عمان اليوم

الفرق والجمعيات الخيرية تكثف مبادراتها الإنسانية خلال الشهر المبارك

27 مارس 2023
وضعت موازنات لبرامج التكافل الاجتماعي ودعم الأسر المعسرة
27 مارس 2023

ـ استغلال الطاقات الشبابية وإشراكهم في البرامج والفعاليات لتعزيز مواهبهم التطوعية -

ـ المسكن الملائم إحدى ركائز الأمان لدى الأسرة وبدونه لا تحظى بحياة كريمة -

ـ الفرق الخيرية تنظم عمليات التبرع وجذب المساهمين والتحري عن الحالات المحتاجة -

تتسابق الفرق الخيرية التطوعية بصورة فاعلة خلال شهر رمضان المبارك لتقديم المساعدات وتعزيز التكافل المجتمعي، ويمتلك المجتمع العماني نماذج مشرقة للعمل الخيري في دعم الأسر المعسرة والأيتام والمحتاجين من أصحاب الدخل المحدود والضمان الاجتماعي، وقد رصدت «عمان» جهود الجمعيات والفرق الخيرية التطوعية من مختلف محافظات سلطنة عمان في تعزيز التكافل الاجتماعي ومساهماتها في شهر رمضان.

البداية كانت مع الدكتورة شمسة بنت حمد الحارثية المديرة العامة لجمعية دار العطاء، حيث قالت: تستهدف الجمعية في حملتها الرمضانية «يسر 3» بناء مساكن لبعض الأسر المحتاجة وهناك بعض الحالات اكتمل فيها المبلغ المطلوب، ونأمل رفع عدد المساكن في هذا البرنامج إيمانا منا بأن المسكن الملائم إحدى ركائز الأمان لدى الفرد والأسرة وبدونه لا يمكن للأسرة أن تحظى بحياة كريمة مستقرة، مشيرة إلى أن الجمعية منذ تأسيسها تسعى إلى إيجاد فرص حياتية أفضل للمحتاجين من خلال بناء مساكن جديدة للأسر وإعادة تأهيل المساكن القديمة وصيانتها بهدف توفير الاستقرار الاجتماعي والنفسي للأسر، واستطاعت الجمعية خلال الفترة الماضية بناء 111 منزلا في مختلف محافظات سلطنة عمان، وتتطلع الجمعية إلى بناء 3 مساكن للأسر في شهر رمضان الجاري.

وحول برنامج فك عسرة، أوضحت أن الجمعية تقوم على مدار العام وخاصة في شهر رمضان بالعمل على مساعدة المسرّحين من أعمالهم وحمايتهم من السجن ولمّ شمل العائلة قبل العيد، وتستهدف الحملة فك عسر 25 حالة تتراوح مبالغهم المالية بين 1500 إلى 7000 ريال عماني، وهناك بعض الحالات تحتاج إلى مبالغ أكبر.

وأشارت الحارثية إلى أن الجمعية تستقبل المساعدات عبر تطبيق جمعية دار العطاء والحسابات البنكية وبوابة عمان الرقمية، وهناك تبرعات لطرود رمضانية ولكن الجمعية تركز بشكل كبير على البرامج المثمرة التي يكون لها أثر أكبر على حياة الأسر كبرنامج المسكن الذي فيه استقرار، وفك كربة عن طريق تسديد الديون.

وأوضحت المديرة العامة لجمعية دار العطاء أن حملة «يسر 3» يتوقع أن يصل الريع منها لأكثر من 225 ألف ريال عماني، وفي «فك عسر» قد يصل المبلغ إلى 125 ألف ريال عماني. وتعمل الجمعية على تنفيذ معرض «عطاء 24» خلال شهر رمضان وفيه تلتقي المشاريع الصغيرة والمتوسطة ويعود ريع المعرض إلى دعم الأسر المسجلة في الجمعية.

شهر العطاء

وقالت بدرية بنت خميس الجهورية، نائبة رئيس فريق السويق الخيري إن الفريق يعكف على مد يد العون والمساعدة للأسر المعسرة والمحتاجة في الولاية ويعزز جهوده خلال شهر رمضان حيث نجح في تخصيص مبادرات تستهدف أسر الأيتام والضمان الاجتماعي والمسرّحين من عملهم وأصحاب الدخل المحدود، وهذا العام تم إطلاق مبادرة «تصدّق بنعمك» للتذكير بأهمية الشكر لنعم الله علينا والشعور بحاجة الأسر المحتاجة، وشملت المبادرة توفير كسوة العيد لأكثر من 700 من الأيتام، وقمنا بالتنسيق مع المؤسسات المجتمعية للمساهمة في توفير السلة الرمضانية وقسائم شرائية لبعض الأسر.

وتابعت الجهورية: بما أن شهر رمضان شهر الخير سيتم استكمال طلبات ترميم المنازل المستحقة بناءً على الواقع الميداني، والعمل على توفير أكشاك لبعض الأفراد لتحسين مصادر الدخل لهم، وتنظيم سوق الأسر المنتجة في سوق الخضروات ببلدة البداية بالتعاون مع بلدية السويق.

ويستقبل فريق السويق الخيري المساعدات والتبرعات عن طريق بوابة التبرعات وتفعيل برامج التواصل الاجتماعي كحساب الفريق في تويتر وانستجرام ومن خلال مجموعة من المنصات والحسابات الداعمة الأخرى في الولاية.

ودعت الجهورية كافة أفراد المجتمع والمؤسسات إلى مد العون والتعاون مع الفريق للوصول إلى أكبر شريحة من الأسر المحتاجة؛ فمن خلال دعم هذه الأسر يخفف العبء عنهم وينال المتبرع الثواب والأجر.

تعزيز التكافل

من جانبه قال علي بن صالح البلوشي من فريق تكافل صحار الخيري: يسعى الفريق إلى تعزيز التكافل الاجتماعي في ولاية صحار ويُسهم في تحقيق هذا الهدف من خلال توفير المساعدات المالية والمواد الغذائية والملابس والأدوية للأسر المحتاجة والمتضررة بسبب الأزمات المختلفة، كما يقوم الفريق بدور في توعية المجتمع حول القضايا الاجتماعية المختلفة وتعزيز الوعي بأهمية التكافل والتعاون وتنظيم الفعاليات والأنشطة التطوعية مثل توزيع الطعام على الفقراء والمحتاجين، والعمل على تنمية المجتمع المحلي ودعم الصناعات المحلية والحرفيين المحليين وتحسين مستوى المعيشة من خلال مشروع تمكين الذي يتبنّاه الفريق.

وأوضح البلوشي أن فريق تكافل صحار يقوم بتنظيم عمليات التبرع وجذب المساهمين وتعزيز الثقة لديهم، والتحري عن الحالات المحتاجة والفقراء والمساكين في المجتمع المحلي وتقييم حالاتهم واحتياجاتهم، وتحديد الأولويات لمعرفة مَن هم الأكثر احتياجا للمساعدة، وجمع التبرعات عن طريق حملات توعوية وتوزيع التبرعات.

وأشار إلى أبرز المبادرات التي يعمل عليها الفريق منها مشروع تكافل للرعاية الصحية من خلال توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، ومشروع توفير مياه الشرب حيث يعاني بعض السكان في ولاية صحار من نقص إمدادات المياه، لذلك يعمل الفريق على حفر الآبار التي تخدم قرى كاملة، وتقديم المساعدات الإغاثية، وبناء منازل للأسر المعسرة حيث بلغ عدد المنازل التي قام الفريق ببنائها 87 منزلا.

وأكد البلوشي أن الفريق يوجه مبادراته لفئات مختلفة أهمها الأسر المعسرة التي تعاني من ضعف الدخل وتوفير الدعم الغذائي والمالي والصحي لها، بالإضافة إلى الأطفال اليتامى حيث تتم مساعدتهم وتحسين ظروفهم المعيشية والتعليمية، ويبلغ عدد الأيتام المكفولين في الفريق أكثر من 630 يتيما، بالإضافة إلى الطلاب المحتاجين والأشخاص ذوي الإعاقة، وبصفة عامة فإن فريق تكافل صحار الخيري يعمل على تحسين جودة حياة الفئات المجتمعية المحتاجة بتقديم الدعم اللازم لهم. وأكد البلوشي في ختام حديثه على أهمية الحفاظ على التكافل الاجتماعي والمساعدة المتبادلة عن طريق تشجيع الأفراد على العمل التطوعي والتعاون في سبيل الخير العام، وقال: «نحن جميعا جزء من هذا المجتمع ويجب علينا أن نحرص على دعم بعضنا البعض والعمل معا ومن أجل الخير العام فعندما نتعاون ونساعد بعضنا البعض نبني مجتمعا أقوى وأكثر تضامنا».

هدايا العيد

وقالت ناجية بنت عبدالله العلوية، رئيسة فريق خير أمة النسائي التطوعي بولاية صور إنه يتم خلال شهر رمضان تنفيذ العديد من المبادرات المجتمعية والمحاضرات التوعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي للفريق وتشجيع أفراد المجتمع وخاصة النساء على توجيه الدعم والمساعدة لأنشطة الفريق، وتتوجه أغلب المبادرات التطوعية إلى فئات الأيتام والمطلقات وأصحاب الدخل المحدود، وأبرزها «فطرة رمضان» حيث استطاع الفريق وللعام الثامن على التوالي تحقيق نتائج مثمرة في هذا الجانب والتي تقدم للأسر المحتاجة طوال الشهر الفضيل، ومبادرة «إفطاري» لطالبات السكن الداخلي في بعض مؤسسات التعليم العالي بالمحافظة، ومبادرة بطاقة معايدة التي تستهدف إسعاد العاملين من الجاليات الأخرى وتوزيع هدايا بمناسبة عيد الفطر لإدخال البهجة والسرور في قلوب الأسر وتعزيز التكافل الاجتماعي.

ودعت ناجية العلوية إلى استغلال الطاقات الشبابية وإشراكهم في البرامج والفعاليات المختلفة لتعزيز مواهب الشباب التطوعية.