No Image
عمان اليوم

في العيد .. العمانيون يبرزون مظاهر الفرح والتمسك بالقيم والعادات السمحة

09 أبريل 2024
أجواء من الألفة والمحبة وصلة الأرحام
09 أبريل 2024

تحتفل سلطنة عُمان غداً بأول أيام عيد الفطر السعيد لعام 1445هـ، حيث يخرج المصلون في صبيحة العيد إلى الجوامع والمساجد والمصليات لتأدية صلاة العيد، مسبحين وشاكرين الله على أن منّ عليهم بإتمام صيام الشهر الفضيل، شهر الرحمة والعتق من النار، سائلين الله أن يتقبل صيامهم وصالحات أعمالهم، وأن يعمّ السلام العالم.

ويتوجه الرجال والصبية إلى المصليات لتأدية صلاة العيد وهم يلبسون الملابس الجديدة، ومرتدين أفضل ما لديهم من ملابس، متجملين بالخنجر العماني، حاملين أسلحة تقليدية، فرحين مستبشرين ببهجة العيد، فيما تتجهز النساء والفتيات لعودة الرجال والأبناء من أداء الصلاة، لتبادل التهاني وإعداد أفضل الوجبات ابتهاجا بالعيد السعيد.

وبحلول صبيحة يوم العيد، يكون الأهالي قد أكملوا كافة استعداداتهم للعيد، من خلال التبضع من الأسواق والهبطات التي سبقت أيام العيد، بشراء ما يحتاجونه من مستلزمات، للمأكل والملبس، والحلي التي تتزين بها الفتيات والنساء، والصغار.

وتتجلى في أول أيام عيد الفطر السعيد مظاهر الفرحة، والتمسك بالقيم الدينية والعادات والتقاليد السمحة، حيث يحرص العمانيون والمقيمون على صلة الأرحام وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب، وزيارة المرضى وكبار السن من ذوي القربى والمعارف.

ويتجمع المواطنون في المجالس الكبيرة (السبل)، لتبادل التهاني وشرب القهوة وتناول وجبات العيد، مثل العرسيّة والحلوى العمانية، وغيرها من الأصناف التي تشتهر بها الولايات والمحافظات.

وتختلف العادات والتقاليد بين ولاية وأخرى، ففي بعض الولايات، يتناول الأهالي وجبة العرسية بعد صلاة الفجر مباشرة، وقبل التوجه لصلاة العيد، فيما يتناولها البعض الآخر بعد العودة من الصلاة، حيث تعد (العرسية) من أشهر الوجبات التي يحرص العمانيون على وجودها فوق مائدة العيد.

وتقام بعدد من الولايات عرضة الهجن والخيل، احتفالا بالعيد، حيث يتجمع الأهالي في ميدان سباق العرضة بالولاية، وهم يمتطون الهجن العمانية الأصيلة والخيول العربية الأصيلة، وهي في كامل زينتها، ويدخلون في صفوف ومجموعات إلى ساحة الميدان مردّدين فنون الهجن والخيل، مثل التغرود والونة وغيرها من الفنون التقليدية.

بعد ذلك يتسابق كل اثنين مع بعضهما البعض، في مشهد تراثي يحرص العمانيون على تجسيده في العيد، حيث يستمتع الأهالي الكبار والصغار بمشاهدة ركض العرضة، وهم يعيشون غمرة الاحتفالات بالعيد.

وخلال أيام العيد، يحتفل الأهالي بعدد من الفنون التقليدية، حيث يقام فن الرزحة والهبوت والعازي والندبة وغيرها من الفنون التي يؤديها الرجال وتشتهر بها كل ولاية، إضافة إلى فنون خاصة بالأطفال، واحتفالات بالعيود تقام في ساحات وأسواق الولايات.

ويتخلل الاحتفالات، إعداد الوجبات الخاصة بالعيد، مثل الشواء والمضبي والمشاكيك وغيرها من الأصناف التي تختلف من ولاية إلى أخرى، حيث يحرص الأهالي على تناول هذه الوجبات بشكل جماعي مع الأهل، ويتم توزيع بعض منها على الأقارب والجيران، في مشهد يجسد التكافل بين أفراد المجتمع.

كما تفتح المتنزهات والحدائق والمزارات السياحية والمتاحف أبوابها أمام الجمهور خلال إجازة العيد، حيث تتجه العائلات خاصة المقيمين إلى المتنزهات والشواطئ برفقة أسرهم لقضاء أوقات أسرية جميلة .

ويحرص الأهالي على متابعة الفعاليات والمناشط التي تشهدها الولايات خلال أيام العيد، حيث تقام فعاليات العيد وبعض المناشط في المراكز التجارية والأسواق والمتنزهات.

وقال ربيع بن عبدالله السيابي: نقضي أول يوم عيد بتناول وجبة العرسية في الصباح ثم التوجه لصلاة العيد، بعدها إلى زيارة الأرحام وكبار السن والمرضى من الأهالي.

وأضاف السيابي: بعد ذلك نجتمع مع الأسرة في المنزل ونقوم باستقبال الأهل ومن يرغب بزيارتنا، لغاية المساء، كما نفتح أبواب منازلنا لتوزيع العيدية على الأطفال وإدخال البهجة في نفوسهم.

من جانبه قال خميس بن عبيد القمشوعي: إن العيد فرحة وبهجة، فيه تتسامح النفوس ويحرص الجميع على بدء صفحة جديدة، حيث يتبادلون التهاني والتبريكات، ويخرجون إلى زيارة بعضهم البعض.

وأضاف: نقوم بإعداد بعض المأكولات الخاصة بالعيد بعد الذبح، مثل المشاكيك والشواء، ونحرص على توزيع جزء منها للأهل والأقارب والجيران، وهم كذلك يبادلونا هذه العادة. وقال عبيد بن سليم القاسمي: نقضي أيام العيد في التنقل والزيارات ونقوم بإعداد برنامج زمني قبل العيد، بحيث تشمل الزيارات جميع الأهل والأقارب، وبذلك نجد فرصة للقاء الأهل، والجلوس معهم لأوقات طويلة والتعرف على أوضاعهم عن قرب.