No Image
عمان اليوم

نيابة طيوي.. عادات وتقاليد مترسخة تصنع الفرح

15 مارس 2024
15 مارس 2024

نيابة طيوي التابعة لولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية كمثيلاتها من ولايات ونيابات ومدن سلطنة عمان تشتهر بعادات وتقاليد تصنع البهجة والفرح ويمارسها الأهالي في مختلف المناسبات والفعاليات منها لا تزال مترسخة، وأخرى نال منها التطور الاجتماعية والاقتصادية وعفا عليها الزمن.

فمن العادات عادة القيض (الحضور): وهو موسم صيفي، حيث كان يرتحل المقيمون في القرى السكنية من مساكنهم إلى مزارعهم أو أموالهم حسب ما يحلو تسميته لدى البعض ويسمى هذا الترحال “بالحضور” وتبقى حارات النيابة خالية من السكان تمامًا، إذ يصل الأمر ببعض السكان المرتحلين أن يغطوا أبواب بيوتهم بالطين وذلك لخلوّ القرية من السكان وحرص الأهالي على سلامة ما بداخل منازلهم من العبث، ويمكثون في النخيل فترة ثلاثة أشهر، يبدأ أول عمل لهم في هذه المرحلة: طني النخيل حيث يجتمع "الطاني" و"المستطني" بموقع معيَّن في يوم يتم الاتفاق عليه من قبل الجميع ويسمى يوم “الوجبان” فيتم في هذا اليوم إرساء المزايدات على "المستطنيين"، كما يتم خلال فترة القيظ جني ثمار النخيل وأشجار المانجو والليمون ومزاولة عادة "التبسيل"، وبعد انتهاء فترة القيظ يعود السكان إلى مساكنهم في الحارات ويطلق على هذه الحالة مسمى “الرِّبْع”.

عادات دخول وخروج شهر رمضان المبارك: يحدث أن يتجند عدد من الأشخاص الذين منَّ الله عليهم بحدة البصر فمنهم من يذهب إلى موقع بأحد الجبال يسمى “المهل” ومنهم من يركب سفينة البدن أو الهوري ويذهب إلى قدر من أعماق البحار، ومن هذين الموقعين يتم مراقبة الهلال، وعندما يشاهدون الهلال يقومون بإطلاق الأعيرة النارية؛ ليُعلم أنه ثبتت رؤية الهلال، فيقوم الشيخ المسؤول بإرسال أشخاص؛ لإبلاغ أهالي بقية القرى التي لم يصل لها العلم بذلك.

الأعياد الدينية

العيدان عيد الفطر وعيد الأضحى المباركان، يمارس الأهالي فيهما عادات حميدة، فعند الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك وفي الفترة الليلية يتم قرع الطبول بما يسمى فن “الشحد”، وفي صبيحة يوم عيد الفطر المبارك يتوجه الأهالي إلى مصليات العيد وبعد أداء الصلاة، والاستماع للخطبة يعودون إلى ساحات الفنون التقليدية، ويؤدى فن العازي وفن (الهايوس أو الهايهوس) كما يُؤدى فن الرزحة لبرهة من الوقت ثم يتوجهون إلى مجلس القرية، وهناك يتناولون القهوة مصحوبة بشتى الأصناف من الفواكه والحلوى العمانية والتي يحضرها الأهالي بعضهم البعض، ثم يعود كل واحد لبيته، ويستمرون في التوافد إلى مجلس القرية بعد صلاة الظهر لمدة ثلاثة أيام متتالية وذلك لتناول وجبات الغداء التي تُقدم من قبل الأهالي لبعضهم البعض أيضًا، وفي وقت المساء يؤدى فن الرزحة خلال أيام العيد الثلاثة المتتالية.

أما عيد الأضحى المبارك فتختلف فيه العادات نوعًا ما، فعند بداية دخول شهر ذي الحجة، يتم قرع الطبول في أيام العشر الأوائل لشهر ذي الحجة لثلاث فترات يوميًا، وهذا ما يسمى بفن “الشحد” وهناك من الرجال من يقوم بصناعة البارود “الباروت”.. وكذلك إقامة ونصب "المراجحين" “الأرجوحات” خلال هذه الأيام وهذا يتفرد به العنصر النسائي عن غيرهن حيث يمارسنه في أول من الليل، وفي ليلة اليوم العاشر يؤدى فن الرزحة لوقت متأخر من الليل، وفي صبيحة اليوم العاشر يتوجه الأهالي إلى المصليات لأداء الصلاة والاستماع للخطبة، وبعدها يقوم البعض برمي الأهداف التي توضع وهذا يسمى “ضرب الشبح” وهو إسقاط الأهداف المنصوبة لممارسة هذه العادة وذلك عن طريق البنادق، ثم يعودون إلى ساحة الفنون في القرية، وتمارس بعض الفنون كالعازي و"الهايوس" والرزحة لبعض من الوقت ثم يعودون إلى منازلهم لذبح الأضاحي ويقضون يوم العاشر في أعمال الذبح ودفن الشواء، وفي صبيحة الحادي عشر، يقوم الأهالي بشوي المشاكيك "المضبي"، وفي ظهر هذا اليوم يتم فتح "الشوى" أي الشواء، وتناوله في وجبة الغداء، ثم يتم تبادل الزيارات؛ لأجل تقديم التهاني، حيث يستمر هذا ليومين يتم خلال هذه الزيارات أداء الفنون التقليدية كفن "اللقية" والرزحة والعازي و"الهايوس"، وتقديم الضيافة اللازمة للفئة الزائرة في يومي الحادي عشر والثاني عشر من شهر ذي الحجة، وهذا يسمى في طيوي عادة “الجفان”.

وهناك أيضًا عادة "المناداة على الأسماك" في فترتين خلال اليوم، إذ يتم مع بداية الصباح، ومع عودة الصيادين من البحر يقومون بإنزال الأسماك من الهواري (القوارب) وتعرض أمام "الدلال" ليتم المناداة عليها وسط حضور المشترين والباعة، ويشتري كل من له الرغبة في الشراء، وفي وقت المساء يتم إنزال نوعيات أخرى من الأسماك وهو "سمك البياض" وكذلك ينادى عليه. بعض هذه العادات اندثرت، وبعضها ما زال يؤدى رغم التطور العمراني والاجتماعي والاقتصادي، ولكن تبقى مثل هذه العادات تصنع البهجة والفرحة والسعادة في قلوب الناس، كما تصنع اللحمة والتعاون والاتحاد بينهم.