1454869
1454869
مرايا

17 فلجا حفرها الإمام سيف بن سلطان اليعربي تشكــــل مصـدرا أساسيـــــا للزراعــــــــة

11 مارس 2020
11 مارس 2020

من «الكامل» الذي لم يكتمل إلى «الهوب» الذي اكتمل -

نزوى - مكتب «عمان»

«الكامل الذي لم يكتمل»، مقولة تنقلك مباشرة إلى ذلك الفلج العملاق فلج الكامل بولاية الرستاق، وتحديدا في قرية «المسفاة»، هذا البناء الهندسي الفريد أجمعت عليه بعض المصادر والتراجم العمانية أن الإمام سيف بن سلطان اليعربي «قيد الأرض» (ت/ 1123هـ) هو الذي قام بشقه، وكان بنيّة هذا الإمام أن يوصله إلى بركاء في الباطنة، وعمد هذا الإمام من أجل ذلك بتسخير مجموعة من العوامل والمراحل أشارت إليها بعض المراجع والمصادر العمانية، كاستخراج ينابيعه من باطن الأرض، و شق قنواته في جبال وصخور صماء. وقال الباحث الدكتور حمد بن سالم بن سيف الذهلي بأن هذا المنجز التاريخي والحضاري العماني استغرق زمنا طويلا، وضخت من أجله أموالا طائلة، أما مراحل ذلك العمل فقد بدأت بشراء الممتلكات التي تؤثر على الفلج أو يؤثر عليها، وبناء سد بالقرب من منبع عين الخضراء لتخزين مياه الأمطار في وادي السحتن، واستخراج المياه الجوفية من جبال وادي يقاء من وادي بني غافر. وعرج الدكتور حمد الذهلي في حديث ل «مرايا» بأن مكانة فلج الكامل تضاهي مكانة فلج آخر لا تقل عنه أهمية، فهنا لسنا بصدد الحديث عن فلج الكامل فنكدس كلاما على كلام، وما أشارت إليه المصادر بمكانة الكامل كفيل بالإحاطة لمن أراد المزيد، وسنستغل حديثنا عن فلج آخر من إنجازات هذا الإمام لكنه اكتمل، غير أن المصادر العمانية لم تشر إليه إلا ما ذكر في (التحفة)، فقد جاء في سطره: « و...وذكروا أن الأفلاج التي حفرها بعمان سبعة عشر فلجا أفلاج المسفاة من الرستاق، وفلج الحزم، وفلج الصائغي وفلج الهوب...». وقرية الهوب المذكورة في النقل السابق أشارت إليها بعض المصادر العمانية، فمن يستعرض (النهضة) يظفر بمثل هذه الإشارة، قال صاحبها عند ذكره للعبريين:» ومنهم من كان ببلد الهوب وبلد مدروج من وادي السحتن». ، وكذلك أشار إليها صاحب (التبصرة) فقال: «...أما بلد الهوب وبلد مدروج فهما من بلدان وادي السحتن في وسط الجبل الغربي...». وهناك مقابلة شفهية مع مواطن مُعمِر حفظ وسمع الكثير، فأملى من ذاكرته وهو يتحدث عن السيد فيصل بن حمود البوسعيدي (ت/1328هـ) قائلا: «... وفي آخر حياته زهد الدنيا واعتزل الرستاق ليقيم دينه، وذهب إلى (صير الهوب) وهو أدخل من الهوب ...».

وأضاف الذهلي في وصفه لهذا الفلج قائلا: هذا الفلج نجده أعلى قرية الهوب وأسفل قمة جبل شمس بمواجهة وادي السحتن، والوصول إلى أم الفلج شاق ويحتاج لجهد في الصعود والنزول، ومياهه عينية عذبة تنبع من قمم جبل شمس ويشكل الفلج المصدر الأساسي للحياة الزراعية لأهالي قرية الهوب، فهم يعتمدون عليه بشكل كبير في ري مزروعاتهم، ويبقى أن نشير إلى أننا لم نجد نقشا يشير إلى ما ذكرنا، غير أن ما بسطته (التحفة) في مسمى الفلج ومن قام بشقه كفيل أن نسطر بثقة هذا المقال، علاوة على معرفة الباحث شخصيا بمكانه.