1157380
1157380
مرايا

ياس خضر: التنافس الشريف سابقا كان يخلق مساحة للنجاح

20 مارس 2019
20 مارس 2019

أكد أن اعتزاله الغناء مرتبط بأدائه فريضة الحج -

بغداد ـ جبار الربيعي -

ابدى المطرب العراقي الكبير ياس خضر، الذي يعتبر واحداً من اهم المطربين في تاريخ الاغنية العراقية رغبته الكبيرة في زيارة السلطنة في أقرب وقت ممكن من أجل لقاء جمهوره في السلطنة،

وتالياً التفاصيل:

- حدثنا عن رحلتك الأخيرة إلى دولة قطر؟

حقيقةً كانت رحلة موفقة جداً، ورغم أنني حصلت على عدة تكريمات داخل العراق، إلا أنني عندما أسافر إلى دولة أخرى أحصل على تكريم مضاعف. وقد كانت رحلتي إلى قطر بعد أن تم توجيه دعوة لي خاصة لي، وأقمت هناك حفلة متميزة جداً وناجمة وحضرها جمهور واسع، وتم تكريمي بعد نجاح الحفلة، حيث منحتني المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» درع الفن الأصيل.

- سمعت أن لديك رغبة في أحياء حفل بسلطنة عمان؟

هذا صحيح، فأنا زرت أغلب الدول العربية وأقمت فيها حفلات عدة، لكني لغاية الآن لم يحصل لي الشرف بزيارة سلطنة عمان الشقيقة رغم وجود جمهور كبير لي من أبنائها، لذلك أتمني أن تسنح لي الفرصة بلقائهم في أقرب وقت ممكن، وانا على استعداد تام لإقامة حفل للجمهور العماني العزيز.

- ما هي الأغنية التي يحصل عليها طلب كبير من قبل الجمهور؟

تبقى أغنية «عزاز» التي كتبها الشاعر الراحل زامل سعيد فتاح ولحنها ملحن الروائع الراحل طالب القره غولي هي صاحبة الحظوة الكبرى عند الجمهور، إذ في كل الحفلات تطلب مني، في حين يحصل طلب على الأغاني الأخرى التي قدمتها ومنها أغنية «تايبين» و«وحن وآني أحن»، لأن هذه الأغاني الخالدة تمثل الأصالة العراقية الحقيقية.

- ما هي الأغنية التي تمثلك شخصياً؟

ـ أنا أعتز كثيراً بأغنية «يا حسافة» التي لحنها لي الملحن الراحل محمد عبد الحسن، وهذه الأغنية تعيش معي بصورة دائمة لأنها أغنية كبيرة جداً، وكذلك بعد هذا العمر كشفت أن هناك الكثيرين تنطبق عليهم هذه الأغنية.

- لمن تقول «يا حسافة»؟

ـ أقولها لكل من لا يقدر مفهوم الصداقة والعلاقات الحقيقية وما أكثرهم في زمننا هذا للأسف الشديد، كذلك أردد مقطعاً من إحدى أغنياتي يقول:«لو تسوه العتب جاء عاتبيتك»، إذ هناك الكثير من الأشخاص لا يستحقون العتب.

- ما هي الأغنية التي ندمت عليها؟

لا يوجد أي ندم عندي على أي أغنية قمت بغنائها، لأن جميع أغانيي تمت عن قناعة تامة، فأنا إذا لم أحس وأشعر بقيمة الكلمة ومعناها لا أغنيها مطلقاً، لذلك كنت أتعايش مع كلمات أغنياتي في الأداء حد الذوبان.

- هل هناك أغنية ما كانت مخصصة لك وذهبت إلى غيرك؟

نعم إنها أغنية «حاسبينك» من كلمات زامل سعيد فتاح وألحان طالب القره غولي، وهذه الأغنية كانت مخصصة لي وقد قمت بتسجيل عدة «بروفات» لها لكنني سافرت إلى خارج العراق، وعندما رجعت وجدت ملحنها قد منحها إلى زميلي فاضل عواد الذي نجح نجاحاً كبيراً في أدائها، لذلك ورغم قيمة وأهمية هذه الأغنية لكنني لم أندم على ضياعها، لأن فاضل عواد قدمها بصورة رائعة جداً، وهي من الأغاني المؤثرة في خارطة الأغنية العراقية.

- يقال أن الملحن الراحل محمد جواد أموري منحك أغنية «يا حريمة» قبل أن يعطيها إلى حسين نعمة؟

ـ نعم.. هذا الأمر صحيح، إذ أعطاني الملحن الكبير الراحل محمد جواد أموري أغنية «يا حريمة»، إلا أنني كنت ملتزماً مع الملحن طالب القره غولي، لأن الأخير في وقتها كان قد منحني مجموعة من الأغاني الدسمة، فذهبت هذه الأغنية إلى حسين نعمة ونجح في أدائها، لأن خامة صوت حسين نعمة دافئة جداً.

- كيف كان التنافس بينكم كمطربين كبار في خارطة الأغنية العراقية؟

كان التنافس الشريف بيننا هو الذي خلق مساحة النجاح للأغنية العراقية في سبعينات القرن الماضي وكذلك في الثمانينات، والدليل على ذلك أن المطرب قحطان العطار كان الملحن نامق أديب قد أعطاه لحناً جميلاً لأغنية «ولو تزعل»، لكن العطار وجد أن هذه الأغنية لا تنسجم مع لونه الغنائي، لذلك طلب مني أدائها بكل إيثار وتضحية، وقد أديت هذه الأغنية ونجحت، لذلك في السابق لم يكن هناك أي تنافس سلبي، إنما كان التنافس يهدف إلى خدمة الأغنية العراقية.

- ما هو جديدك؟

لديَّ أغان جديدة وهي جيدة جداً، وأبرز هذه الأغاني تحمل عنوان «ما يستحون» من ألحان قاسم ماجد، والشيء الجميل أن هذه الأغنية تم تسجيلها مع كثرة الشائعات التي انتشرت حول وفاتي، لذلك كانت خير رد على هؤلاء المغرضين.

- ما أسباب كثرة شائعات موتك؟

حقيقةً لا أعرف الأسباب، لكنها ربما تدخل في باب الحسد والغيرة من النجاح، وكذلك من تواصلي مع جمهور، إذ لم أزل أؤدي بشكل جيد وبصوت قوي بشهادة الجميع رغم أنني أعد الآن المطرب العراقي الأكبر سناً، والغريب أن هذه الشائعات تنطلق مع بداية كل عام ميلادي جديد، لأنه الجميع يعرفون أن كل عام جديد هناك حفلات تقام خارج العراق وأنا أدعى إلى إحيائها، وذات مرة كانت لديَّ حفلات عدة في الولايات المتحدة الأمريكية وتم بيع جميع البطاقات إلى الجمهور، لكن عندما تم نشر خبر وفاتي قام الجمهور بإعادة البطاقات إلى المتعهد وألغيت جميع الحفلات، وهذا الأمر يمثل محاربة لرزقي ولا يجوز محاربة الناس بأرزاقهم، كذلك هذه الشائعات تؤثر على جمهوري سواء في داخل العراق أو خارجه، إذ مع كل خبر من هذا النوع هاتفي الجوال لا يسكت عن الرنين، وعندما أكلم المتصلين يحمدون الله ويشكرونه لأنني لم ازل انعم بالحياة وبعضهم يجهش في البكاء. إما أنا شخصياً فمؤمن إيماناً كاملاً بأن الموت حق وسيأتي في موعده المحدد بعيداً عن رغبات المغرضين أو المحبين.

- ما هو سرك حفاظك على صوتك؟

السر يكمن في التزامي التام بكل الأشياء التي تتماشى مع الأخلاق والأعراف، كذلك التمرين المتواصل، فضلاً عن وجود حفلات مستمرة لي، وكل هذه الأشياء ساعدتني على الحفاظ على صوتي الذي بقي قوياً وصادحاً والحمد لله.

- من أين تأتي قوة صوتك؟

قوة صوتي هي عملية وراثة ورثتها من والدي خضر القزويني «رحمه الله» ورغم أنني لم أرَ والدي بسبب وفاته وأنا في سن صغير، لكن كل الذين عاصروا والدي يؤكدون على أن صوته لا يمكن أن يقارن بصوتي، لأن صوته جوهري يصل إلى مساحة قد تصل إلى 5 كم.

- كيف تقيّم الغناء العراقي سابقاً وحالياً؟

ـ لا توجد أي مقارنة بين الغناء العراقي في السابق والغناء العراقي في هذه المرحلة، ففي السابق كانت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون العراقية هي من تقوم بتسجيل الأغاني للمطربين وتعطي أجور الشاعر والملحن والفرقة الموسيقية، فضلاً عن ذلك يكون التصوير مجاناً، وفوق كل هذا يحصل المطرب على مبلغ مالي جيد في حينه، اما الآن فاختلفت الأمور تماماً وتحولت العملية إلى تجارة، لأن تسجيل الأغنية الواحدة يكلف مبالغ مالية طائلة، وإذا كان المطرب الملتزم لا يمتلك مثل هذه الأموال، فلن يستطيع تسجيل أي أغنية جديدة، وهذا سبب من أسباب انحدار الأغنية العراقية الآن رغم أنني لا أنكر وجود بعض الأصوات الجميلة جداً من الشباب، علماً أنني سجلت أعمالي الغنائية خلال العقدين الأخيرين على حسابي الخاص وذلك من أجل التواصل مع جمهوري العزيز.

- ما هي أمنياتك؟

أتمنى أن أقوم بأداء فريضة الحج، وكادت هذه الأمنية تتحقق في العام الماضي، إلا أنها أفلتت مني باللحظات الأخيرة، لذلك ما زالت هذه الأمنية قائمة، وإذا تحققت سوف أترك الغناء بشكل تام وأجلس في منزلي.