No Image
عمان اليوم

غداً غرة ذي الحجة.. والسبت أول أيام عيد الأضحى المبارك

29 يونيو 2022
المفتي العام: عندما تأتلف الأمة تقود غيرها إلى الخير والألفة وتقضي على الفتن
29 يونيو 2022

أعلنت اللجنة الرئيسية لاستطلاع رؤية هلال شهر ذي الحجة لهذا العام 1443 هـ ثبوت رؤية الهلال وعليه يكون اليوم الخميس هو غرة شهر ذي الحجة لعام 1443 هـ. ويكون أول أيام عيد الأضحى المبارك هو يوم السبت بتاريخ 10 ذي الحجة لعام 1443 هـ الموافق 9 يوليو 2022م.

وحسب ما وضحته التقارير الفلكية التي أجريت من قبل دائرة الشؤون الفلكية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية كان القمر في مرحلة الاقتران يوم الأربعاء عند الساعة ٦:٥٢ صباحًا بالتوقيت المحلي لسلطنة عُمان، وغربت الشمس عند الساعة ٦:٥٨ مساءً، ونزل القمر عند الساعة ٧:٢٧ مساءً، أي أن القمر نزل بعد غروب الشمس بحوالي ٣٠ دقيقة، ويبعد عن الشمس بمقدار ٦ درجات، وعلى ارتفاع عن الأفق الغربي بمقدار ٦ درجات، وشدة إضاءته بلغت ٠,٣٥%، وكانت الشمس والقمر في برج الجوزاء منزلة الهنعة.

وعقدت اللجنة اجتماعها برئاسة معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وعضوية سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان وسعادة المهندس خالد بن هلال البوسعيدي وكيل وزارة الداخلية وسعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب المفتي العام لسلطنة عمان وفضيلة الشيخ محمد بن سالم الأخزمي قاضي المحكمة العليا وفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالستار الكمالي رئيس محكمة الاستئناف بمحافظة مسندم وفضيلة الشيخ محمد بن سالم النهدي قاضي محكمة الاستئناف بمحكمة مسقط وذلك لتلقي ما يرد إليها من بلاغات عن رؤية الهلال لتحديد بداية شهر ذي الحجة لهذا العام 1443هـ.

وبهذه المناسبة الكريمة العطرة رفعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية خالص التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - ضارعين إلى المولى - جلَّ جلاله - أن يُعيده عليه مرات عديدة وأزمنة مديدة وهو ينعم بالصحة والعافية والعمر المديد، وعلى عُمان الطيبة بالرفعة والعزة، وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وكل عام والجميع بخير.

وألقى سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان كلمة بهذه المناسبة هنأ فيها المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم بأحر التهاني وأبركها سائلا الله تعالى أن يطيل عمره في الخير، وأن يوفقه للإنجازات التي تلي الإنجازات لصالح هذا البلد، ولصالح الأمة الإسلامية جميعا، ولصالح البشرية، إنه تعالى على كل شيء قدير وبالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير.

وقال «إني لأذكر إخواني المسلمين بهذه المناسبة الطيبة لما في هذه الأيام المباركة من فضل عظيم عند الله سبحانه وتعالى، حسبنا أن الله سبحانه جعلها موسما لعبادة مقدسة هي من أجل العبادات وأعظمها وأكثرها نفعا لأنها تجمع الشتيت من الناس الذين يفدون إلى العراص الطاهرة إلى بيت الله المحرم، وللمشاعر العظام في هذه الأيام ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام وهو ركن الحج، وفي هذا الاجتماع الذي يجمع هذه الأمة بشتى أطرافها من كل بقعة يوجد بها مسلمون، هذه فرصة من أحسن الفرص لتدارس الأمة مشكلاتها وسعيها إلى رأب صدعها، وجمع كلمتها وتأليف قلوبها».

وأضاف: «كما يجدر لهذه الأمة أن تلتقي على كلمة سواء تقوم جميعا بأمر الله تعالى تضطلع بأمانته وتجمع شتاتها على ما يحبه الله ويرضاه، فإن الله لا يحب لهذه الأمة الفرقة والشتات وإنما يحب لها الألفة والمودة والحنان، فهو القائل في محكم كتابه: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» وكما دعا إلى عقيدة الإسلام، دعا إلى الألفة إلى ما بين الأمة ودعاها إلى أن تجتمع على كلمة سواء، وأن تعتصم جميعا بحبل الله سبحانه، وأن يزول بينها كل خلاف وكل فرقة وكل ما يؤدي إلى ضعف هذه الأمة وهوانها، فإن الاجتماع خير ورحمة، والتفرق هو عذاب وشر وبيل أصيبت به هذه الأمة بسبب أنها سعت إلى مناحي متعددة كل فرقة تأم ناحية من غير أن تفكر في اجتماعها بسائر الفرق وسائر الأمة الإسلامية التي أمر الله سبحانه وتعالى باتحادها كما أمرها بعبادته، حيث قال سبحانه: « إِنَّ هَذهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ» وكذلك أمرها بالاتحاد والتقوى، إذ قال«وَإِنَّ هَذهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ» فلذلك على كل فرد من أفراد هذه الأمة أن يراجع حسابه وأن يرجع إلى الله ويقلب صفحته من الشر إلى الخير، ومن الفرقة إلى الاجتماع الألفة، والله تعالى نسأله أن يجمع هذا الشتات على ما يحبه ويرضاه، وأن يقضي على جميع الفتن.

وأكد سماحته أن: «هذه الأمة عندما تأتلف يمكنها أن تقود الأمم إلى الخير والألفة، وأن تقضي على الفتن التي تحفر هنا وهناك بين سكان الأرض، وتنعكس آثارها السلبية على الناس جميعا، فيظهر أثرها في كل شيء، «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» فعلى الإنسانية أن ترجع إلى الله، وتحاول أن تأتلف في ما بينها، وأن تقضي على هذه الفتن في مهدها، وأن تسعى دائما إلى أن يكون هذا العالم الذي جعل الله سبحانه وتعالى التواصل فيه أمر ميسرا أن يكون هذا العالم عالم سلام وألفة مودة، وكل عام والجميع بخير.