عمان اليوم

نزلات البرد تتزايد.. والتغذية الصحية تجنّب الإصابة وتعزز المناعة

30 نوفمبر 2022
صعوبة التفريق بينها وبين "كورونا" لتشابه الأعراض
30 نوفمبر 2022

- التعرض لها لفترة طويلة دون تعافٍ يستدعي زيارة الطبيب والخضوع لفحص إكلينيكي أو مخبري

مع دخول فصل الشتاء تزداد الإصابة بنزلات البرد عند الجميع من مختلف الفئات العمرية، وهي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتؤثر بشكل أساسي على الأنف، كما يمكن أن تصيب الجيوب الأنفية والحنجرة، ويصعب التفريق بينها وبين فيروس "كورونا" لتشابه الأعراض، إلا أن هناك عدة وسائل للوقاية منها، كما أن الإصابة بها لفترة طويلة دون تعاف تستدعي زيارة الطبيب والخضوع لفحص إكلينيكي أو مخبري وفق الدكتور رياض بن مبارك السيابي رئيس قسم الأمراض المعدية بالمديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة مسقط الذي أوضح لـ"عمان" عبر البريد الإلكتروني الفرق بين نزلة البرد وفيروس كورونا! ومتى تستدعي الحالة مراجعة المستشفى؟

وقال الدكتور رياض السيابي: "مع حلول موسم الشتاء والتغيير التدريجي في مستويات درجات الحرارة المنخفضة، تبدأ الإصابة بنزلات البرد في التزايد، ومن المعلوم أن هناك مجموعة واسعة من الفيروسات التي قد تصيب الجهاز التنفسي وتتسبب في حدوث أعراض تنفسية متشابهة في كثير من الأحيان، وأقرب مثال على ذلك هو ما عانى منه العالم بسبب تفشي فيروس كورونا، وليس من السهل دائما التفريق بين أعراض نزلات البرد التنفسية والأعراض التنفسية الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا خصوصا الحالات البسيطة والخفيفة، نظرا لتشابه الأعراض فيما بينهما إلى حد كبير، ولكننا قد نلاحظ أن بعض الأعراض التنفسية قد تكون أكثر ظهورا وأشد حدة عند الإصابة بفيروس كورنا مثل فقدان الشم وظهور أعراض التهاب الجهاز التنفسي السفلي كضيق التنفس والكحة الجافة وغيرها من الأعراض"، لافتا إلى أنه إذا استمرت لفترة طويلة مصحوبة بأعراض شديدة الحدة، وعدم ظهور بوادر تحسن مع الوقت، فإن الأمر يستدعي زيارة الطبيب والخضوع للفحص الإكلينيكي وربما المخبري والحصول على الاستشارة الطبية الضرورية.

مبدأ الوقاية

وأكد السيابي أن الاستثمار في مبدأ الوقاية هو أفضل خيار للحيلولة دون التعرُّض للإصابة بمثل هذه المشاكل الصحية، وهي أقل التدخلات تكلفة وأكثرها نجاعة، فالوقاية من هذه الأمراض ترتكز بشكل مباشر على تطبيق مبدأ التقيد والاهتمام بإجراءات وقواعد النظافة الشخصية كغسل اليدين بشكل صحيح أو استخدام معقم اليدين الكحولي خصوصا عند ملامسة الأسطح، والحرص على عدم مشاركة استعمال الأدوات الشخصية مع الآخرين، وتجنب الاختلاط مع المصابين بأعراض تنفسية قدر الإمكان أو الحرص على إبقاء مسافة كافية ولبس الكمامة إن اقتضت الضرورة عند عقد اللقاءات والاجتماعات خصوصا في الأماكن المغلقة، مع التأكيد على الدور المهم الذي تؤديه التحصينات المتوفرة للإنفلونزا الموسمية وفيروس كورونا وغيرها من اللقاحات، خصوصا للفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة كمن يعاني من مستوى مناعة متدنية بشكل أو بآخر كمرضى السكري والربو، وكبار السن والحوامل وغيرهما.

نصائح للمصابين

وأضاف الدكتور رياض: "يتوجب على المرضى المصابين بالحساسية وخصوصا الحساسية الأنفية أن يكونوا أكثر حرصا على تجنب الإصابة بنزلات البرد الفيروسية، لأن من شأن ذلك أن يجعلهم أكثر عرضة لتفاقم حالتهم والإصابات ببعض المضاعفات الصحية، وأنصح هؤلاء المرضى أن يتجنبوا التعرض للمهيجات ومسببات الحساسية بشكل عام وعدم التعرض المباشر للتغيير المفاجئ في درجات حرارة الجو، كما يتوجب عليهم الحرص على استخدام علاج الحساسية الموصوف من قبل الطبيب المختص وزيارة الطبيب متى ما استدعت الضرورة لذلك، والحرص على أخذ تطعيمات الإنفلونزا الموسمية متى ما أتيحت لهم الفرصة"، مشيرا إلى أن أغلب حالات نزلات البرد تكون خفيفة إلى متوسطة قابلة للتحسن والتعافي التلقائي ولا تستدعي زيارة الطبيب، ويمكن التعامل معها في المنزل عن طريق أخذ قسط كاف من الراحة، والاهتمام بشرب كميات كافية من السوائل، والتغذية الصحية المتوازنة، مع إمكانية استخدام بعض الأدوية المتوفرة مثل مسكنات الألم وخافضات الحرارة إن استدعى الأمر لتخفيف الأعراض، فأغلب الأعراض تتحسن خلال أيام معدودة لا تتخطى 10 أيام في المتوسط، أما إذا استمرت الأعراض أو زادت حدتها مع الأيام فعندها يمكن زيارة المؤسسة الصحية والحصول على استشارة طبية مناسبة.

التغذية الصحية

واختتم رئيس قسم الأمراض المعدية بصحية مسقط حديثه قائلا: "إن التغذية الصحية السليمة هي إحدى أهم الركائز التي يعتمد عليها الجسم في تعزيز مناعته، فالحرص على تناول الغذاء الصحي الذي يشتمل على العناصر الغذائية المختلفة كالخضروات والفواكه الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة والمعادن والفيتامينات المختلفة كفيلة بتعزيز صحة الجهاز المناعي للقيام بدوره المطلوب في مكافحة الإصابات بالالتهابات المختلفة، وبالتالي فإن الحرص أن يكون الطبق الغذائي متنوعا وشاملا لكافة المجموعات الغذائية كالحبوب والألبان والبروتينات والخضروات والفواكه وغيرها دون التركيز على مجموعة غذائية معينة، مع التذكير بضرورة أخذ كميات كافية من السوائل يوميا وخصوصا الماء نظرا لأهميته في تعزيز الدورة الدموية في جسم الإنسان، وبالتالي دعم وظيفة جهاز المناعة خصوصا في فترات الشتاء حيث يقل الإحساس بالعطش ويميل البعض دون قصد إلى إهمال شرب الماء بالقدر الكافي".