ملتقى المشاريع البحثية يستشرف مستقبل التعليم العابر للتخصصات

"عمان" انطلقت في جامعة السلطان قابوس صباح اليوم فعاليات النسخة الثانية من ملتقى المشاريع البحثية بمؤسسات التعليم العالي، تحت عنوان "تحولات تعليم STEAM في عصر الثورة الرقمية: ابتكار عابر للتخصصات وتمكين لمستقبل مستدام"، بتنظيم مشترك بين اللجنة العمانية للرياضيات والمجموعة البحثية للابتكار والتميز في تعليم وذلك برعاية المكرمة الدكتورة سناء بنت سبيل البلوشية، عضوة مجلس الدولة.

يأتي تنظيم الملتقى تأكيدًا على أهمية مواكبة التحولات الرقمية المتسارعة في تعليم STEAM، ودوره المحوري في إعادة بناء منظومات التعلم وتعزيز التكامل بين التخصصات، بما يسهم في تمكين المعلمين والطلبة من كفايات المستقبل، انسجامًا مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة وأهداف التنمية المستدامة. كما يشكّل الملتقى منصة علمية لتبادل الخبرات واستعراض التجارب البحثية والتطبيقية، ومناقشة الممارسات العالمية الحديثة وإمكانات توظيفها في السياقين المحلي والعربي.

وقال الدكتور محمد بن سعيد الغافري، عضو اللجنة العمانية للرياضيات: إن الاستثمار في التعليم يُعد ركيزة أساسية لبناء جيل قادر على التعامل مع التقنيات الحديثة والتحديات المرتبطة بها، مشيرًا إلى أهمية الارتقاء بالمنظومة التعليمية بما يضمن ملاءمتها لمقتضيات العصر، كما شدد على ضرورة دعم المشاريع البحثية النوعية التي تسهم بفاعلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزز دور التعليم في التنمية الوطنية الشاملة.

من جانبه، ألقى الدكتور محمد شحات كلمة المجموعة البحثية للابتكار والتميز في تعليم STEAM بقسم المناهج والتدريس بكلية التربية، أوضح فيها أن الملتقى ينطلق من قناعة راسخة بأهمية تعليم STEAM كمدخل استراتيجي لتطوير التعليم، من خلال الانتقال من التركيز على المحتوى إلى بناء القدرات، ومن التعليم القائم على التلقين إلى التعلم القائم على البحث والتصميم والابتكار وحل المشكلات الواقعية. وأشار إلى أن الملتقى يعكس وعيًا متزايدًا بضرورة مواكبة التحولات الرقمية، وما تفرضه من إعادة النظر في أدوار المعلم، وطبيعة المناهج، وبيئات التعلم.

وفي السياق ذاته، ألقت الدكتورة ماجدة بنت طالب الهنائية، رئيسة اللجنة العُمانية للرياضيات ورئيسة اللجنة المنظمة للملتقى، محاضرة بعنوان «خارطة الطريق لتنمية الموهوبين في سلطنة عمان»، استعرضت خلالها الوعي المتنامي بأهمية رعاية الموهوبين.

كما أوضحت أن جامعة السلطان قابوس أدارت المرحلة الأولى من البرنامج من خلال تشكيل فريق وطني يضم مختلف الجهات ذات العلاقة، قام بدراسة واقع الموهوبين وتحدياتهم عبر مراحل التعليم المدرسي والعالي، وصولًا إلى إدارة المواهب في سوق العمل، إلى جانب استعراض أفضل الممارسات الدولية في اكتشاف ورعاية المواهب وإدارتها.

كما تناولت المحاضرة أبرز الأدبيات العلمية المتعلقة بالمواهب من حيث المفاهيم والنماذج والمؤشرات التنافسية، إضافة إلى طرح مسارات مقترحة لصناعة المواهب في سلطنة عمان، واستعراض عدد من التجارب الدولية الناجحة والممارسات المحلية الداعمة، بما يسهم في بناء منظومة متكاملة لرعاية الموهوبين وتعظيم أثرهم في التنمية المستدامة واقتصاد المعرفة.