No Image
عمان اليوم

المجتمع الاكاديمي .. يعزز الصناعات الإبداعية بقطاعات التعليم

28 أبريل 2024
28 أبريل 2024

يشهد المجتمع الأكاديمي والبحثي حول العالم اهتمامًا كبيرًا في مجال تعزيز الصناعات الإبداعية في قطاعات التعليم، حيث عمل عدد من الجامعات على تخصيص مراكز بحثية للصناعات الإبداعية، فضلًا عن الكليات والبرامج الأكاديمية.

وقالت نهاد بنت علي الهادية رئيس فريق الصناعات الإبداعية في جامعة أديث كوان في أستراليا: إن التعليم يشهد تطورًا ملحوظًا في المجالات المتعلقة بالصناعات الإبداعية في مراحل تعليمية مبكرة بسلطنة عُمان ابتداءً من التعليم المدرسي المتمثل في المهارات الموسيقية، والفنون التشكيلية، والمهارات الحياتية، واللغة العربية، وتقنية المعلومات والأنشطة الطلابية وغيرها من المسابقات المتعلقة ببناء القدرات الإبداعية، ويمتد للتعليم العالي الذي يتمثل في وجود العديد من الأقسام في الجامعات الحكومية والخاصة المتعلقة بالصناعات الإبداعية مثل أقسام الإعلام والموسيقى والفنون بمختلف أشكالها.

وأضافت: إن الصناعات الإبداعية حظيت مؤخرًا باهتمام واضح من خلال إنشاء كليات خاصة للصناعات الإبداعية، مثل كلية الصناعات الإبداعية في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية التي تقدم برامج رائدة في مجالات متنوعة من الصناعات الإبداعية مثل: التصوير الفوتوغرافي، وتصميم الأزياء، وتصميم الديكور الداخلي، وتصميم الجرافيك، وتصميم الوسائط المتعددة، وتصميم وسائط الإعلام الرقمية، وصناعة الأفلام، والإعلان، والصحافة، والعلاقات العامة، وإدارة الوسائط.

وأشارت إلى أنه وفقًا لتقرير إحصاءات الثقافة الصادر عن المركز الوطني للإحصاء بلغ عدد الطلبة المقيدين في تخصص "المجتمع والثقافة" للعام الأكاديمي (2020/2021) أكثر من 13 ألف طالب، أما عدد الطلبة المقيدين في تخصص "الفنون الإبداعية" فبلغ أكثر من 2000 طالب في العام الأكاديمي نفسه.

وأوضحت أن خارطة الصناعات الثقافية الإبداعية رصدت عددًا من النتائج التي تؤكد مشاركة القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني في دعم الشباب في القطاعات الثقافية والإبداعية، فمثلًا أوضحت النتائج بأن الدعم من القطاع الحكومي كان أكثر من القطاع الخاص؛ حيث بلغت نسبته 22.3 بالمائة، في حين أشار بعض المشاركين في المقابلات إلى أن الداعم الأول للمبدعين هو القطاع الخاص بسلطنة عُمان.

من جانبها، قالت الدكتورة فاطمة بنت محمد العامرية عميدة كلية الصناعات الإبداعية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية: إن التعليم الابتكاري يركز على تنمية قدرات الطلبة وتحفيزهم على التفكير النقدي وحل المشكلات وتعزيز مهارات الاستكشاف لديهم، وبما أن أساليب التدريس في التعليم الابتكاري هي أساليب مرنة توسع مدارك الطلبة وتعزز الخيال والفضول فمن الطبيعي أن يسهم ذلك في تطوير المهارات الإبداعية لدى الطلبة والذي بدوره يعزز الابتكار وإيجاد حلول إبداعية للتحديات المختلفة.

وأضافت: إن كلية الصناعات الإبداعية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية قامت مؤخرًا بتطوير المناهج التدريسية في برامج التصميم والإعلام الرقمي وغيرها، بحيث يركز المنهج على تطوير مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات المبني على الدراسات التي قمنا بها بالتعاون مع مؤسسات الصناعات الإبداعية المحلية ونتائج المقارنة المعيارية مع الجامعات الإقليمية والدولية.

وأشارت إلى أن الطالب يبدأ بدراسة أساسيات ومبادئ التصميم ومراحل التفكير التصميمي المختلفة، ثم نركز على المهارات التخصصية لكل تخصص وعندما يتقدم الطلبة في الدراسة نقوم بعرض مشكلات حقيقية مرتبطة بالمجتمع وبسوق العمل ليقوموا بحلها بطرق إبداعية بناءً على مراحل التفكير التصميمي.

وحول القطاعات المستفيدة من الصناعات الثقافية والإبداعية، أشارت إلى أن قطاعات كثيرة يمكنها أن تحقق استفادة كبيرة من دعم هذه الصناعات الثقافية والإبداعية أولها القطاع الاقتصادي في سلطنة عُمان؛ حيث تلعب هذه الصناعات عالميًّا دورًا كبيرًا في النمو الاقتصادي للدول، ووفقًا لتقرير الاقتصاد الإبداعي الذي ينشره مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة الدولية تشكل القطاعات الثقافية والإبداعية 3.1 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتُقدّر نسبة الصادرات والواردات من السلع والخدمات الإبداعية 3.21 بالمائة في عام 2020م، بالإضافة إلى أن الصناعات الثقافية والإبداعية توفر ما يقارب 50 مليون وظيفة حول العالم والتي تمثل 6.2 بالمائة من إجمالي المهن، حيث يشكل الشباب من 15 إلى 29 عامًا النسبة الأكبر من شاغلي هذه المهن الإبداعية.

كما بلغت صادرات السلع الإبداعية حول العالم 524 مليار دولار في عام 2020م، في حين ارتفعت صادرات الخدمات الإبداعية إلى 1.1 تريليون دولار، وهذا عائد إلى ارتفاع معدل صادرات البرمجيات وخدمات البحث والتطوير، وما أطلق عليه بـ(التحول اللامادي) للسلع الإبداعية، بالإضافة إلى تطور مقاييس رصد هذه الخدمات.

وأضافت: إن القطاع الثقافي في سلطنة عُمان من القطاعات التي يمكن أن تستفيد من الدعم، حيث تمثل قوة ناعمة يمكنها التأثير عالميًّا مثل: الموسيقى والآداب والمسرح والفنون بمختلف أشكالها، كما تسهم بشكل كبير في حفظ هوية الدول.

الجدير بالذكر أن الصناعات الثقافية والإبداعية ترتبط بشكل وثيق بالهوية الثقافية الوطنية؛ لأنها تستمد إلهامها وقوتها من الثقافة المحلية، فوجود صناعات مبتكرة تنتج منتجات أو خدمات ثقافية إبداعية يساعد بشكل كبير على تعزيز الهوية العُمانية داخل سلطنة عُمان وخارجها.