مرايا

زمن المعلوماتية

17 يوليو 2019
17 يوليو 2019

قدمت لنا ثورة المعلوماتية كنزا لا يقدر بثمن، حيث تقدم لك المعلومة بالشكل الذي تريده إما مبسطا وسهلا أو مفصلا وعميقا بكبسة زر، وبأجور تكاد تكون شبه مجانية للطامح للمعلومة.

لكن يجب أن ننوه إلى الوجه الأخر المليء بالعيوب والمشاكل، هذا شيء متوقع، فالكمال صفة توجد فقط عند الباري عز وجل لا غير، والإنسان كرمه الخالق بالعقل وعليه أن يعرف كيف أن يفصل بين الإثنين، ولهذا العقل البشري في صراع مما يقدم له من خير وشر، قد ينتصر أو يخسر في هذه الحياة.

نجد الآن أفراد كثر يقدمون ما في جعبتهم مستغلين هذه النعمة العظيمة، وللأسف لا يوجد مما يقدمونه أي فائدة تذكر، فقط والحق يجب أن يقال سوى “اللغو”، هم أدباء وهم سياسيون وهم فلاسفة وهم أطباء، هم يعرفون كل شيء ويتحدثون في كل شيء.

طرحهم لأفكارهم مقرف أو ساذج، معلوماتهم أما فقيرة أو تكاد تكون معدومة، يرفضون النقد والاعتراض، مصرين على الخطأ، بل ويدافعون عنه، وكلما يتم إيقاف أحدهم نكتشف ظهور آخر شبيه له، وقد حذرنا سيدنا محمد ص في حديثه الشريف “سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة - قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”.

إننا الآن نشهد عصر الروبيضة فهم يطلون علينا في كل مكان وزمان، يتدخلون في كل مفاصل الحياة محاولين وضع بصمتهم بدس السم في العسل، وسلاحنا الوحيد هو عقولنا التي نحاربهم بها ولابد أن ننتصر.