الهنائي قام بصناعة المشاتل ليحقق نجاحا تلو آخر
الهنائي قام بصناعة المشاتل ليحقق نجاحا تلو آخر
عمان اليوم

باحث وناشط بيئي عماني ينجح في زراعة وتوزيع 7 آلاف شتلة برية

28 نوفمبر 2021
في إطار مبادرته للمحافظة على الأشجار العمانية البرية والمهددة بالانقراض
28 نوفمبر 2021

حوار - خليل الكلباني

باحث وناشط بيئي عماني بعد أن صب اهتمامه بالأشجار منذ الصغر بدأ فكرة مبادرة بيئة خضراء في عام 2018م، تهدف إلى المحافظة على الأشجار العمانية البرية المهددة بالانقراض، البداية كانت متواضعة ومن مساحة صغيرة في منزله، بدأت الفكرة تتحول إلى واقع بعد أن جمع الكثير من البذور البرية وقام بصناعة المشاتل المصغرة بين الأشجار ليحقق نجاحا تلو آخر.

فمنذ انطلاق المبادرة وإلى اليوم قام بزراعة وتوزيع ما يقارب سبعة آلاف شتلة برية مختلفة، ونجح في العمل على تكاثر الأشجار المهددة بالانقراض، وزيادة أعداد الأشجار البرية، واجتثاث وإزالة الأشجار والنباتات الضارة مثل «غاف المسكيت»، وتوعية أفراد المجتمع بخطورة وأضرار هذه الشجرة، والعمل على تثقيف وتوعية أفراد المجتمع بضرورة المحافظة على صون مفردات البيئة العمانية وإقامة الورش والمحاضرات والتعريف بالأشجار البرية في المدارس، التي لاقت إقبالاً كبيرًا وعززت من الاستفادة العلمية في مختلف المدارس.

الباحث البيئي محمد بن سعيد الهنائي ركز في بداية مشروعه على زراعة أربعة أشجار برية من البيئة العمانية هي: «الغاف والشوع البري والسمر والسدر»، بعدها بدأ بتنويع الأصناف المستنبتة مثل «الطلح والسلم والقرط» وحتى الأشجار النادرة مثل «الفرفار والقفص والزهور الجبلية مثل الحرمل والسيداف» ومعظم الأشجار البرية الموجودة في البيئة العمانية، لترتفع حصيلة مزروعاتهم في كل عام من جميع الأصناف والأنواع والبذور، حيث تكاثرت إلى ما يقارب ثلاثة آلاف شتلة تمت زراعتها من مختلف الأشجار البرية في مختلف محافظات السلطنة من عام 2018م إلى عام 2020م.

وفي حوارنا معه أشار الهنائي إلى أنه يطمح لإقامة بعض المشاريع وإنشاء أكبر مشتل زراعي يضم العديد من الأشجار البرية، وتجربة زراعة الأشجار النادرة، وإنشاء محمية مصغرة للأشجار والنباتات البرية وكذلك «النباتات المهددة بالانقراض» في البيئة العمانية كمرجع لـطلاب وطالبات المدارس تهدف إلى تعريف الجيل الناشئ بالأشجار البرية في مكان واحد. كما تهدف إلى زراعة واستنبات بعض الأشجار والإكثار من بعض المحاصيل ودعم المبادرة واستمراريتها.

وتحدث الباحث محمد الهنائي عن الصعوبات والمعوقات التي واجهته في بداية مشروعه التطوعي وهي صغر المساحة الموجودة لديه في منزله الخاص حيث إن المكان لا يتسع لتوسعة عمليات الزراعة؛ حيث إنه يزرع في اليوم الواحد ألف بذرة أو شتلة فقط بسبب صغر المساحة وينتظر انتهاء مجموعة للبدء في زراعة مجموعة أخرى لكي تفرغ المساحة الموجودة في ساحة المنزل الضيقة، ويضيف من ضمن المعوقات التي صادفته هي استهلاك كمية كبيرة من المياه التي هي بالأساس مخصصة للمنزل فقط مدفوعة من مصروفه الخاص.

كما أن طريقة حفظ البذور تحتاج إلى مكان خاص ودرجة حرارة معينة في الحفظ بسبب العوامل الجوية، بالإضافة إلى الأسمدة والتربة وغيرها، حيث إن كل ذلك مكلف ماديا والمبادرة في الأساس أنشئت مجانية وليست للتربح، وأوضح أنه لم يحصل على أي دعم مادي من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص بسبب كون مبادرته مبادرة فردية، وهذه إحدى الصعوبات التي واجهته، ويأمل من الجهات المعنية الوقوف معه لأنه يطمح في المنافسة على جائزة السلطان قابوس «لـصون البيئة»، والعمل على تطوير مبادرته بشكل أفضل وأوسع وتطبيق الأفكار والخطط في مجال الزراعة.

وعن تطلعاته المستقبلية أشار الهنائي إلى أنه يرغب في تأسيس مشروع متكامل للأشجار والنباتات في البيئة العمانية، والتوسع في إقامة بعض المشاريع مثل الأشجار البرية أو النباتات البرية التي تستخرج منها الأدوية وغيرها، بالإضافة إلى بعض المحاصيل التي يمكن إنتاجها، على سبيل المثال يمكن استغلال نبتة «السقل» في إنشاء علاجات وأدوية وكذلك بالإمكان استخراج منظفات من هذه النباتات.

وأشار الهنائي إلى أنه قام بإنشاء بنك من البذور النادرة والمهددة بالانقراض، يحتوي على مجموعة هائلة من البذور البرية الموجودة في البيئة العمانية، ويتم جلب هذه البذور من أعالي الجبال بعد بحثٍ مضنٍ، حيث إن بعض الأشجار البرية لا توجد إلاَّ في أعالي الجبال وفي مناطق محددة جدًا، وكذلك بعض الأشجار مهددة بالانقراض حيث إنها لا توجد في منطقة الخليج إلا في سلطنة عُمان وفي رؤوس الجبال فقط مثل «شجرة القرط» حيث أصبحت شبه منقرضة في بعض المناطق، وقد كان الناس يستخدموها سابقا في دبغ الجلود، ولكن في الوقت الحالي أصبحت من الأشجار المهددة بالانقراض في البيئة العمانية، والمبادرة كانت تحاول دائما إلى تكاثر هذه النوعية من الأشجار المهددة بالانقراض، وكذلك التركيز على مكاثرة شجرة الشوع وغيرها.