No Image
عمان اليوم

دراسة بحثية ترصد التجربة العُمانية في الدبلوماسية الرقمية

21 ديسمبر 2025
21 ديسمبر 2025

"عمان": ناقشت أطروحة دكتوراه بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار بجامعة منوبة في الجمهورية التونسية حول "الدبلوماسية الرقمية العُمانية واستخدام السفارات العُمانية لمنصات الميديا الاجتماعية – منصة (X) أنموذجًا" للباحث محمد بن سالم السعدي، وذلك في إطار اهتمام أكاديمي متزايد بتحولات العمل الدبلوماسي في البيئة الرقمية.

وسعت الأطروحة إلى تحليل كيفية توظيف السفارات العُمانية لمنصة (X) في إيصال الخطاب الدبلوماسي، ومدى فاعلية هذا الحضور الرقمي في دعم توجهات السياسة الخارجية لسلطنة عمان، من خلال دراسة علمية اعتمدت المنهج المختلط، جامعـة بين تحليل مضمون التغريدات، واستبيان ميداني للجمهور، إلى جانب مقابلات نوعية مع دبلوماسيين وخبراء في الاتصال السياسي.

وتناولت الدراسة في أبوابها الإطار النظري للدبلوماسية الرقمية، وسياق تطورها عالميًا، مع إبراز خصوصية التجربة العُمانية القائمة على الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة، كما حلّلت مضمون آلاف التغريدات الصادرة عن حسابات عدد من السفارات العُمانية في عواصم مختلفة، منها تونس والرياض ولندن وواشنطن، للكشف عن طبيعة الخطاب السائد، والموضوعات الأكثر حضورًا، ومستويات التفاعل الرقمي.

وخلصت الأطروحة إلى جملة من النتائج، أبرزها غلبة الطابع الإخباري الرسمي على الخطاب الدبلوماسي الرقمي، وهيمنة الموضوعات السياسية مقارنة بالاقتصادية والثقافية والاجتماعية، إضافة إلى تفاوت واضح في مستويات التفاعل بين حسابات السفارات، وهو ما يعكس اختلاف أساليب الإدارة الرقمية وغياب استراتيجية موحدة.

كما أظهرت نتائج الاستبيان اعتماد شريحة من الجمهور على منصة (X) كمصدر لمتابعة أخبار السفارات، مع وجود مستوى ثقة متوسط إلى مرتفع في المحتوى المنشور، في مقابل محدودية التفاعل المباشر. وأكدت المقابلات النوعية وعي الدبلوماسيين بأهمية الدبلوماسية الرقمية، مع الإقرار بضرورة تطوير المهارات الرقمية وبناء أطر تنظيمية أكثر وضوحًا.

وقدّمت الأطروحة في ختامها مجموعة من التوصيات، دعت من خلالها إلى تطوير استراتيجية مؤسسية للدبلوماسية الرقمية العُمانية، وتعزيز الطابع التفاعلي للخطاب الرقمي بما ينسجم مع ثوابت السياسة الخارجية، إلى جانب فتح آفاق بحثية مستقبلية لدراسة أثر الخطاب الدبلوماسي الرقمي في تشكيل الصورة الذهنية وصناعة الرأي العام. وقد حازت الأطروحة على تقدير (مشرف جدًا)، وهو أعلى تقدير أكاديمي يُمنح في الجمهورية التونسية، وجرت مناقشتها تحت إشراف البروفيسور الصادق الحمّامي، مدير معهد الصحافة وعلوم الأخبار بالجمهورية التونسية.

وتُعد هذه الأطروحة إضافة علمية في حقل دراسات الإعلام والاتصال السياسي، وتسهم في توثيق التجربة العُمانية في الدبلوماسية الرقمية من منظور أكاديمي وتحليلي.