مرايا

نصف المجتمع تتفاعل مع برامج «كفايات حرفية» - 80 متدربة بشمال الشرقية يبدعن في ابتكار مشغولات وحرف تقليدية متنوعة

25 ديسمبر 2019
25 ديسمبر 2019

نجحت البرامج التأهيلية التي تنظمها الهيئة العامة للصناعات الحرفية في اجتذاب الفتيات والأمهات للمشاركة في مختلف الدورات التدريبية التي تنفذها مختلف إدارات الصناعات الحرفية بالمحافظات، وفي هذا الإطار أقيم بقاعة جمعية المرأة العمانية بولاية بدية احتفال خاص لتخريج 80 متدربة من مخرجات البرامج التأهيلية «كفايات حرفية» لعام 2019م، ورعى المناسبة سعادة الشيخ محمود بن عبدالله السعيدي والي بدية.

الاحتفال احتفى بتخريج كوكبة جديدة ومتكاملة الخريجات قوامها 31 منتسبة من مركز النحت على العظام بولاية بدية و49 متدربة من مركز تدريب وإنتاج السعفيات بولاية وادي بني خالد من مخرجات البرامج التأهيلية (كفايات حرفية) المنفذة في مختلف ولايات شمال الشرقية، فيما أقيم معرض مصاحب اشتمل على نماذج متنوعة من المشغولات اليدوية والابتكارات الحرفية المتنوعة في مجال النحت على العظام والسعفيات والخشبيات والتي أبدعت فيها أنامل المتدربات.

ويأتي ذلك ضمن حرص متواصل من قبل العامة للصناعة الحرفية منذ إنشائها على الاهتمام بالحرفي العماني، وتوفير سبل أوجه الدعم والرعاية له من أجل ضمان استمراره في حرفته والحفاظ عليها وعلى هويتها العمانية وتطويرها حسب مقتضيات العصر، وكذلك لتوفير مصدر دخل للحرفي العماني ورفع كفاءته وتنمية مهاراته وخبراته واطلاعه على كل جديد يسهم في الارتقاء بإنتاجه بما يعكس التصميم الحرفي من خلال التدريب والتأهيل الجيد، والسعي لاستخدام أساليب التسويق والترويج الناجح لمنتجه الحرفي.

ملحق «مرايا» التقى مجموعة من الخريجات والمدربات بهذا البرنامج الرائع، حيث قالت المدربة عبير بنت سالم النعمانية: نحن كفتيات يسرنا أن نفخر بمنجزات هذا العهد الزاهر والميمون، وتزامنا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني التاسع والأربعين جاء تخريج هذه الدفعة من مخرجات البرامج التأهيلية وبرنامج كفايات حرفية، وبالنسبة لمجموعتي تمكنا ولله الحمد من تمكين عدد 15 متدربة من ولايات إبراء والقابل تم تدريبهن على إنتاج حرفيات متنوعة، من أبرزها إنتاج العقود وحلقات الزينة من الخواتم الرجالية والنسائية، والإقبال والتنافس ولله الحمد كان قويا، والابتكارات رائعة كروعة الفتيات ورغبتهم في الاستفادة من البرنامج التدريبي المكثف على مدى شهرين، والحقيقة مثل هذه البرامج توفر للفتيات فرص عمل للباحثات، ويمكن تسويق أعمالهن عن طريق معارض الهيئة، وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وافتتاح مشاريع ذاتية.

استغلال خامات البيئة

وقالت المتدربة يسرى بنت راشد الشعيبية خريجة مركز السعفيات بوادي بني خالد: الفتاة العمانية مبدعة وتحب حرفتها التقليدية، وجاء التحاقنا ببرامج الهيئة بهدف التطوير للمهارات الحرفية، وبالنسبة لي استفدت من دورة السعفيات وتخرجت ولله الحمد بعد امتلاكي لمهارات جيدة استطيع من خلالها الآن تشكيل نماذج وابتكارات متنوعة باستخدام السعفيات وهي غير مكلفة ورخيصة جدا، ويمكن استغلال خامات البيئة من الخوصيات والسعفيات والحبال في عمل أطقم من السلال وتغليف هدايا وإنتاج أعمال تراثية أخرى للتجميل المنزلي، وكذلك للتسويق في المعارض المحلية والخارجية، وأمنيتي تطوير الحرفة كي تكون مواكبة للطلب مع الحفاظ على التراث العماني الأصيل.

أما زميلتها وحيدة بنت سليم الحجرية من جمعية المرأة العمانية ببدية فقالت: تدربت على أعمال وابتكارات الخوصيات، ولأول مرة أتمكن بفضل الله من إنتاج العديد من الأعمال الحرفية بإتقان. وفي البداية واجهت بعض الصعوبة لكن مع مرور الوقت والمثابرة أصبحت قادرة على تحويل منتج قديم إلى منتج مطور، وتمكنت من عرض نماذج جميلة بألوان زاهية من الصناديق الخوصية والسلال وغيرها، وشعارنا سيبقى «نعم نحن قادرون على العطاء» ونشكر كل من دربنا وساعدنا على تطوير هذه الأعمال.

مشاريع ذاتية

وفي لقاء آخر عبرت ريا بنت محمد الحارثية من ولاية إبراء عن ارتياحها بحصولها على التدريب اللازم كي تشق طريقها في افتتاح مشروعها الخاص وقالت: التحقت ببرامج تأهيل الفتيات الحرفيات برغبة صادقة، وتمكنت بعد الدورة المكثفة من إنتاج نماذج لأبواب خشبية وبيوت وقلاع يمكن تسويقها ذاتيا، أو عن طريق المعارض المتخصصة للهيئة العامة للصناعات الحرفية. وأنا سعيدة اليوم بالتخرج، وسأعمل على تطبيق كافة المهارات والكفايات التي حصلت عليها. ونتمنى أن يقوم القطاع الخاص بدعم مثل هذه المشاريع الصغيرة لتحويلها إلى مشاريع أكبر تخدم المرأة والمجتمع، وتعمل على المحافظة على الهوية العمانية الأصيلة.

تفاعل إيجابي

المدربة فايزة بنت أحمد الراشدية تحدثت هي الأخرى عن تفاعل إيجابي للفتيات قائلة: بحمد الله وتوفيقه، ومن خلال مشاركتي في خمس دورات سابقة، أرى أن الدورة الحالية شهدت تفاعلا نشطا وإيجابيا وحرص على الاستفادة من البرامج التأهيلية، وبالفعل تمكنت 15 فتاة وأما بمقر جمعية بدية من إنتاج ابتكارات متنوعة في مجال السعفيات والرغبة كانت قوية والإقبال جيد، ومن خلال مشاركاتي السابقة في هذه البرامج شاركت في معارض خارجية في دولة ماليزيا وفي تنزانيا دار السلام ضمن معارض وزارة التراث والثقافة والهيئة العامة للأعمال الحرفية.