، وقد أصبحت صحفيًا فعلًا في الحادية والعشرين من عمري، والقدر جعلني أفكر في الكتابة الأدبية متأخرًا، بعد أن تمكنت نسبيًا من اللغة العربية وشعرت بها تسري في دمي. أحببتها كما لم أحب لغة أخرى، ووجدتها تفوق القمرية والفرنسية والإنجليزية والسواحلية.

* هل أنت مهتم بحسبانك على الرواية العربية أكثر من اهتمامك بلغة أخرى كالفرنسية كانت قادرة على نقلك إلى أوروبا بشكل أكثر سهولة؟

- أنا شخص بشكل عام يكره الفرصة المتاحة، ويبحث طوال الوقت عن إيجاد الفرصة بنفسه. هذه هي الطريقة الوحيدة لانتزاع الحرية بالنسبة لي، وبالصدفة اهتمامي باللغة العربية جعلني قادرًا بمفردي على إيصال صوت جزر القمر إلى ساحة الأدب العربي، وفيما يخص أوروبا فإنها لم تكن أبدًا أرض أحلامي، منذ صغري وإلى الآن.

* ما أبرز الأصوات في الأدب القمري؟

- الأدباء في جزر القمر كثيرون يكتب أغلبهم باللغة الفرنسية، أبرزهم محمد طاهري، الذي أتذكر مشهدًا مُهمًا قرأته في طفولتي في روايته «جمهورية اللُحى» وهو مشهد شغل خيالي لمدة سنين، وكل مرة يخطر له ذلك المشهد أراه من زاوية جديدة، وهو مشهد انفجار البركان في الجزر أول مرة: «تدفق نهر النار لمدة ثمانية أيام وثماني ليال، كان مئات من الناس قادمين من الشمال والجنوب، من شرق وغرب الجزر الأربع، يعبرون الجبال والغابات الحجرية والبحار متقربين إلى نهر النار أملًا في التخلص من أي وجع أو مرض كان، بسبب شخص قام بنشر شائعة أن الأدخنة المنبعثة من البركان لها تأثير علاجي، وأنها تعالج جميع الأمراض الممكنة».

وهناك علي زمير، نصيف جايلاني، سالم خطيب، خالد علوي، سيف البدوي، محمود مسيديي، ناصر أثوماني، أبوبكر سيد سليم، فايزة سولي التي أتذكر روايتها النسوية «غِيزَة في لحظتها الأخيرة» وهي تدور حول شابة من جزر القمر، قررت أن تواجه عمها، بعد أن أعلن موعد زفافها، ورفضت السماح له ولأي شخص أن يفرض عليها أبوته وإملاءاته، لأن جسدها ملك لها، لقد قادت هذه البطلة معركة فريدة من نوعها في الجزر.

* وما جيلك بحسابات السن؟

- السن عندي مجرد أرقام، وأنا كثير النسيان. أول تاريخ حفظته بشكل جدي يخص عيد ميلاد ابنتي حليمة، وبعد انفصالي عن أمها تولت حليمة بنفسها تذكيري بأعياد ميلاد الأشخاص المهمين في حياتنا، قبلها بأسبوع على الأقل، فهي مقتنعة بأنني أناني، مع أنني أنسى عيد ميلادي. ابنتي ترى أن بإمكاني تدريب ذاكرتي، فلست مصابًا بالزهايمر، أو رجلًا طاعنًا في السن. تقول لي: «انظر إلى نفسك، أنت شاب، لو أردت فأنت قادر على تصحيح الأمور!»، وكنت أرد عليها بسؤال: «هل أنتِ واثقة من أن كفاءتي العقلية ستمكنني منذ ذلك؟!» فتضحك وتقول: «أبي مجنون. صحيح نسيت!» وتضحك، وهكذا فإن الشخص مثلي ليس لديه حسابات في السن، ولا يمكنه أن يهتم بهذا الأمر. إذن سأدع النقاد في المستقبل يقولون لي ما هو جيلي.

* ما أقدم حكاية عرفت فيها أنك ستصبح كاتبًا ومن شجعك؟

- كانت كتب الأطفال والمجلات متوفرة في أغلب بيوت العائلة، وبالتالي أصبحت القراءة شيئًا طبيعياًًا ويوميًا، كما كنت محظوظًا في طفولتي بوجود خالة قريبًا من بيت جدتي حليمة، اسمها زينب، وهي مطربة مشهورة ولا تزال تهتم بالموسيقى الجديدة وتبحث عنها داخل الجزر وخارجها. أحببت ثنائية المتعة: القراءة والموسيقى، عند جدتي وخالتي، خاصة في مواسم الأمطار والعواصف الشديدة، التي لا يُسمح فيها للأطفال عادة بالخروج من الدار، وكما شجعتني حليمة الكبرى، حمستني حليمة الصغرى، أقصد ابنتي بعد ولادتها للاستغراق في الكتابة. شعرت بأنها لا يمكن أن تفهم تناقضاتي وتقلباتي وجنوني بالمناقشة وحدها، خاصة أنني شخص كتوم، والأفضل أن تبحث في كتاباتي لعلها تجد ما يرد على أسئلتها المتراكمة. كانت ترافقني إلى مدينة المنصورة المصرية عند رفعت فراج وترانا ونحن نعمل على تصحيح المسودة الأولى، ووجدتُ منها حماسًا بالغًا للتجربة، ظهر من أسئلتها المتلاحقة عن الجزر وأهلها، فشعرتُ بالسعادة، وأدركت أنني اخترت الطريق الصحيح.

* ما الذي أضافه لك التواجد بصفة مستمرة في مصر؟

- مصر ساهمت في بلورة شخصيتي وأفكاري بشكل عملي، وهي البلد الوحيد الذي أحببته بكامل إرادتي. كانت لديَّ أسباب للتواجد في كل البلاد الأخرى، أسباب عائلية أو تعليمية أو مهنية أو حتى ترفيهية، لكن مصر كانت اختياري الحر. اخترت مصر واختارتني، جعلتني أتعرف على الأدب العربي ورموزه. فهمت من خلالها التاريخ العربي وعرفت المفكرين العرب وفلاسفتهم وأصبحت أكثر انتماء إلى لغتهم من أي وقت مضى.

* وما خطوتك المقبلة؟

- عندي عمل سردي جاهز للنشر يدور حول مصر والمحيط الهندي وإفريقيا بشكل عام، ومشروعا كتابة لم يكتملا حتى الآن.