ولاية صور.. موقع جغرافي فريد واسم تاريخي عريق
اشتهرت منذ القدم- ولا تزال- بصناعة السفن وصيد الأسماك والنقل البحري
تمتاز بالأطوال الكثيرة للطرق الداخلية التي تربط النيابات والقرى في الولاية ببعضها
تنتشر في الولاية العديد من الفنادق ذات الجودة العالية والشقق الفندقية والاستراحات والنزل الخضراء
إعداد: سعيد بن أحمد القلهاتي
تعد ولاية صور كما يعرف عنها حاضرة محافظة جنوب الشرقية، وهي المركز الإقليمي للمحافظة، وتبعد عن محافظة مسقط بحوالي 200 كيلو متر، وتقع في أقصى الشرق من سلطنة عمان، وتكاد تكون الولاية الثانية في سلطنة عمان التي تتميَّز بإطلالتها على بحرين هما بحر عمان وبحر العرب.
المهن والحرف
واشتهرت منذ القدم ولا تزال تشتهر بصناعة السفن وصيد الأسماك والنقل البحري إذ يوجد بها أسطول بحري كبير متكون من السفن كالغنجة والبوم والبدن واللنش والسنبوك، مخرت هذه السفن عباب البحار من خلال ربابنتها العمالقة الذين يشهد لهم التاريخ بمهاراتهم الفائقة في فن إدارة وتسيير هذا الأسطول من السفن العملاقة، ولها تاريخ بحري طويل لايتسع المجال للخوض فيه، وتشتهر كذلك بالتجارة وبصناعة الخناجر بمختلف أنواعها وأشكالها، وصناعة مختلف المصوغات من الذهب والفضة وصيانة الأسلحة التقليدية كما تشتهر بالعديد من الفنون التشكيلية التي تؤدى في مختلف المناسبات.
تضاريسها
ولاية صور مترامية الأطراف وتجمع تضاريسها بين البحر والجبل والسهل والوادي وتتبعها نيابتان هما طيوي ورأس الحد، بالإضافة إلى العدد الكبير من القرى والحارات والأحياء السكنية، ومن أهمها صور الساحل التي تتكون من منطقة نعمة والعيجة وسنيسلة والمرتفعة وحارة النور وبر بويرة، وبلاد صور التي تحوي على حارات البطين وحسي وسيح المطار وأبو قلع ومنطقة المستشفى.
معالمها
توجد بالولاية معالم عديدة، قديمة منها وحديثة.. حيث يوجد بها معالم أثرية قديمة كالقلاع والحصون والأبراج والتي أشهرها حصن بلاد صور وحصن سنيسلة، وحصن العيجة وضريح بيبي مريم بمدينة قلهات الأثرية، كما توجد بها السفينة البحرية الأثرية القديمة «الغنجة» والتي اتخذتها الولاية شعاراً لها وكذلك من المواقع السياحية التي تشتهر بها ولاية صور محمية السلاحف بنيابة رأس الحد ووادي طيوي ووادي الشاب وأبراج كبيكب وفلج الجيلة بنيابة طيوي، وكذلك منارة العيجة، ومن معالمها الحديثة الجسر المعلق «جسر خورالبطح» ومتحف فتح الخير.. كل هذه المواقع تستقطب الكثير من الأفواج السياحية التي تتوافد إلى الولاية على مدار أيام العام.
المزروعات
يعتني الأهالي في ولاية صور بقطاع الزراعة أيما اعتناء، حيث تنتشر الرقعات الزراعية في ربوع الولاية بكثرة وبالتالي يجني المزارع ثمار مزروعاته طوال العام فهناك توجد الأنواع الكثيرة من أصناف النخيل كالبونارنجة والبرني والمدلوكي والنغال، وكذلك من أصناف الفواكه المانجو والموز والرمان الذي يوجد بقرية الجيلة في نيابة طيوي، ومن أصناف الخضار يوجد الليمون والفلفل والطماطم.
منجزات النهضة
حظيت ولاية صور بالعديد من منجزات النهضة حيث يوجد بها مختلف القطاعات من الخدمات الحكومية والتي يأتي في مقدمتها مكتبا سعادة المحافظ وسعادة الوالي اللذان هما بمثابة همزة الوصل بين الحكومة والمواطن وهما يضطلعان بمهام ومسؤوليات كبيرة إذ يقع على عاتقهما الإشراف المباشر على سير أعمال مختلف الجهات الحكومية في المحافظة بشكل عام وفي الولاية على وجه الخصوص، بالإضافة إلى ترؤسهما للعديد من المجالس واللجان.
القطاع الصحي
كما يأتي القطاع الصحي من أولويات اهتمامات الحكومة التي سخرتها ووفرتها لهذه الولاية، حيث يوجد بها مستشفى مرجعي كبير يضم العديد من التخصصات الطبية من خلال العيادات الخارجية كعيادات القلب والباطنية والعيون والأسنان والجراحة والعظام والأشعة والنساء والولادة وبنك الدم، وغيرها من التخصصات الأخرى التي تُعنى بالرعاية الصحية الثانوية، كما يوجد أقسام لترقيد المرضى كأجنحة ترقيد الرجال وأجنحة النساء وجناح الأطفال والعناية المركزة وعناية القلب، كما يوجد بالولاية مجمع صحي يقع في مركز الولاية ويقع على عاتقه مسؤولية الرعاية الصحية الثانوية أيضاً، كما تنتشر بالولاية العديد من المراكز الصحية التي تهتم بالرعاية الصحية الأولية، فضلا عن المجمعات والمستشفيات والعيادات الطبية الخاصة.
قطاع التعليم
هذا القطاع أولته الحكومة اهتماماً بالغاً حيث بدأت فيها عجلة التنمية في مجال التعليم تتقدم وتسابق الزمن، إذ يوجد بها حاليا (29) مدرسة يتلقى بها (16870) طالباً وطالبة تعليمهم بمختلف المراحل التعليمية، كما أنَّ التعليم الجامعي له حضوره في هذه الولاية حيث يوجد بها جامعة حكومية تضم مختلف مجالات التعليم كعلوم التقنية والعلوم التطبيقية تحمل مسمى جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصور وكذلك الكلية المهنية بصور، وهناك أيضا معهد التمريض الذي يستقبل بدوره دفعات مستمرة من خريجي دبلوم التعليم العام لمختلف تخصصات التمريض، كما يوجد العديد من المدارس الخاصة في الولاية، بالإضافة إلى وجود كلية صور الجامعية التي تستقطب عددا من الطلبة والطالبات الذين يدرسون على حسابهم الخاص وكذلك الذين يحظون بالبعثات الداخلية من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
قطاع الطرق
يربط ولاية صور بمحافظة مسقط والمحافظات الأخرى طريقان رئيسيان حيويان هما: طريق قريات صور الساحلي وطريق الشرقية السريع اللذان تم تصميمهما وتنفيذهما على مستوى عالٍ من المواصفات والمقاييس الفنية والهندسية التي تكفل ديمومتهما وعملهما في مختلف الأوقات وتقلبات الطقس، فضلاً عن الأطوال الكثيرة من الطرق الداخلية وطرق الخدمة التي تنتشر في مركز الولاية وفي العديد من قرى نياباتها وقراها وأحيائها السكنية.
قطاعات خدمية أخرى
تحظى الولاية وتوابعها بالكثير من الخدمات التنموية الأخرى كخدمة الكهرباء والمياه والاتصالات وخدمات القطاع البلدي وخدمات الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وخدمات الإسكان والتخطيط العمراني، وخدمات جهاز شرطة عمان السلطانية المتمثلة في كل من إدارة المرور وإدارة الأحوال المدنية وإدارة الجوازات والإقامة وإدارة الدفاع المدني والإسعاف.
القطاع الخاص
لا شك أنَّ القطاع الخاص يلعب دوراً بارزاً في الولاية وله نتائجه الاقتصادية والمادية ولعل من أهمها استقطاب مجموعة كبيرة من الباحثين عن عمل، ولذلك قل لا تجد خلو مدينة ما من هذا القطاع الحيوي الهام وولاية صور كمثيلاتها من الولايات تحتضن شركات عملاقة كبيرة في القطاع الصناعي والتجاري والتي بدورها ترفد البلاد اقتصادياً، ومن أهمها الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال والشركة العمانية الهندية للسماد والشرقية لتحلية المياه وشركة العنقاء للطاقة وكثير من المراكز والمجمعات التجارية التي تنتشر في مختلف ربوع الولاية، ولأجل الإشراف وتسيير شؤون أعمال هذه الشركات أُنشئت بالولاية منطقة صناعية متكاملة تسمى منطقة صور الصناعية تديرها المؤسسة العمانية للمناطق الصناعية.
قطاع المصارف
ولاية صور كمثيلاتها من ولايات حواضر المدن التي تكثر بها مجالات المصارف، حيث تنتشر بها العديد من فروع البنوك التجارية وفروع ومنافذ بنوك الصيرفة الإسلامية والصرافات والتي بدورها تدير شؤون الأعمال المصرفية سواء كان للسكان أو المقيمين، وهناك أيضاً من البنوك الحكومية، بنك الإسكان العماني وبنك التنمية العماني اللذين بدورهما يقدمان خدماتهما للمواطنين من خلال تنفيذ طلبات القروض المقدمة إليها من قبل المواطنين من ذوي الفئات المستحقة لدعمهم في تنفيذ مشاريعهم التجارية والسكنية.
قطاع الفنادق والإيواء
بحكم الموقع الجغرافي المتميَّز للولاية ونظرا لتوافد الأعداد الكبيرة إليها من الزوار والسياح بات من الضرورة بمكان إيجاد وتوفير مواقع الإيواء ليجد السائح والزائر للولاية المكان المهيأ لسكناه أثناء فترة وجوده بالولاية ومن أجل ذلك انتشرت في الولاية الكثير من الفنادق ذات الجودة العالية من الرفاهية والمكانة الفندقية وكذلك الشقق الفندقية والاستراحات والنزل الخضراء سواء كان ذلك في مركز الولاية أو في نيابتيها طيوي وراس الحد.
