اصنع من ذاتك ماركة

محمد الصوافي -

في مراحل المدرسة، كان المعلمون دائما يوجهون إلينا سؤالاً تقليدياً هو: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ فكانت إجابتنا مختلفة، فالبعض يحلم أن يكون مهندسا، والآخر يطمح أن يصبح معلما، والبعض الآخر يحلم أن يكون طيارا أو طبيبا وغيرها من الأحلام الكثيرة التي كانت تراودنا أيام الطفولة. الآن وبعد مضي هذه المرحلة بسنوات عديدة لا بد أن تسأل نفسك أين أنت الآن، هل أنت الآن حيثما تريد؟ وهل حققت أهدافك التي كنت قد رسمتها في مخيلتك؟ وما هي أهدافك القادمة؟ وماذا تريد أن تكون مستقبلا؟ وهل ستكون على ما كنت عليه في السنوات الماضية؟.

يجب أن تبدأ في معرفة ذاتك الآن وليس لاحقا، حتى تبدأ في تحقيق ما تريد تحقيقه، إذ أن أحد أهم أسباب فشل الإنسان في هذه الحياة هو عدم معرفته لذاته ولقدراته ولطموحاته، لأنه كلما اكتشفت نفسك وذاتك ورغباتك في وقت مبكر، كلما ساعدك ذلك في تحقيق ما تريده وما تصبو إليه، فطريق النجاح سيكون واضحا أمامك، وكذلك من المهم أن تصارح نفسك، ما هي قدراتي وما هي الإمكانيات التي امتلكها في الوقت الراهن، لا بد أن تختلي بنفسك لأنها ستحدد مصيرك، أنت أكثر شخص يعرف ذاته ليس أي شخص آخر . أبدأ الآن في اتخاذ القرارات المناسبة لذاتك التي من خلالها ستحقق ما ترنو اليه، لا تجعل غيرك يخطط لك، أنت قادر على صنع خطط حياتك وأهدافها، إذا أردت أن تحدث تغيراً في حياتك فعليك باتخاذ القرارات المناسبة لحياتك والملائمة لخططك وطموحاتك والاستمرار في تنفيذها.

لا بد أن تتحلى بالقوة والشجاعة في اتخاذ قرارتك التي تسّير حياتك بالطريقة التي تريدها انت وليس غيرك، ثقتك بذاتك وإمكانياتك وقدراتك تجعلك شخصاً أقوى أمام الجميع وقادرا على اجتياز الصعاب والعقبات، ولإصرارك على تنفيذ كل القرارات المناسبة لحياتك الشخصية والمهنية تزيد من فرص تحقيقها، تجاهل المحبطين من حولك فهم أعداء النجاح، وكما يقول وليم شكسبير: «لا تأبه بالمحبطين، حافظ على نفسك من أعداء النجاح» ، وتذكر أن الجميع معرضون للفشل، ولكن لا بد أن تجعل طموحك يعانق عنان السماء، ولا تقارن ذاتك بأحد، فكن دائما النسخة الأفضل من ذاتك في كل جوانب حياتك، لا تتقمص شخصية أحد ما، فالحياة مليئة بالنسخ المقلدة من الناس، كن أنت الأصل الذي ينسخ منه.

يقول جورج برنارد شو: « دائما ما يلوم الناس الظروف، ولكنني لا أؤمن بالظروف، لأن الناجحين في هذه الدنيا هم أناس يستيقظون في الصباح ويبحثون عن ظروف مواتية، وإن لم يجدوها، صنعوها». الكل ينتظر منك الكثير لتقدمه في هذه الحياة، أهلك وأصدقائك ومجتمعك، اصنع من نفسك ماركة مسجلة لدى الكل، أن تكون مستقل بقدراتك وطموحاتك وإيمانك بكل ما تملك من مواهب هو النجاح بعينه.