2039922_201
2039922_201
عمان اليوم

سلطنة عمان ومصر.. علاقات تاريخية راسخة وآفاق جديدة للتعاون المشترك

26 يونيو 2022
يسعى البلدان إلى تحقيق العديد من الرؤى والخطط الطموحة
26 يونيو 2022

تربط سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية علاقات تاريخية ضاربة في القدم، وثّقته الأدلة قبل ما يقارب 3500 سنة قبل الميلاد، وتشهد تطورًا مستمرًا ، بفضل حرص قيادتي البلدين على تعزيزمجالات التعاون الثنائي والعمل المشترك بما يحقق المصالح المشتركة وتطلعات الشعبين الشقيقين .

فالسلطنة تعتبر مصر حاضنة العرب والمدافعة عن قضاياها، والمركز الذي تنطلق من فضاءاته الأمة العربية الى آفاق المستقبل والسؤدد ، في المقابل ترى جمهورية مصر العربية في سلطنة عمان، الشقيق المساند والداعم بسياستها الحكيمة التي أصبحت قبلة ومنارة وضوء أملٍ للفرقاء ، ووسيطا موثقا به لحل الأزمات التي تعصف بالمنطقة ،وسجلت السلطنة مواقف إيجابية إزاء عددٍ من القضايا الداعمة لمصر من بينها مفاوضات سد النهضة، والتي أكّدت فيها وجوب التوصل إلى اتفاق يُلبّي مصالح جميع دول الأطراف، بالإضافة إلى توافق الرؤى السياسية بين البلدين في عدد من القضايا الإقليمية والدولية بفضل الانسجام والتشاور والتفاهم والتنسيق والتعاون المشترك .

الزيارات المتبادلة

وساهمت الزيارة الأولى لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عُمان في فبراير 2018م، في تعزيز العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين الشقيقين والتعاون المُثمر بينهما.

وأثمرت الجهود المبذولة من قِبل اللجنة العُمانية المصرية المشتركة خلال الفترة الماضية، التوقيع على عددٍ من مذكرات التفاهم وبرامج التعاون الثُنائية في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي من شأنها فتح آفاق نوعية جديدة للتعاون بين البلدين الشقيقين.

وتشهد العلاقات العمانية المصرية بفضل الرعاية السامية من لدن صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه ، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي

إنطلاقة جديدة نحو آفاق أرحب للتعاون الأخوي المشترك على مختلف الأصعدة .

وتوطيدًا لهذه للعلاقات الأخوية الراسخة بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية، ودعمًا لأوجه التعاون الثنائي القائمة بينهما، وانطلاقًا من حرص قيادتي البلدين على كلّ ما من شأنه تعزيزها وتطويرها نحو آفاق أرحب يقوم اليوم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بزيارة رسمية لسلطنة عُمان تستغرق يومين ، وسيتم خلال هذه الزيارة بحث عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، وخدمة لمصالح البلدين الشقيقين وبما يحقق تطلعات وآمال شعبيهما، إضافة إلى بحث عدد من الموضوعات التي تهمّ الجانبين في ضوء المُستجدات الإقليمية والدولية.

وتسعى سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية من خلال المباحثات التي سيُجريها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظه الله ورعاه - وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية اليوم في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها فخامته إلى سلطنة عُمان، إلى توثيق هذه العلاقات النموذجية والمُضي بها إلى آفاق أرحب وأوسع.

ويقوم الجانبان العُماني والمصري بجهود حثيثة ومستمرة لتقوية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بما يخدم المصالح المشتركة ورفع حجم التبادل التجاري بينهما من خلال دور الغرف التجارية ومجلس رجال الأعمال العُماني المصري لاستشراف فرص التعاون المُتاحة في المجالات التي يتمتع بها البلدان بميزة نسبية كالسياحة والإنشاءات والتعدين وغيرها من القطاعات الواعدة.

ويتوقع أن تُركز زيارة فخامة الرئيس المصري لسلطنة عُمان على الشقّ الاقتصادي للبلدين بما يتناسب مع الرؤى والخطط الطموحة التي يسعيان إلى تحقيقها، مشيرًا إلى أن السلطنة تحظى بميزات استثمارية كبيرة خاصة في القطاعات السياحية والصناعية والثروة السمكية والتعدين وغيرها.

وتشهد الحركة الجوية بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية نموًّا مستمرًا سواء في أعداد الرحلات أو شركات الطيران الجديدة التي سيَّرت رحلاتها بين مختلف مطارات البلدين خلال الفترة الماضية نظرًا للطلب المتزايد للسفر بين البلدين للسياحة والعمل.

وقد بلغ معدل الرحلات الجوية الحالية بين البلدين حوالي 17 رحلة أسبوعية، تتمثل في عدة رحلات أسبوعية بين مسقط والقاهرة يسيّرها الطيران العُماني -الناقل الوطني لسلطنة عُمان- وأخرى عبر الرمز المشترك مع الخطوط الجوية المصرية، و3 رحلات أسبوعية تسيّرها "العربية للطيران مصر"، فيما يُسيّر طيران السلام رحلتين أسبوعيًّا بين مسقط والإسكندرية.

وفي القطاع اللوجستي ترتبط الموانئ العُمانية بخطوط ملاحية مباشرة مع الموانئ المصرية بمعدل 4 رحلات أسبوعية بين ميناء صلالة وميناءي بورسعيد ودمياط، مما يُسهم في تعزيز التصدير والاستيراد المباشر بين البلدين الشقيقين للسلع والبضائع وتوفير أفضل الخيارات للتجّار والمستوردين من بلد المنشأ والاستفادة من خطوط الشحن الدولية المباشرة إلى كلا البلدين.

أدوار إيجابية

وتتشارك سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية في لعب الأدوار الإيجابية في حلحلة القضايا الإقليمية الشائكة في المنطقة وترسيخ مبدأ الحوار لحل الخلافات بين الدول، والدعم الدائم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وهي الأدوار التي ينبغي أن يعلو صوتها في سماء المنطقة العربية التي تعصف بها الأزمات من كل جانب، بداية بالقضية المركزية للامة العربية "فلسطين"، مرورا بالحرب في سوريا واليمن، إلى المشاكل السياسية في ليبيا والسودان، والأوضاع المرتبكة في العديد من البلدان العربية، كما لا ننسى الخلافات العربية العربية، والخلافات العربية الإقليمية أيضا، وبالتحديد مع ايران وتركيا، دون أن نغض الطرف عن الساحة الدولية المتلهبة أساسا، بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية التي خلفها وباء كوفيد، والحرب في اوكرانيا وصراع النفوذ الصيني الأمريكي في شرق آسيا، وانعكاساتها على المنطقة، وهو ما يتوجب على الدول العربية التكاتف والتعاون وتوحيد الصف والكلمة ونبذ الخلافات وحلها بطرق الحوار البناءة التي تخدم كل الأطراف، وتوجيه البوصلة لإنهاء الأزمات التي تعاني منها منطقتنا العربية بتعاون جميع الدول، الأمر الذي يجعل المنطقة بعيدة عن التجاذبات الدولية، وسياسية الاستقطاب، التي تتبناه الدول الكبرى، والتي لا تخدم دول المنطقة ولا شعوبها، بل ستدخلها في ويلات الصرعات الدولية.

ومن هذا المنطلق، فإن سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية، لن تدخرا جهدا في سبيل تحقيق هذا المبدأ والمساعدة في ترسيخ قيم السلام والحوار والتعاون في المنطقة .