جهود أهلية لإعادة إحياء درب "السلسلة" بين الحمراء والرستاق
تتميز جبال ولاية الحمراء بوجود ممرات وطرق ومسارات للمشي الجبلي تعود إلى فترات زمنية غابرة، كان الإنسان العماني يستخدمها للتنقل بين القرى والبلدان المجاورة للعمل والتسوق والسفر، وتتعرض هذه المسارات للاندثار أو الاختفاء، ما دفع خلال السنوات الأخيرة إلى إعادة إحيائها عبر تنظيم رحلات للمشي الجبلي، وترميم الطرق الجبلية، وإعادة بناء بعض الممرات والجسور والبرك والأحواض المائية.
وتشارك في ذلك الفرق التطوعية الأهلية والفرق الرياضية المتخصصة بالمسير الجبلي والمغامرات، التي تنظم رحلات متواصلة في جبل شمس سالكة الطرق القديمة التي استخدمها الآباء والأجداد للتنقل بين القرى والبلدات المنتشرة في ربوع الجبل.
ومن بين هذه الفرق، فريق الحمراء للرياضات الجبلية الذي سعى منذ تأسيسه إلى تنظيم مجموعة من الرحلات لاكتشاف وإحياء الطرق والممرات الجبلية، ومن بينها طريق السلسلة أو "السنسلة" كما يسميه الأهالي، وسُمّي بذلك لوجود سلاسل تمسك الخشب المصفوف على شق الجبل.
وحول هذا الطريق، قال خلف بن حمد العبري من مسفاة العبريين: إن الطريق مقام على سفح صخري يزيد ارتفاعه على 30 مترًا، وتم مد ثلاثة خطوط طولية بسلسلة حديدية بطول نحو 13 مترًا، وصفّ قطعًا خشبية من أشجار العلعلان والعتم (الزيتون البري) وربطها بسلاسل حديدية، واستُبعد استخدام أي نوع من الحبال في تثبيت الممر حفاظًا على السلامة.
ويعد طريق السنسلة الجبلي الرابط الوحيد مشيًا على الأقدام بين ولاية الحمراء ووادي السحتن بولاية الرستاق، حيث تبدأ رحلة المشي من ولاية الحمراء إلى بلدة مسفاة العبريين عبر ممشى جبلي يسمى "الملوي" المهدد بالاختفاء بسبب الحيازات أو إقامة مخططات سكنية من قبل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، دون مراعاة حرمة هذا الممشى رغم وجود شواهد حضارية تدل على تاريخه.
وأضاف العبري: بعد الوصول إلى مسفاة العبريين يبدأ الصعود باتجاه الشمال الشرقي مرورًا بـ"العقبة الحمرة"، وبعض أماكن تجمع المياه مثل بركة دعن الغر، وصولًا إلى بركة الشرف وبيت الشرف، ثم النزول إلى السنسلة، ومنها إلى أقرب بلدة في وادي السحتن وهي الهويب، وتستغرق الرحلة من مسفاة العبريين إلى السنسلة نحو 5 ساعات، ومن السنسلة إلى الهويب بين 45 دقيقة وساعة.
من جهته، أشار بدر بن سيف الشكري إلى أن طريق السلسلة يربط بين ولاية الحمراء ووادي السحتن وله مساران؛ الأول من مسفاة العبريين عبر طريق "العقبة الحمرة" مرورًا ببركة مسجد دعن الغر للتزود بالماء، ثم صباح بن عدي المطل على الشرف، فالمكبر المطل على وادي السحتن، أما المسار الثاني فيبدأ من الدار البيضاء مرورًا بالحرف، ثم علعلان المربض، فعش النسر، وعقبة الشواغي، ثم عين حبنة، فالهيامة، ولمعلا، وغور التين، ولخروس للتزود بالماء، وصولًا إلى السلسلة، ثم عقبة لهويب أول بلدان وادي السحتن التابعة لولاية الرستاق.
