عمان اليوم

مواطنون: تطوير الحدائق والمتنزهات يعزز الأنشطة الترفيهية ويحقق الراحة النفسية

01 ديسمبر 2022
انتشارها في الأحياء السكنية يشكل لمسة جمالية لبيئة صحية
01 ديسمبر 2022

أكد مواطنون أهمية تطوير الحدائق والمتنزهات وتزويدها بمختلف الألعاب الإلكترونية والكهربائية الحديثة واستثمارها بتعزيز إقامة فعاليات ومناشط ترفيهية متنوعة، وتواكب مختلف المناسبات الوطنية أو الدولية، بالإضافة إلى وضع رسوم للخدمات الترفهية المقدمة تكون في متناول الجميع، مشيرين إلى أن انتشارها في الأحياء السكنية يشكل بيئة ترفيهية مريحة وصحية للقاطنين وتضفي لمسة جمالية للمنطقة، وتحتضن الأطفال لممارسة الأنشطة الرياضية واللعب بعيدا عن الشوارع والحواري.

وتقول سمية بنت عبدالله الحبسية: إن وجود الحدائق والمتنزهات الطبيعية في الأحياء السكنية يعد عامل استقرار نفسي وجسدي في المنطقة التي يقطن فيها الفرد وتوفر طاقة إيجابية، حيث تعد متنفسا للأطفال والأسرة لممارسة الأنشطة الرياضية كالمشي واللعب بالنسبة للأطفال، كما تضفي المتنزهات لمسة جمالية للمنطقة.

ويقول خالد بن عامر المعمري: تكمن أهمية وجود متنزهات وحدائق عامة في الأحياء السكنية أنها توفر الراحة والتمتع بمناظر طبيعية جذابة للترفيه عن النفس، وإن وجود الحدائق العامة بالقرب من الأحياء السكنية يسهم في استنشاق الهواء النظيف وتعد متنزها جميلا للأطفال، كما أن وجود المساحات الخضراء في المدن شديدة الازدحام تمثل ملجأ للسكان لقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن الزحام والتلوث والأتربة.

خدمة مجتمعية

ويؤكد المعمري أن العديد من العائلات غالبا ما تخصص أوقاتا ترفيهية للوجود في هذه الحدائق في فترة الإجازات والمناسبات الخاصة، مشيرا إلى أنها تؤدي دورا كبيرا في تحسين الحالة النفسية، حيث إنه بمجرد النظر إلى المساحات الخضراء فإنها تساعد على ضبط المزاج، والورود تبعث الأمل والسعادة للناظرين لها، وتابع: إن المتنزهات ليست مقتصرة على فئات عمرية فهي مقصد لجميع الفئات ومنهم كبار السن وذلك لما لها من إسهامات في التجديد وإدخال السعادة في النفس.

ويرى محمد بن درويش الخصيبي: تعد الحدائق والمتنزهات في الأحياء السكنية من أهم الخدمات المجتمعية، فهي أولا توفر سبل الراحة والتمتع والاسترخاء للسكان، ثانيا تجميل وتحسين منظر المكان وتوفير أماكن أو مماشٍ للأشخاص الرياضيين والمهتمين بالرياضة بشكل عام.

ويشاركه إبراهيم بن سعيد الرويضي الرأي قائلا: لا شك أن المتنزهات والحدائق العامة، تعد متنفسا للزائرين الذين يجدون فيها فرصة لتفريغ شحنات التعب والجهد الذي تم بذله في أيام العمل، كما تعد تجديدا وتحفيزا للنفس حتى تستعيد نشاطها من جديد كي تبدأ العمل بهمة ونشاط، ولا ننسى أن الأسرة جميعها تشترك في الاستفادة من هذه الحدائق، ونحن في زمن بحاجة لتجديد وتطوير هذا الجانب المهم والحيوي لكل زائر، كإقامة الأنشطة المتنوعة في المهرجانات، واستغلال المناسبات في إقامة الفعاليات الترفيهية في الحدائق وتزويدها بالألعاب الإلكترونية والكهربائية، مع مراعاة التخفيف على الزائر فيما يتعلق بالرسوم، فما نراه الكثير من المبالغة في تلك الرسوم.

الحاجة للتطوير

ويشير إبراهيم إلى أن المتنزهات التي تقام وسط الأحياء السكنية والتي تبذل الجهات المعنية جهد في توفيرها، تكاد لا تخلو من بعض السلبيات التي يجب مراجعتها والوقوف عليها، خصوصا في المتنزهات المكشوفة دائما بين المساكن وتقع من خلالها بعض التجاوزات، والتي تؤثر سلبا على المجتمع، ومنها قيام بعض العمال الوافدين بالسهر حتى وقت متأخر من الليل رغم وجود لوائح وإرشادات تضبط مواعيد الاستفادة من تلك المتنزهات.

ويتابع: نحن ما زلنا بحاجة للتطوير في هذه الجوانب التي ذكرتها وإبراز الهوية العمانية والدور الحضاري الذي نعتز به، ومن خلال التعريف أيضا بوطننا الكبير عمان ودورها الريادي، كما يجب علينا مواكبة المهرجانات الدولية، بما تحمله من جماليات تصب في مصلحة الإنسان ولمختلف فئات المجتمع.

من جانبه يقول فتحي بن هلال الدغاري: إن وجود المسطحات الخضراء سواء بين الأحياء السكنية أو خارجها يمثل أحد العناصر الفيزيائية المهمة التي تحتاجها المدن والتي تحقق التوازن البيئي بمختلف صوره، بداية من تنقية الهواء من شوائب الجو، وما تقوم به في عملية التمثيل الضوئي ودورها في إنتاج الأكسجين وسحب ثاني أكسيد الكربون، ناهيك عن أن فطرة البشرية تسعد برؤية جمال الطبيعة المتمثلة بأحد أركانها الأساسية والتي تشكلها هذه المسطحات الخضراء أينما وجدت، وهي بذلك وربما يتفق الجميع بأنها أحد أركان المدن العصرية، مضيفا أن الاستمرار في تجديد وتطوير الحدائق تعد أحد العناصر المهمة للبقاء، إلا أنه من المؤسف أن نرى مكانا طبيعيا خلابا يتوافد عليه الزوار والسائحون من كل صوب وحدب دون خدمات أو مرافق أساسية، وهو الحال بالنسبة للحدائق الجميلة التي أنشأت منذ فترة من الزمن وفي موقع مميزة ورقعات خضراء شاسعة، والتي بها الكثير من الذكريات الجميلة لدى أغلب الأسر ولكن دون أي تطوير منذ إنشائها وهي كما هي لم تتغير ولم تتطور.

وقد أعلنت بلدية مسقط في تصريح سابق عن فتح باب الاستثمار للراغبين في الاستثمار في الحدائق بـ 20% من مساحة الحديقة كحد أقصى، كما قامت البلدية مؤخرا بطرح 30 حديقة قيد الإنشاء لفتح المجال للمستثمر بالمشاركة بنفس النسبة المخصصة، وتأتي فكرة الاستثمار لتعزيز وتطوير الحدائق وتخفيف العبء عن البلدية، حيث إن أكبر التحديات التي تواجهها البلدية هي ديمومية الحدائق من ناحية الاعتناء بها وبعملية التشجير والري، ويشمل الاستثمار بناء الحديقة مع الاستمرار في الاعتناء بها، موضحة بأن فتح الباب للاستثمار يسهم في زيادة الأنشطة التجارية والترفيهية وتنوع الأنشطة والخدمات مما يسهم في زيادة أعداد زوار الحدائق، وبالتالي يتيح للمنطقة بأن تكون وجهة سياحة للقاطنين والزوار.