عمان اليوم

رمضان.. مائدة متوازنة ترسخ ثقافة «ضبط الإنفاق»

23 مارس 2023
تسابق لشراء واقتناء الفوانيس والإضاءات احتفاء بالشهر الفضيل
23 مارس 2023

- يجب تغيير ثقافة الاستهلاك لتفادي الهدر الغذائي

- الهدر قد يكون سببه سوء التخزين أو التباهي أمام الناس

مع بدء شهر رمضان المبارك نلاحظ تسارع المستهلكين على شراء مختلف المواد الغذائية بكميات هائلة! والسؤال هو هل يتم استهلاك جميع المنتجات خلال شهر رمضان ؟! أم أنها مسألة استغلال عبارة «تخفيضات رمضان أو عروض رمضانية»!

ودعا عدد من المواطنين إلى ترسيخ ثقافة ضبط الإنفاق من خلال جعل المائدة الرمضانية متوازنة وعدم هدر الأطعمة والمواد الغذائية.

وحول التخفيضات، قال علي بن سالم التوبي: يتم الإيحاء بتخفيض السعر بنسبة قليلة قد تكون بيسات فقط، وذلك على عدد قليل جداً من السلع، أو نجد تخفيض مشروط بشراء عدد اثنين من المنتج للحصول على تخفيض «موضحا أن التاجر من خلال هذه العروض سوف يبيع كميات كبيرة من المنتجات وبالتالي يحقق أرباحا».

تبذير وإهدار الطعام

قالت سمية الحضرمية: «يعد التبذير وإهدار الطعام من السيناريوهات المكررة في رمضان كل عام، حيث يتباهى معظم الأفراد بتجهيز عدد كبير من الأصناف التي تهدر كل يوم، على الرغم أن شهر رمضان يعد شهر التوفير وبه دعوة واضحة لقوله تعالى: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا»، ويلاحظ أن الاستعداد للشهر يتم بشراء كل ما يلزم وما لا يلزم من السلع الغذائية المختلفة، ويعد الإسراف والتبذير في شهر رمضان عادة مذمومة لا يختلف عليها اثنان. وعبرت سمية عن وجهة نظرها قائلة: «مع بدء العد التنازلي لشهر رمضان الكريم، أرى أنه يجب تغيير ثقافة الاستهلاك الغذائي لتفادي الهدر الغذائي، واعتماد أصناف الطعام حسب قيمتها الغذائية ليكون أسلوب حياة يهدف إلى التغذية الصحية ذات التكلفة البسيطة». ونصحت بأهمية ترشيد الاستهلاك الغذائي ليس فقط للتوفير في التكلفة بالنسبة لرب الأسرة وإنما لمنع إهدار ما يتبقى من موائد الطعام.

ويردف سعيد بن علي العبري، قائلا:«مما يثير الاستغراب والدهشة هو التهافت على شراء كميات مضاعفة من المأكولات والعصائر والحلويات قبيل شهر رمضان، فنلاحظ أن محال بيع المواد الغذائية التي تشهد حركة طبيعية تصبح مكتظة بالمستهلكين خاصة قبل قدوم شهر رمضان، ونضطر الوقوف في طوابير طويلة، فالمهمة التي كانت تحتاج إلى ساعة واحدة في الأيام العادية سوف تستغرق أربع أو خمس ساعات من الإرهاق». مضيفا:«نحن بحاجة لمراجعة أنفسنا وتطوير الوعي والثقافة الاستهلاكية لدى الجميع، والإدراك أن شهر رمضان شهر عبادة ولا ينبغي الإكثار والإسراف فيه بالأكل». مشيرا إلى ضرورة الوقوف على مسألة تصوير مائدة الإفطار ونشرها في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التباهي أمام الآخرين، والبعض يسرع في تقليدهم ومنافستهم على هذه الظاهرة السلبية.

واختتم العبري حديثه، قائلا: «يعود سبب التبذير في شهر رمضان إلى الاعتقاد الخاطئ بين الناس أن رمضان شهر الجود والكرم فيتسابق الأفراد إلى الأسواق لشراء مختلف الأنواع من المنتجات بكميات هائلة جدا ويتم تكديسها إلى أن تنتهي صلاحية البعض والمنتجات الأخرى يتم طهيها وتجهيزها بشكل مبالغ وتشكل فائضا يتم التخلص منه ورميه».

ويقول حمد الشكيلي: «قبيل قدوم شهر الخير نلاحظ أن الأسواق قد اكتظت وازدحمت ‏وكأننا في لحظات الاستعداد لمجاعة مخيفة، ونشاهد الوجبات ‏وتنوع الأطعمة والملذات، وهذا كله يأتي تحت الهدر والإسراف المبالغ به، والإسراف والتبذير في رمضان، مشكلة تحتاج إلى وقفة جادة لتفاديها من خلال إعادة النظر في الكميات المناسبة لأفراد الأسرة وضيوفها بلا مبالغة، فيجب حث الجميع على ضرورة إدارة الميزانيات الأسرية وضبط الإنفاق». موضحا أن الهدر قد يكون سببه سوء التخزين أو التباهي أمام الناس أو عادات سلبية أسرية أو التسابق على تكديس عروض الجملة أو عدم الانتباه لموعد صلاحية الطعام وغيرها من الأسباب. لذلك يجب عدم الإسراف عند الشراء والاقتصار على الحاجة الضرورية، والحرص على تخزين الطعام بصورة صحيحة.

زينة رمضان

يتسابق الجميع للاستعداد لشهر الخير من جميع النواحي، وتتسابق البيوت لشراء واقتناء الفوانيس ومختلف الإضاءات الملونة بأحجام مختلفة، ونجحت الفوانيس في إيجاد أجواء ذات طابع مميز، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل في مختلف أرجاء سلطنة عمان، وقالت ريم الكندية:«تعد زينة رمضان تغذية بصرية وتغرس لدى الأطفال فرحة الشهر الكريم، وأنه مختلف عن بقية الشهور وتعد ظاهرة حضارية لإظهار الفرح وكسر الروتين، كما تعد مصدرا للسعادة والتعبير عن الفرح من خلال مختلف الأشكال من الإضاءات تزين المنازل».

وتهتم منيرة بنت محمد المعمرية بشراء الزينة الرمضانية منذ أكثر من 5 سنوات، لاستشعار الفرحة والاستمتاع بالشهر الفضيل وبأجوائه الروحانية، وقالت: «نقوم بتعليق الزينة على نوافذ المنزل وتزيين الصالات وممرات المنزل بمختلف الفوانيس المضيئة بالألوان الزاهية»، معتبرة أن استخدام الزينة الرمضانية أصبحت عادة وروتين يضفي الفرح.

ويعلّق محمود الفهدي: إن محاولة تزيين المنازل استقبالا لشهر رمضان تعد خطوة مهمة في إيجاد الفرح والبهجة داخل الأسرة كما سيكون أثره إيجابياً على الأطفال عندما يرون الاهتمام بترتيب وتنظيم المنزل ليصبح أكثر جاذبية، موضحا أن الفوانيس تلعب الدور الأهم في زينة رمضان وإضاءة الليالي الرمضانية في معظم الأسر، لما لها من طابع مميز وشعور استثنائي ارتبط برمضان.