أجهزة الأكسجين تمثل أولوية للمصابين بفيروس كورونا
أجهزة الأكسجين تمثل أولوية للمصابين بفيروس كورونا
عمان اليوم

مصابون بـ(كوفيد-19) يكشفون عن تغير نظرتهم للفيروس بعد تعرضهم للإصابة

26 يوليو 2021
حذروا من الاستهتار بخطورته ودعوا إلى التعامل مع الاحترازات الصحية بجدية
26 يوليو 2021

الفيروس له مضاعفات كبيرة على جسم الإنسان ويسبب الوفاة

سعيد الشافعي: أعراضه كانت عبارة عن حمى وزكام وفقدان لحاسة الشم

ياسين المقبالي: كنت على علم بخطورته ولكني أجهل سرعة انتشاره

ريم الفارسية: تعرضت للعدوى أثناء وجودي في تجمع عائلي

بدور المقبالية: لم أكن أعلم شيئا عن الأعراض حتى أصبت بالمرض

صلاح النوفلي: تغيرت نظرتي تجاه كورونا بعد دخول والدي للعناية المركزة

طرأت تغيرات عديدة وممارسات مختلفة منذ بدء انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19) نهاية عام 2019 في جميع أنحاء العالم من الناحية الصحية والاحترازات بخلاف ما اعتاد عليه الناس في حياتهم الطبيعية، و هذه التغيرات والممارسات لم تلق قبولا واسعا خاصة في الأيام الأولى من انتشار الجائحة، حيث واجه الكثيرون صعوبات في تقبل ممارسة نمط حياة مختلفة تماما عن سابقاتها، كما شكلت ظروف مواجهة المرض تحديا كبيرا للحكومات في التعامل مع الوباء، وفقدت الكثير منها السيطرة عليه، إذ برز ذلك بصورة واضحة من خلال أعداد الإصابات والوفيات المرتفعة التي سجلت في فترات زمنية قياسية.

وفي السلطنة سجلت أول حالة إصابة بفيروس كورونا في الـ24 من فبراير من عام 2020، ومع تجاهل البعض للتعامل مع التعليمات والإجراءات الاحترازية المعلنة من قبل اللجنة العليا للتعامل مع تداعيات انتشار فيروس كورونا فقد تسبب ذلك في ارتفاع أعداد الإصابات بالمرض، والمؤكد أن هذا التجاهل في بداية الجائحة، لم يكن ناجما عن رغبة الناس في مخالفة القرارات، وإنما ناتج عن عدم إدراك لخطورة الفيروس، خصوصا أن المرض في بداياته كان مجهولا بالنسبة للكثيرين.

«عمان» قامت في هذه المساحة بإجراء استطلاع لنقل تجارب البعض مع المرض من مختلف النواحي ،طريقة الإصابة والأعراض المصاحبة للمرض، وتحدي عدوى الفيروس والنظرة التي تكونت لدى المصابين بعد التعرض للإصابة ، بالإضافة إلى رؤية هؤلاء بشأن النصائح المقدمة إزاء المرض للذين لم يصابوا به.

في البداية يقول سعيد بن خالد الشافعي: تعرضت لعدوى الفيروس نتيجة مخالطة لأحد أفراد العائلة دون علمه بإصابته، و الأعراض كانت عبارة عن حمى وزكام وفقدان لحاسة الشم.

وعن نظرته للفيروس قبل وبعد الإصابة به قال الشافعي: "لم أتوقع أنه يؤثر على المصاب بشكل كبير، ولم أتوقع خطورته بالدرجة التي ضج بها العالم، خصوصا أنني أصبت بعد 4 أشهر من تسجيل أول حالة في السلطنة -أي في بداياته-، كما أنني لم أكن متقيدا بالإجراءات الاحترازية كثيرا، ولكن بعد الإصابة تغيرت نظرتي تماما؛ نظرا للأعراض التي ظهرت عليَّ والتي كانت درجة قوتها فوق المتوسطة، وأصبحت أكثر التزاما وحرصا على التقيد بكل ما من شأنه أن يحميني من الإصابة به مرة أخرى".

الاستهتار ليس سببا !

من جانبه قال ياسين بن خميس المقبالي: "لم أصب بسبب استهتاري بالفيروس، ولكن كان نتيجة ذهابي لأحد المطاعم في الولاية، وكان العاملون به مصابين بالفيروس ولم أكن على علم بذلك".

وعن الأعراض ذكر أنها كانت عبارة عن حمى وبلاعيم خفيفة في البداية إلا أن آلام المعدة استمرت ثلاثة أيام متتالية وكانت شديدة وفقد حاستي الشم والتذوق لمدة يوم واحد فقط، ومن الأعراض التي ظهرت عليه أيضا الكحة وألم بين الأكتاف وصداع شديد، وقد استمرت أعراض الصداع والحمى والكحة لديه لمدة خمسة أيام.

وعن نظرته للفيروس قبل إصابته به وبعد الإصابة أكد المقبالي بقوله: "لم أكن مستهينا بالفيروس؛ لأنني على علم بخطورته، ولكن لم أنظر إليه بنظرة انتشاره السريع الذي هو عليه حتى تبين ذلك لي بعد إصابتي به".

نظرة مختلفة !

تحدثت بدور حمدان المقبالية عن كيفية إصابتها بالفيروس قائلة: "أصبت بفيروس كورونا نتيجة مخالطتي لمصابين دون علمهم، حيث كنت أرتاد إحدى الصالات الرياضية بشكل يومي، وقد انتقلت لي العدوى من بعض المشاركات دون علم الطرفين؛ بسبب أن الأعراض كانت غير واضحة على المصابات لأنها كانت في الأيام الأولى من إصابتهن، وقد تبينت إيجابية مسحتهن بعد عدة أيام من إجرائهن للفحص".

وأضافت: فيما يتعلق بالأعراض كانت في الأيام الأولى تأتي على هيئة كحة خفيفة مع ارتفاع في درجة الحرارة، وضيق في التنفس في فترات متقطعة، وكنت مستبعدة إصابتي بالفيروس، ولكن بعد أسبوع بدأت تظهر الأعراض الأخرى من ارتفاع في درجة الحرارة بشكل مستمر والكحة المصحوبة بألم في الصدر، واحتقان في الحلق، وزكام، وضيق في التنفس، ومشاكل أخرى في الجهاز التنفسي، وهذا ما دفعني للذهاب لأقرب مركز صحي وإجراء فحص كورونا، حيث تأكدت إصابتي".

وأكدت أن نظرتها للفيروس اختلفت قبل الإصابة وبعدها: "قبل إصابتي بالفيروس، كنت لا أعرف ماهية هذا المرض أو درجة خطورته وأعراضه وتأثيره ومضاعفاته وسرعة انتقاله، أيضا كنت أعتقد أن هذا الفيروس له أعراض محددة، لكن بعد الإصابة، اكتشفت أنه ينتقل بسرعة كبيرة بين الأشخاص، وعن طريق ملامسة الأسطح الملوثة، أيضا تبين لي أن للفيروس عدة أشكال وأعراض تختلف من شخص لآخر، كما تختلف شدة خطورته باختلاف نوعه، أصبحت أكثر حرصا ومعرفة بهذا الفيروس وأعراضه ومسبباته، وابتعدت عن أي تجمعات، ولا أخرج من المنزل إلا للضرورة القصوى".

سهل الانتقال !

وذكر المنذر بن أحمد المعمري أن الإصابة بالفيروس كانت بسبب مخالطته لأصدقائه الذين كانوا حاملين للفيروس دون التقيد التام بالإجراءات التي تحمي من الإصابة به، وفيما يتعلق بالأعراض قال المعمري: "ظهرت عليَّ أعراض الحمى والاحتقان وألم في المفاصل وفقدان حاستي الشم والتذوق".

وأضاف: "قبل الإصابة بالفيروس، كنت أظن نفسي بعيدا تمام البعد عنه؛ بسبب عدم معايشتي للمرض، بالرغم من ارتفاع الأعداد من حولي، وكان التزامي بسبب القوانين في المقام الأول ومن ثم المحافظة على الصحة؛ وذلك بسبب عدم خوض تجربة في المرض، ولكن بعد الإصابة تغيرت النظرة تماما، وعرفت أن المرض سهل الانتقال وصعب الشفاء منه بسبب المعاناة التي تصيب المريض بسبب المرض نفسه والعزلة عن المجتمع، كل هذا جعلني أعيد التفكير في الفيروس، وأتخذ كافة الاحتياطات اللازمة للوقاية منه، بغض النظر عن القوانين التي تضعها اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع الجائحة".

وذكرت مريم بنت محمد المقبالية أنها أصيبت بالفيروس نتيجة مخالطتها لشخص مصاب من عائلتها، مشيرة إلى أن أعراضه كانت عبارة عن حمى خفيفة وزكام مع فقدان حاستي الشم والتذوق، بالإضافة إلى صداع مستمر وألم في العظام.

وأضافت: "كنت اعتبر الفيروس قبل الإصابة به أنه فيروس عادي أعراضه خفيفة، ولكن تبين لي بعد الإصابة أنه أشد خطورة من الفيروسات الأخرى من خلال الأعراض التي صاحبت إصابتي به".

وقال عبد الملك بن خلفان اليحيائي: "تعرضت للإصابة عن طريق مخالطة فرد مصاب من العائلة بعد تجمع عائلي، حيث ظهرت الأعراض من حمى وصداع وضيق في التنفس وآلام في البطن والجهاز الهضمي".

وعن قناعته بالفيروس أوضح اليحيائي قائلا: "لم أكن أصدق أن الفيروس موجود، ولكن بعد الإصابة به، أيقنت بوجوده، وأصبحت حريصا على تجنب ما يسبب الإصابة به؛ لأنه فيروس متعب جدا لا يحس به سوى من أصيب به".

حذر مضاعف !

وأشارت ريم بنت عادل الفارسية إلى أن أعراض الفيروس بدأت تظهر عليها بعد 6 أيام من حضورها لأحد التجمعات العائلية، وأنهم لم يكونوا على علم بإصابة أحد الحاضرين، وهو كذلك لم يكن يشعر بأي أعراض توحي بأنه مصاب بالفيروس، ولكن تأكدت إصابته بعد عدة أيام من ذلك التجمع، فتوجهت لإجراء الفحص في اليوم الثاني من ظهور الأعراض عليها وكانت النتيجة إيجابية.

وعن الأعراض قالت الفارسية: "في اليوم الأول شعرت بزكام، ثم بدأ يزداد، وبعد يومين أحسست بشعور الاحتقان في الحنجرة، وكانت تزورني الحمى لفترة قصيرة خلال الليل، وفقدت حاسة التذوق والشم لمدة يومين فقط، فيما استمر الزكام لثمانية أيام وبعد مرور ١٠ أيام، بدأت الأعراض بالانحسار تدريجيا".

وذكرت فيما يتعلق عن نظرتها للفيروس: "في بداية انتشار الفيروس، كنت أرى أنه مجرد فيروس عادي كالفيروسات السابقة، ولكن بعد الانتشار الكبير والوفيات أيقنت أن الفيروس له تأثير كبير على جسم الإنسان ويسبب الوفاة في حالات كثيرة، لكن كنت أتجاهل بعض الإجراءات الاحترازية بعد إصابتي به، أصبحت أكثر حذرا من السابق، وصرت أتجنب الأماكن المزدحمة.

مرض يستوجب الحيطة !

وفي السياق ذاته، أوضح صلاح بن عبد الله النوفلي أن إصابته بالفيروس كانت نتيجة مخالطته لأخيه الذي كان مخالطا أيضا لشخص آخر مصاب في جهة العمل.

وذكر أن الأعراض التي صاحبت إصابته كانت خمولا في الجسم، وآلاما في العظام، بعد ذلك ظهرت عليه الآلام في الجهاز الهضمي وغثيان وتعب، واستمر ذلك لمدة 4 أيام.

وأوضح عن نظرته للفيروس قبل وبعد الإصابة به بقوله: "كنت مستهترا بالفيروس وغير مبالٍ به قبل الإصابة به، ولكن بعد الإصابة تغيرت نظرتي له تماما؛ خصوصا بعد دخول والدي للعناية المركزة".

كما ذكرت ريان بنت علي الجابرية أنها أصيبت بالفيروس بسبب مخالطتها لأحد أفراد عائلتها الذي كان حاملا للفيروس، وأشارت إلى أن أعراض الفيروس التي ظهرت عليها كانت صداعا وزكاما وضيق تنفس وحمى وفقدان حاستي التذوق والشم، وكانت درجة خطورتها عليها متوسطة إلى ما فوق المتوسطة، على الرغم من تلقيها لجرعتي اللقاح.

وعن نظرتها له قبل وبعد الإصابة قالت الجابرية: "قبل الإصابة، كنت أظن أن أعراضه عادية تمر مرور الكرام، لم أكن على علم بأنه متعب بدرجة كبيرة، ولكن بعد الإصابة رأيت أن الفيروس يستحق أخذ كل الحيطة والحذر، والأمر الذي أرى فيه بعض الناس مستهترين في الالتزام به للأسف، فيجب عليهم التقيد بالإجراءات الاحترازية التي تحفظهم من شر هذا الفيروس وأضراره التي من الممكن أن تضرهم أو تضر ذويهم -لا قدر الله- وبالتالي يعيشون في ندم وحسرة طوال حياتهم بسبب هذا الاستهتار".