عمان اليوم

قوى عاملة وافدة تتحايل لترويج التبغ بين المراهقين

27 يناير 2022
تقوم برمي الأكياس المملوءة بالتبغ في الطرقات والأحياء السكنية
27 يناير 2022

- أولياء الأمور يعبرون عن قلقهم ويطالبون بضرورة مراقبة هذه الظاهرة والتصدي لها

- أخصائي تربوي: ما زالت الظاهرة منتشرة بين الطلبة رغم تكثيف الأنشطة التوعوية لتوضيح مخاطر التدخين

التبغ وانتشاره بين طلبة المدارس والمراهقين والأطفال حديث متكرر لا ينفك التطرق إليه وكأنه خيط ممتد ليس له نهاية، إلا أن ما أصبح مقلقا هو ظهور طرق تحايل جديدة لنشره بين هذه الفئات العمرية يجب التصدي لها، فهناك بعض القوى العاملة الوافدة تقوم برمي الأكياس المملوءة بالتبغ في الطرقات والأحياء السكنية لاستهداف المراهقين والأطفال ودفع فضولهم لفتح هذا السم الموجود فيها، فما أن تمشي في طريق إلا وتجد كميات قد رميت وغلفت بطريقة محكمة كي لا تتلف، ينتشرون بين البيوت والمحلات واضعين كميات من التبغ غير المدخن في أكياس بلاستيكية ورميها عشوائيا في أماكن متفرقة وخصوصا عند أماكن وقوف الحافلات المدرسية لنشره بين الطلاب. وما أن يدمن الشباب عليه حتى يبدأ في البحث عن المزيد منه والبحث عن مصادره.

قلق أولياء الأمور

هلال المعمري عبر عن قلقه الشديد على أبنائه حيث إنهم يوميا يلعبون خارجا وقد جاء أحدهم حاملا هذه الكيس وبه كمية وفيرة من التبغ. يقول: ابني قام بفتحه أولا ليرى الموجود فيه وقد زاد من قلقي أنه تذوق شيئا قليلا منه وشعر بالانزعاج، ومنعت أولادي من اللعب خارج سور البيت خوفا عليهم. مناشداً بضرورة مراقبة هذه الظاهرة والتصدي لها.

ويقول المعتز المزورعي: لاحظت تغييرات عديدة على ابني ذي الـ 12 سنة منها عصبيته الشديدة وانعزاله عنا وبدأت في مراقبته والتقرب منه وقد اكتشفت أنه يستخدم التبغ وعندما تكلمت معه أخبرني أن أحد أصدقائه قد أعطاه كمية منه وجدها بالقرب من موقف حافلة المدرسة ومن باب الفضول بدأ بتجربته ويوما بعد يوم يزيد إدمانه عليه. وأوضح المزروعي أنه سعيد لأنه انتبه لابنه في الوقت المناسب وقام بإبعاده عن هذه السموم المدمرة للصحة والمجتمع.

رقية المقبالية تحدثت: نذهب أنا وأطفالي يوميا للمشي وقد بدأت بملاحظة هذه الأكياس وكثرة وجودها بين الأزقة السكنية وملاعب الأطفال، وقام أحدهم بفتحها والتعرف عليها وأن زملاءه في المدرسة يستخدمونها ويتفاخرون بها باعتبارها موضة العصر وتظهر رجولتهم على حد تعبيرهم.

رأي تربوي

الأستاذ عبدالله الحراصي أخصائي اجتماعي بإحدى مدارس السيب قال: في السنوات الأخيرة بدأت تنتشر بين طلبة المدارس العديد من الظواهر الخطيرة التي تؤثر على الطالب صحيا ودراسيا ومن هذه الظواهر ظاهرة التدخين بمختلف أنواعه ومن أكثرها استخدام التبغ لسهولة الحصول عليه من العاملة الوافدة وأيضا لقلة سعره بالنسبة لطلبة المدارس، والذي ساعد على انتشاره هو حب تقليد أصدقاء السوء وحب التجربة ومن ثم الاستمرار عليه والإدمان. وأضاف من خلال وجودي في المدرسة اتضح أن أغلب الفئة العمرية من الصف الثامن وما فوق هم الفئة الأكثر التي تنتشر بينهم عادة التدخين بمختلف أنواعه وما زالت هذه الظاهرة منتشرة بين الطلبة بالرغم من تكثيف الوزارة وإدارات المدارس والأخصائيين الاجتماعيين أنشطتهم التوجيهية والتوعوية للطلبة لتوضيح مخاطر التدخين، إلا أنه لابد من تكاثف كافة الجهات المسؤولة لمتابعة الأسواق ومراقبة القوى العاملة الوافدة التي تروج لهذه المادة.

رأي طبي

الدكتور هيثم بن كهلان البرواني طبيب جراحة الفم والأسنان تحدث قائلا: هناك أنواع كثيرة من التبغ منها التبغ غير المدخن الذي يعتقد الكثير من الناس أنه أكثر أمانا من التدخين وهذا غير صحيح، فالتبغ بكافة أنواعه يحمل مخاطر كثيرة على صحة الإنسان بشكل عام وعلى صحة الفم والأسنان. فعواقب هذه العادة كثيرة منها تسبب تبقعات في الأسنان، وأمراض والتهابات اللثة التي بدورها تؤدي إلى انحسار اللثة والعظم مؤدية إلى تخلخل الأسنان وفقدانها وأيضا خروج رائحة كريهة من الفم.

وأضاف الدكتور: الكل يعلم أن التدخين والتبغ بكافة أنواعه من العوامل المسببة لسرطان الرئة ولكن البعض يغفل أن الفم واللثة والشفتين واللسان معرضة مباشرة للمواد الكيميائية والمسرطنة الموجودة في التبغ مؤدية إلى سرطان الفم. بالإضافة إلى ذلك فالأشخاص الذين يستخدمون التبغ قد لا يعلمون أنهم مصابون بسرطان الفم وخاصة إذا كان في مراحله الأولى قد يكون غير مؤلم فلا يجذب اهتمام المريض. وختم الدكتور حديثه: لذلك نحن دائما ننصح بمراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري للتشخيص المبكر للأمراض والإقلاع عن استخدام التبغ بكافة أنواعه، واستشارة الطبيب العام عن الطرق البديلة أو العلاجية للإقلاع عن التدخين والتبغ بكافة أنواعه والتركيز على ممارسة اللياقة البدنية وتمارين الاسترخاء لحياة صحية أفضل.

وفي تقرير نشرته هيئة حماية المستهلك تصدر التبغ الممضوغ الرقم الأعلى لإحصائية الهيئة بواقع مليون مخالفة وضبطية حتى بداية سبتمبر 2021، ومن هنا يجب أن تقف السلطات جنبا إلى جنب للتصدي لهذه الآفة المدمرة للشباب والمجتمع والتي تؤدي إلى مشاكل أكبر مستقبلا، منها زعزعة الاستقرار الأسري وبوابة عبور لآفة أكبر وهي المخدرات.