عمان اليوم

سلطنة عمان تستضيف المؤتمر الوزاري العالمي حول مقاومة مضادات الميكروبات

31 أكتوبر 2022
24 الجاري وبمشاركة 50 دولة
31 أكتوبر 2022

تستضيف سلطنة عمان يومي 24 و25 نوفمبر الجاري أعمال المؤتمر الوزاري العالمي الثالث رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات بشعار "جائحة مقاومة مضادات الميكروبات: من السياسة إلى إجراءات الصحة الواحدة".

ويهدف المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلون عن ٥٠ دولة إلى تسريع وتيرة التعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية وتعزيز التعاون الدولي.

وأكد مسؤولون خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بفندق انتر سيتي على دور سلطنة عمان الحضاري والريادة في نشر المعرفة واستضافة فعاليات ومؤتمرات عالمية والتأكيد على ضرورة تعزيز الالتزام السياسي بنهج "الصحة الواحدة" في التصدي لوباء مقاومة مضادات الميكروبات والاطلاع على الخبرات الدولية والاستفادة من الإجراءات التي اتخذت في تلك الدول، وساعدت كثيرًا على التخفيف من انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات وآثارها السلبية على الصحة والاقتصاد.

وأوضح معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة أهمية استضافة سلطنة عمان للمؤتمر العالمي بنسخته الثالثة، وجعل عُمان وجهة لإقامة المؤتمرات العالمية والاستضافة تعد خطوةً كبيرةً في جذب العديد من المشاركات على مستوى عالمي.

وأكد معاليه أن جميع الأدوية المرخصة تمر بإجراءات دقيقة ومدروسة قبل إطلاقها للسوق، وبالنسبة لأدوية المضادات الحيوية هناك إجراءات مستفيضة ودراسات تصل إلى 9 سنوات قبل تسويقها، مشيرًا إلى اهتمام سلطنة عمان بالصناعات الدوائية وتوطينها للاستعمال المحلي والتصدير الخارجي، مؤكدًا أن المؤتمر الوزاري يمثل فرصةً لإطلاع رؤساء الشركات على النظام الصحي في البلاد والتسهيلات المتاحة، وكلها آثار جانبية إيجابية للمؤتمر لتسريع وتيرة العمل في المرحلة القادمة.

وأكد معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام على دور سلطنة عمان الحضاري في التنوير، ونشر المعرفة والترابط العالمي المؤثر، وكانت مسقط حاضرة في الكثير من الفعاليات الدولية الكبرى، معتبرًا معاليه أن استضافة سلطنة عمان لهذا المؤتمر تعزز مكانتها كمحطة لمختلف الأحداث والفعاليات الدولية.

وقال معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه: يعد المؤتمر حدثًا عالميًا لتسليط الضوء على موضوع مرتبط بصحة الإنسان والحيوان والبيئة والنباتات، ويجب على الدول الانتباه إلى عدم الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، مؤكدًا أن الأدوية المستورد المستخدمة عادة للحيوان معتمدة، ولا يمكن استيرادها إلا بعد إجراء الكثير من البحوث العلمية عليها واعتمادها.

وقال سعادة سليمان الدخيل مدير مجلس الصحة الخليجي: هناك لجنة تسجيل مركزي للأدوية واللقاحات وكذلك تم إنشاء لجنة لمشتريات الخليج من الأدوية البيطرية تعنى بتبادل آخر الممارسات وأفضل الأدوية المعتمدة بدول الخليج، وتم الاتفاق على آلية التفتيش واعتماد اللقاحات للشركات المنتجة لضمان دخول الأدوية المعتمدة عالميًا وخليجيًا.

وقال الدكتور سيف العبري مدير عام مراقبة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر: إن موضوع مقاومة المضادات الحيوية يلقى اهتمامًا كبيرًا على المستويين المحلي والدولي، ومن هنا تأتي أهمية المؤتمر للاستفادة من التجارب العالمية، ووضع تصور الدول للحلول ورفعها للمنظمات الدولية والأمم المتحدة والانتقال من وضع السياسات إلى حراك وحوكمة مؤطرة بمؤشرات للمتابعة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

وسيشهد المؤتمر مشاركةً واسعةً من وزراء الصحة والزراعة وصحة الحيوان والبيئة ومنظمات ومؤسسات عالمية لتسليط الضوء على دور البيئة في انتشار مقاومة مضادات الميكروبات وأهمية المراقبة والرصد لكل من مقاومة مضادات الميكروبات واستخدام مضادات الميكروبات في المجالات الثلاثة (الإنسان والحيوان والبيئة)، وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في تنفيذ نهج "الحكومة الواحدة" والصحة الواحدة للتخفيف من خطر مقاومة مضادات الميكروبات. إيجاد فرص للتعاون والشراكة بين البلدان والمنظمات الدولية لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات في سياق أهداف التنمية المستدامة

وأضاف العبري: ويتضمن برنامج المؤتمر عددًا من أوراق العمل، ومناقشات تفاعلية بين المشاركين مع طرح أمثلة واقعية لأفضل الممارسات من مختلف دول العالم.

ويتوقع أن يخرج من المؤتمر بالاتفاق على عدة جوانب أبرزها إعلان مسقط بشأن تسريع إجراءات "الصحة الواحدة" حول مقاومة مضادات الميكروبات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 والموافقة على المؤشرات المقترحة لمتابعة استهلاك المضادات، والتوصية بشأن إنشاء إطار عالمي لنظام ترصد لمقاومة مضادات الميكروبات يشمل جميع جوانب الصحة الواحدة، وتأمين إدراج مقاومة مضادات الميكروبات في إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة.

استعداد مسبق

وأوضح رئيس اللجنة التنظيمية أن فكرة المؤتمر جاءت إيمانًا بأهمية وأبعاد جائحة مقاومة مضادات الميكروبات وآثارها المترتبة على الأمن الصحي والغذائي والاقتصادي على الأفراد والدول وتهديدها لمكتسبات الطب الحديث، مشيرًا إلى أن سلطنة عمان شاركت في المؤتمرين الأول والثاني اللذين نظمتهما مملكة نذرلاند عامي 2014 و 2019، وقد أبدت أثناء مشاركتها الفاعلة في هذه الاجتماعات رغبتها بتنظيم واستضافة المؤتمر الثالث الذي لاقى ترحيبًا كبيرًا من الدول والمنظمات المشاركة؛ نظرًا لسمعة سلطنة عمان في المبادرات الهادفة التي تصب في مصلحة الإنسان ورفاهيته واستمرار التنمية العالمية.

واستعدت سلطنة عمان منذ عام تقريبًا لتنظيم واستضافة هذا المؤتمر بالتنسيق مع الدول والمنظمات والجهات العلمية ذات الصلة وذلك لضمان أن يكون المحتوى والمخرجات هادفة وإضافة مهمة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي لمواجهة مخاطر مقاومة الميكروبات، وشكلت لجنة إشرافية للمؤتمر تضم كلًا من معالي وزير الصحة ومعالي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ومعالي وزير الإعلام وسعادة رئيس هيئة البيئة وأصحاب السعادة: وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية ووكيل الشؤون الصحية بوزارة الصحة ووكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للزراعة للإشراف على إجراءات تنظيم المؤتمر وإقرار البرنامج ومخرجات المؤتمر والتواصل مع وزراء الدول المشاركة وبحث التفاصيل المتعلقة ببيان مسقط كمخرج أساسي للمؤتمر.

وذكر رئيس اللجنة التنظيمية أنه من المؤمل أن يرفع إعلان مسقط للنقاش في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2024 بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، حيث سيصدر إعلان مسقط بشأن تسريع إجراءات "الصحة الواحدة" حول مقاومة مضادات الميكروبات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. والموافقة على المؤشرات المقترحة لمتابعة استهلاك المضادات، وهناك توصية بشأن إنشاء إطار عالمي لنظام ترصد لمقاومة مضادات الميكروبات يشمل جميع جوانب الصحة الواحدة، وتأمين إدراج مقاومة مضادات الميكروبات في إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة.

وأكد العبري أن المؤتمر سيكون متزامنًا مع الاحتفال بالأسبوع العالمي للتوعية حول المضادات، وستكون هناك خطة توعوية موسعة في المحافظات وبرامج تثقيفية لأفراد المجتمع لتعظيم الاستفادة من كافة الأنشطة الموجة لترشيد استخدام المضادات الحيوية.