منوعات

"آش مان" يتصدر المركز الأول لـ3 أسابيع في السينما الكويتية

22 سبتمبر 2021
الممثل الكويتي "بشار الجزّاف" لـ "عُمان":
22 سبتمبر 2021

** لدينا الطموح والشغف وتنقصنا البيئة السينمائية

** آن الأوان لإدراك أن صناعة السينما.. ثقافة واقتصاد وفن ..

على الرغم من الصراع العالمي الذي يمر به قطاع السينما، نتيجة الخسارة الكبيرة التي لحقت به جراء جائحة كورونا كوفيد 19، والمحاولة في الوقت الحالي لتحسين الأوضاع واستعادة رونق ووهج السينما، إلا أنها دون شك أزمة مرتبطة بالوقت، ستتلاشى وتنجلي حتما، وهذا ما نلحظه من عودة حقيقية للأعمال السينمائية والمهرجانات، ولكن الأزمة السينمائية الحقيقية هي أزمة السينما الخليجية، التي لا تزال تبحث عن خارطة للطريق الذي تسلكه نحو تحقيق الوهج السينمائي.

وبالنظر فيما يصنعه رواد السينما في المنطقة، برز الفيلم السينمائي الكويتي "آش مان" مؤخرا، مثبتا أن العمل السينمائي يحتاج لفرصة من الجمهور ليثبت جدارته، وأنه أهل للمنافسة بإمكانيات متطورة، تغير رأي الجمهور نحو السينما الخليجية، وقوفا مع تفاصيل العمل كان لـ"عمان" وقفة مع بطل الفيلم الممثل الكويتي بشار الجزاف.

دعنا نبدأ من البداية .. متى وكيف بدأت فكرة العمل؟

بدأت الفكرة من مخرج العمل عباس اليوسفي الذي طرحها على منتجة العمل الزين الحميضي (دورز برودكشن)، ومن ثم تناقشنا حولها نحن الثلاثة وأعجبتنا جدا، ثم بدأنا بالكتابة لمدة تقريباً شهرين بين التعديل والحذف والإضافة حتى وصلنا إلى النص النهائي الذي أظهره المخرج والشركة المنتجة بأروع صورة.

الفكرة غير المألوفة والإمكانيات المتطورة في العمل هل هي عناصر الجذب للفيلم؟

ربما تكون الفكرة مألوفة عالميا كونها تحكي عن شخص عادي يتحول إلى بطل خارق، وقد تناولتها السينما العالمية من قبل بأكثر من شكل، ولكنها في فيلم "آش مان" تحولت إلى محلية، بطابع وشكل محلي من خلال لبس الشخصية، وحتى طريقة البطل في التعامل مع المحيط الذي هو فيه .. وبالتأكيد الإمكانيات المتطورة ساعدت الفيلم كونه يحتاج هذه الإمكانيات حتى يظهر بالشكل المطلوب كون الفكرة تعتمد على فكرة البطل الخارق، وصفة الإبهار البصري مطلوبة لمثل هذه الأفلام لإعطاء الفكرة والفيلم الشكل المناسب لمتعة الجمهور.

ماسبب اختيار القالب الكوميدي للفيلم؟

ربما القالب الكوميدي هو الأبسط والأسرع لدخول قلوب الناس كونه موجه للعائلة، ولا نريد أن نكون بالشكل الثقيل للمشاهد من خلال تقديمه بالشكل الجدّي الدرامي، وكون القصة كُتبت على هذا الأساس فهنا تجد أن الكوميديا الخط والطريق الافضل لتقديم هذا النوع من أفلام البطل الخارق المحلي الخليجي.

لماذا "الآش" دون غيره من الوجبات؟

أكلة الآش معروفة لدى كافة الخليج، وربما تختلف فقط بالمسمى، لكنها تحتوي على كمية بروتينات، وهي من البقوليات تعطي الطاقة للجسم، ومن هنا تم أيضا اختيار الاسم من مخرج العمل وكون الاسم رنانا وخفيفا ومضحكا تم الاتفاق عليه.

هل ترى أن الجمهور الخليجي بدأ يتقبل فكرة السينما الخليجية.. أم أن الإقبال ما زال خجولا ومحدودا؟

الجمهور الخليجي جمهور ذواق وصعب.. جمهور يحب المختلف.. جمهور يبحث عن المتعة بالفيلم، ولكن أيضا من ناحية أخرى نحن نحاول صنع بيئة سينيمائية خليجية خاصة بنا حتى يتعايش معها الجمهور ويبدأ بالإقبال عليها.

ربما بدأ الجمهور يغير فكرته عن الأفلام الخليجية شيئا فشيئا، ولكن لا ألوم الجمهور عندما لا يثق بالسينما الخليجية، كون التجارب السابقة لم تحقق له المتعة التي يسمو إليها، ولكن بفضل الله "آش مان" بدأ بإعادة الثقة لدى الجمهور ولمسنا ذلك من خلال ردة فعل الجمهور المختلفة، فهناك من ينتقد و هناك من يمدح وهناك من يختلف وهناك من يوافق .. فإن دل فإنه يدل على أن الفيلم وصل للجمهور.

هل الخوف من الفشل يمنع منتجي الأفلام في الخليج من الإقبال على العمل السينمائي؟

ليس الخوف من الفشل بل هناك العديد من العوامل التي هي غير متوفرة هنا كالبيئة السينيمائية من استديوهات وإمكانيات ومتخصصين في السينما ونصوص سينيمائية والدعم المادي، فتكلفة الفيلم عالية جدا اذا كنت تريد أن تصل إلى العالمية، أو أن تقدم فيلما ذا قيمة بصرية و متعة سينمائية سواء كانت درامية أو مغامرات أو خيالية، وهكذا.

نحن فالخليج لدينا تقريبا الطموح والشغف وتنقصنا البيئة التي إن شاء الله بالمستقبل تكون موجودة من إمكانيات وماديات وأستوديوهات.

ما مستوى الإقبال الجماهيري على الفيلم، في مختلف دول الخليج؟

لله الحمد الإقبال الجماهيري جميل جدا، وخاصة بالكويت حيث احتل الفيلم لمدة ٣ اسابيع المركز الاول في افضل خمس افلام مشاهدة بالكويت وأيضا الخليج ردة الفعل كانت جميلة جدا، وهذا يعطينا الدافع أكثر للعمل ولتقديم الأفضل مستقبلا.

مع ظهور مصطلح "كوميديا الابتذال" .. كيف يمكن حماية مستوى الكوميديا في الأعمال الخليجية من الوقوع في ذلك؟

ربما مصطلح كوميديا الابتذال جاء من بعض آراء الناس أو النقاد، واستخدامه لعدم إعجابهم بالكوميديا التي قدمت لهم، واختاروا هذا المصطلح فقط للتعبير عن الامتعاظ، ولكن هناك أنواع متعددة من الكوميديا، وكل طريقة لها جمهورها ومحبينها، فلا يمكن إرضاء الناس جميعا من خلال نوع واحد من الكوميديا التي يحس فيها المتلقي أنها مناسبة له، فالجمهور ذوقه مختلف، ويحب أشكالا عديدة من الكوميديا، فلا نستطيع أن نقول أن نوعا ما مبتذلة او غيرها من المصطلحات، ولكن أنا أميل إلى كوميديا الموقف أكثر أو الكوميديا السوداء التي تحمل قصصا ومعاني أكثر وأحيانا إلى الكوميديا المبالغ فيها لتضخيم الحدث وإضافة نكتة للموضوع.

ماهي آمالك وتطلعاتك للسينما الخليجية؟

أتمنى أن تبدأ السينما الخليجية بالتحرك والانطلاق والبدء بالعملية الانتاجية الصحيحة لإنتاج عالم سينمائي خليجي خاص بنا لإظهاره للعالم بالشكل المناسب، ونشر ثقافتنا الخليجية بالشكل الصحيح وأيضا إظهار مدننا الخليجية، وطبيعتنا الجميلة حتى ولو كانت صحراوية أو زراعية أو مدنا متطورة، فهذا ليس فقط يجذب الجمهور للمشاهد بل للتعريف بأننا لسنا فقط صحراء وجمال وخيام، كما هي الصورة النمطية المأخوذة عنا، بل نريد أن نظهر بالشكل الصحيح، والمثقف والجميل لدول العالم، وأيضا لها وقع اقتصادي مهم لجذب السياحة، الموضوع ليس فقط صناعة سينما .. هي ثقافة واقتصاد و فن.

ما هي خططك الفنية التي قد ترى النور قريبا؟

إن شاء الله قريبا في مجموعة مشاريع فنية جميلة سترى النور قريبا سواء على الصعيد السينمائي أو التلفزيوني أو المسرحي .. وسنعلن قريبا عن بعض التفاصيل.

وفي الختام أود أن أشكر الصحفية شذى البلوشية على ذوقها و تعاملها الراقي، وأود من خلال صفحتكم الموقرة توجيه كلمة شكر خاصة لكل طاقم عمل فيلم آش مان وعلى رأسهم المخرج العبقري عباس اليوسفي، والمنتجة العظيمة الزين الحميضي، ولكل أصدقائي وإخواني الذي شاركتهم هذا الإنجاز منهم: إلهام علي، روان العلي، لولو الملا، حسن الابراهيم، سلطان الفرج، ضاري عبدالرضا، سامي مهاوش، مصطفى اشكناني، محمد الكاظمي، أحمد حمدي، الجود البعنون، زينة الصفار، بوخورشد. وأيضا صانع الموسيقى: عبدالله العلي الذي أبدع في صناعة موسيقى الفيلم، وأغنية "ولدي صار بطل" من ضمن أغاني الفيلم، وأيضا هادي خميس، وصهيب العوضي، وطلال العيدان على أغنية الفيلم الرئيسية "آش مان". وإلى كل شخص من فنيين وطاقم التصوير الصربي وعلى رأسهم الـ DOP دي جي .. شكرا لكم جميعا القادم أجمل إن شاء الله.