تصوير: عبدالواحد الحمداني
تصوير: عبدالواحد الحمداني
عمان اليوم

سلطنة عمان ومصر .. دور محوري في استقرار المنطقة

26 يونيو 2022
خبراء وسياسيون يؤكدون تطابق مواقف البلدين في العديد من القضايا
26 يونيو 2022

تمتلك سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية رصيدا من العلاقات الضاربة في عمق التاريخ ، مما يدعم بشكل قوي قيام شراكات مستقبلية في مختلف المجالات الاستثمارية والسياسية والثقافية والاجتماعية، وكانت مصر، وما زالت، دولة أساسية في مسيرة التكامل العربي وهذه النظرة راسخة في يقين السياسة العمانية التي تنظر لمصرعلى الدوام كونها مركز ثقل الأمة العربية .

وأكد خبراء وسياسيون استطلعت "عمان" آراءهم حول أهمية العلاقات العمانية ـ المصرية في دعم السلام والاستقرار في المنطقة مؤكدين أهمية زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى بلده الثاني سلطنة عمان وأن لقاءه بأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه - يأتي للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين والرغبة في الدفع بها نحو آفاق أرحب.

تنسيق مشترك

وقال المكرم الدكتور علي بن أحمد العيسائي، عضو مجلس الدولة، وسفير سلطنة عمان السابق لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية: يحل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصرالعربية ضيفا عزيرا على سلطنة عمان وعلى أخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في أول زيارة لفخامته إلى سلطنة عمان منذ تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ أبقاه الله ـ مقاليد الحكم في البلاد، وتأتي زيارة فخامته بعد أكثر من 4 سنوات من زيارته السابقة التي كانت في فبراير 2018.

وأشار إلى أن الزيارة ستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والإعلامية وغيرها كما ستؤدي زيارة فخامة الرئيس المصري إلى تنسيق مشترك لمواقف البلدين تجاه قضايا المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن زيارة فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عمان تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تحركات سياسية وتغيرات استراتيجية كبيرة، تتطلب التنسيق بين الدول العربية على كافة المستويات لمواجهة التحديات المقبلة، وكما كان دائماً فإن العلاقات العمانية ـ المصرية هي علاقات أخوية متينة وتتسم بمواقف سياسية متقاربة تجاه القضايا المختلفة وتتبنى الدولتان سياسة تدعو إلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة والعالم وحل المشاكل والخلافات بالطرق والسلمية وهو الموقف العماني دائماً في مثل هذه القضايا.

وأكد أن هناك العديد من القضايا ستكون محل الحديث والتشاور بين القيادتين وأهمها الملف اليمني وتحويل الهدنة بين الأطراف اليمنية إلى هدنة دائمة ودعم الجهود الإقليمية والدولية لما يخدم مصلحة الشعب اليمني الشقيق، وزيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة وتنسيق المواقف حول اجتماع القمة المقرر الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية مصر العربية والعراق والأردن، بالإضافة إلى تبادل الآراء والتنسيق حيال مختلف قضايا منطقتنا والعالم، وزيارة فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عمان تصب في تعزيز التشاور ما بين القيادتين العمانية والمصرية، ولسلطنة عمان دور محوري في حل مثل هذه القضايا لما تتسم به السياسة الخارجية العمانية من الدعوة إلى حل الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية.

مواقف طيبة

وقال المفكر السياسي الدكتور مصطفي الفقي: إن العلاقات العمانية ـ المصرية تذهب بعيداً في العلاقات بين الدول العربية المختلفة، لأن سلطنة عمان ومصر دولتان بنيتا على حضارة قديمة، كما أن لسلطنة عمان مواقف داعمة لجمهورية مصر العربية، وقد رفض المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ قطع العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية مصر العربية وأبقى عليها بعد اتفاقية كامب ديفيد وقال ـ طيب الله ثراه "إن هذا خيار وطني يتصل بالسيادة لكل دولة ولا يمكن أن تعاقب مصر بعد كل التضحيات التي قدمتها من أجل القضية الفلسطينية" وكان موقفه البارز حدثاً لا تنساه الذاكرة المصرية على الاطلاق .

ويمضي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالسياسة الخارجية العمانية بنفس المبادئ ولذلك نحن نطمئن على منطقة الخليج العربية بوجود العقل العماني وقدرته على حل المشكلات وفهمها والبعد عن الصدامات بغير مبرر.

وأشار إلى أن العلاقات العمانية ـ المصرية تدعم السلام والاستقرار في المنطقة من خلال فتح قنوات للاتصال الدائم على سبيل المثال سلطنة عمان لديها علاقات طيبة مع كل دول الجوار خليجياً ومع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الهند، وعلاقات طيبة مع جميع الدول العربية ما يعطي سلطنة عمان دوراً ريادياً في حل الخلافات والوصول إلى التسويات، وهو العقل الراجح للمنطقة أمام الأزمات .

وأكد أن زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عمان هي الأولى منذ تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحكم وتعد الزيارة نقطة تحول في دعم العلاقات بين البلدين سياسياً واقتصادياً وثقافياً ونعول كثيراً على نتائج هذه الزيارة في خلق جسور للتعاون بين الدول العربية الشقيقة.

عمق العلاقات

وقال عوض بن سعيد باقوير، صحفي وكاتب سياسي: تعد العلاقات العمانية ـ المصرية من العلاقات التاريخية التي تعود إلى قرون من خلال التواصل الحضاري بين العمانيين والأسر الفرعونية ودور اللبان كسلعة استراتيجية لعبت دوراً كبيراً في تقوية أواصر التعاون واستمرت العلاقات الدبلوماسية في العصر الحديث بين القاهرة ومسقط مميزة في كل المجالات ولا يزال الشعب المصري الشقيق يذكر بكل اعتزاز ومحبة الموقف السياسي العماني المشهود في الوقوف والتضامن مع الشقيقة مصر خلال عملية السلام بين مصر وإسرائيل .. كما أن العلاقات التعليمية وفي مجال التنسيق السياسي متواصلة في ظل الدور المحوري للبلدين الشقيقين في ظل الجامعة العربية وعلى صعيد المواقف السياسية ومن هنا فإن زيارة فخامة الرئيس المصري لسلطنة عمان ولقاءه الأخوي بجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ تأتي في إطار تميز تلك العلاقات التاريخية ومن خلال تعزيز أواصر تلك العلاقات في عدد من المجالات الاقتصادية والسياسية.

وأضاف: لا شك أن تواصل اللقاءات بين القيادات العربية تعد على جانب من الأهمية في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية ومن هنا فإن زيارة فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لسلطنة عمان واللقاء مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ سوف يكون لها تأثير ايجابي .. كما أن سلطنة عمان أصبحت محطة هامة في إطار دورها المحوري الدبلوماسي في قضايا المنطقة وعلى ضوء ذلك فإن الجميع وخاصة الشعبين الشقيقين العماني والمصري يتطلعون إلى هذه الزيارة المهمة وفي ظل أواصر المحبة والتعاون والاحترام المتبادل بين الشعب العماني والشعب المصري .. كما أن مجالات التعاون سوف تتعزز خاصة وأن الشقيقة مصر لها دور كبير في المنطقة العربية ومثل هذه الزيارات تعزز من دفع العلاقات العمانية ـ المصرية إلى الإمام.

المتانة والاستقرار

وقال حسين عبدالغني، كاتب وصحفي مصري: إن العلاقات العمانية المصرية تتسم بسمتين أساسيتين هما المتانة والاستقرار، فمنذ الزيارة التي قام بها المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ إلى مصر بعد فترة قصيرة من قيام النهضة المباركة اتخذت العلاقات منحى صاعدا باستمرار، وهو ما دعمه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ توليه الحكم وتعهده باستمرار تقاليد السياسة العمانية والصداقة مع دول المنطقة والعالم، وقد ساعد على ذلك النضج المتواصل في العلاقات بين مسقط والقاهرة تقارب مواقف السياسة الخارجية لكلا البلدين من القضايا الاقليمية والدولية وتقدير سلطنة عمان لدور جمهورية مصر العربية الرائد في أمتها العربية وتقدير مصر للدور الحكيم والعاقل الذي تلعبه سلطنة عمان في حل النزاعات سلميا وتجنب التدخل في الشؤون والصراعات الداخلية لأي بلد آخر.

وأشار إلى أن سلطنة عمان تلعب دورا في تعزيز التقارب بين دول المنطقة وهو دور مشهود ومستمر منذ عام 1970 وحتى الآن فقد رفضت سلطنة عمان انقسام العالم وانعزال مصر عنه فقاومت أي قطع للعلاقات مع مصر بعد كامب ديفيد ولعبت دورا محمودا في عودة مصر للجامعة العربية من جديد .. كما لعبت أدوراً عظيمة في حل التوترات في منطقة الخليج وتهدئة الخلافات بين ضفتيه العربية والفارسية واحتفظت باستمرار بعلاقات متوازنة مع إيران ومع شقيقاتها العربيات في مجلس التعاون الخليجي وساهمت في حل قضايا إنسانية وسياسية عديدة في اليمن وغيرها من مناطق الأزمات ولعبت أخيرا دورا بارزا أشاد به المجتمع الدولي في وقف الحرب في اليمن والتوصل للهدنة الراهنة التي خففت قليلا من مأساة الشعب اليمني العريق والشقيق.

وأوضح أن زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى بلده الثاني سلطنة عمان ولقائه بأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظهما الله ـ ستبنى على الأساس المتين والمستقر لهذه العلاقات، وتتصف الزيارة بأهمية قصوى في ظل تداعيات الحرب الأوكرانية ـ الروسية الاقتصادية والجيواستراتيجية وحاجة الدول العربية إلى تنسيق مواقفها خاصة قبل زيارة مقررة للرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر المقبل ، ومن الضروري أن يتم بلورة موقف عربي موحد في العديد من القضايا.