تنظيف الأسنان واللسان ضروري جدا لحمايتها من الأمراض وبقايا الطعام
تنظيف الأسنان واللسان ضروري جدا لحمايتها من الأمراض وبقايا الطعام
عمان اليوم

الفم والأسنان.. مرآة تعكس بعض الأمراض الموجودة في الجسم والفحوصات الدورية سبيل للوقاية منها

28 نوفمبر 2021
إهمال التهابات اللثة له عدة عواقب
28 نوفمبر 2021

د. هيثم البرواني لـ"عمان":

ـ استمرار خروج الروائح الكريهة من الفم قد يكون سببها مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي والمعدة

ـ "دنتوفوبيا" أو فوبيا الذهاب إلى طبيب الأسنان مشكلة تحول دون إجراء البعض للفحوصات الدورية للفم والأسنان

كتب: يوسف بن سالم الحبسي

الأسنان إحدى نعم الله على الإنسان، فالفم والأسنان مرآة تعكس بعض الأمراض الموجودة في جسم الإنسان، فعلى سبيل المثال تشير بعض الدراسات أن أمراض اللثة قد تكون لها ارتباط بأمراض القلب والسكري والزهايمر. لذا ينصح أطباء الأسنان بإجراء الفحوصات الدورية كل 6 أشهر إذ أكد الدكتور هيثم بن كهلان البرواني طبيب جراحة الفم والأسنان ومختص في علاج الأعصاب وجذور الأسنان لـ"عمان" أن الأسنان نعمة من النعم التي أنعمها الله عز وجل على الإنسان، والدين يحثنا على الاهتمام بصحة الفم والأسنان إذ قال النبي عليه الصلاة والسلام: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" وفي حديث آخر يخبرنا حبيبنا ونبينا أن "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" فالحرص على نظافة الفم والأسنان والعناية بها، ليس فقط خوفاً من أمراض الأسنان واللثة فحسب، بل طلباً لرضا الله عز وجل قبل كل شيء، والأسنان مهمة جداً في حياتنا فهي تساعدنا على مضغ الطعام ونطق بعض الحروف بالشكل الصحيح وتعطينا المظهر الجميل أثناء الابتسامة، ولتجنب المشاكل المتعلقة بالفم والأسنان يجب علينا تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون الذي يحتوي على مادة الفلورايد واستخدام خيط الأسنان لإزالة الأكل المتبقي ما بين الأسنان وأيضاً تنظيف اللسان لتجنب خروج الروائح الكريهة من الفم.

وأشار إلى أن الروائح الكريهة التي تخرج من الفم لها عدة أسباب منها سوء العناية بالفم والأسنان. ولكن إذا حافظ الفرد على صحة الفم والأسنان بشكل جيد واستمرت مشكلة الرائحة الكريهة، يجب عليه زيارة الطبيب العام للتأكد من مصدر خروج الرائحة الكريهة، فقد يكون سببها وجود مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي والمعدة. إضافة إلى ما سبق، فالفحوصات الدورية في عيادة الأسنان كل ستة أشهر أي مرتين في السنة ضرورية جداً، وخاصة أن التسوس في المراحل الأولى يكون بدون ألم وإذا تم اكتشافه مبكراً فإن علاجه يكون بسيطاً مقارنة بالمراحل المتقدمة التي تؤدي إلى علاجات أكثر تعقيداً أو إلى فقدان السن .. مشيراً إلى أن إهمال التهابات اللثة لها عدة عواقب منها انحسار اللثة بعيداً عن الأسنان، وتلف في النسيج والعظام المحيطة بالأسنان إذ تؤدي إلى تخلخل الأسنان وفقدانها، وكما ذكرت سابقاً الأسنان نعمة من النعم التي أنعمها الله علينا فالواجب الحفاظ عليها، والفم مرآة تعكس بعض الأمراض الموجودة في الجسم إذ تشير بعض الدراسات إلى أن بعض أمراض الفم لها علاقة بأمراض أخرى داخل الجسم على سبيل المثال أمراض اللثة وعلاقتها بأمراض القلب، والسكري ومرض الزهايمر.

دنتوفوبيا

وأكد أن هناك أنواعا كثيرة من الرهاب "الفوبيا" التي يعاني منها الكثير من الناس فمثلاً هنالك من يعاني من فوبيا الحشرات أو الأماكن المغلقة أو فوبيا الأماكن المرتفعة أو فوبيا الركوب في الطيارة وغيرها العديد من أنواع الفوبيا، ولكن هناك البعض من يعاني أيضاً من فوبيا الذهاب إلى طبيب الأسنان أو عيادة الأسنان "دنتوفوبيا" مما يحول دون زيارته لطبيب الأسنان لإجراء الفحوصات أو العلاج بسبب الخوف، وقد يتعامل مع الألم بأخذ مسكنات فقط والتي بدورها لا تحل المشكلة، والخوف من عيادة الأسنان أو الطبيب لها أسباب عدة من ضمنها الاعتقاد بأن العلاج مؤلم أو قد يكون الخوف من أصوات الأجهزة الموجودة في العيادة أو من الأدوات المستخدمة أثناء العلاج مثل إبرة التخدير وأحياناً يكون الخوف نتيجة تجربة سابقة سيئة في الطفولة في عيادة الأسنان.

وأشار إلى أن هناك طرقا عديدة يمكن أن يتغلب بها المريض على الخوف من الذهاب إلى طبيب الأسنان والعيادة منها وجود نافذة حوار مفتوحة بين الشخص الذي يعاني من الفوبيا وطبيب الأسنان، وممارسة تمارين الاسترخاء للاستعداد للعلاج أو حتى أثناء العلاج، وتطبيق خطوات للسيطرة على القلق كالتنفس العميق والتأمل بالإضافة إلى زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري، فزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري لإجراء الفحوصات والتعود على العيادة يشعر المريض بحالة من الاستقرار كونه يعلم بأن أسنانه صحية وليست بحاجة لعلاج،، والذهاب إلى العيادة قبل الموعد للتعرف على العيادة والطاقم الطبي، إذ أن الطاقم الطبي لهم دور كبير جداً في تهيئة بيئة علاجية مريحة للمريض منذ دخول المريض واستقباله بالترحيب والصبر والتفهم تجاه المريض سواء قبل أو أثناء العلاج، وأحياناً حسب رغبة المريض إذ قد تكون الزيارة الأولى زيارة تعريفية للعيادة فقط بدون علاج وهي تساعد على تنمية الثقة ما بين الطبيب والمريض، ثم يناقش الطبيب الخطة العلاجية مع المريض ومن طرق التواصل التي يمكن استخدامها بين الطبيب والمريض أثناء العلاج كعمل إشارات معينة إذا أراد المريض الحديث أو إذا شعر بألم .. كما تساعد الفحوصات الدورية المريض أن يتعود على العيادة والطاقم الطبي، فالمراجعة الدورية كونها مجرد زيارة للعيادة لإجراء الفحوصات فقط ستشعره بالطمأنينة وستقلل من فوبيا عيادة الأسنان.