«العمانية للإحصاء» تنظم حلقة عمل حول إدارة وحوكمة البيانات لتعزيز القدرات المؤسسية
كتب - خالد بن محمد البلوشي
نظمت الجمعية العمانية للإحصاء حلقة عمل متخصصة بعنوان "إدارة وحوكمة البيانات" استضافت فيها المهندس هاني بن سعيد الحارثي، مستشار حوكمة وخصوصية البيانات من المملكة العربية السعودية، فيما أدار الجلسة الدكتور جهاد بن راشد الوحشي، مشرف برنامج إدارة وحوكمة البيانات بالجمعية. وأقيمت الفعالية في أكاديمية البرمجة، بمشاركة عدد من المختصين والمهتمين.
وتطرقت الحلقة إلى مجموعة من المحاور التي تعكس تنامي الاهتمام الوطني بملف البيانات، شملت مفاهيم إدارة البيانات المؤسسية، والتحول من النظريات العامة إلى التطبيق العملي داخل المؤسسات، إضافة إلى مبادئ حماية البيانات الشخصية وسبل تعزيز الوعي حول حقوق الأفراد في هذا المجال.
كما تناول الحارثي الدور المتزايد للتقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، في دعم اتخاذ القرار ورفع كفاءة الخدمات مؤكدًا أهمية وجود سياسات واضحة وإطار حوكمة فعّال يوازن بين الاستفادة من البيانات والحفاظ على الخصوصية.
واختتمت الحلقة بنقاش مفتوح شارك فيه الحضور بطرح تجاربهم وأسئلتهم حول طرق رفع الجاهزية المؤسسية وبناء ثقافة بيانات مستدامة، في ظل التوجه الوطني نحو تعزيز مبادئ الحوكمة والتحول الرقمي في مختلف القطاعات.
وأكد الدكتور يحيى الحسيني رئيس الجمعية العمانية أن هذه الحلقة تأتي امتدادا لنهج الجمعية في تعزيز ثقافة البيانات والتحول نحو ممارسات أكثر نضجا في إدارتها موضحًا أن الدافع الأساسي هو الحاجة المتنامية إلى بناء قدرات وطنية قادرة على التعامل مع البيانات باعتبارها أصل استراتيجي، بالإضافة إلى نقل خبرات رائدة من المنطقة إلى المشاركين وإبراز أفضل الممارسات التي يمكن للمؤسسات العمانية تبنيها لرفع جودة البيانات، بما يدعم اتخاذ القرار المبني على الأدلة.
وأشار الحسيني إلى أن مستوى الوعي المؤسسي في سلطنة عمان شهد تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، خصوصا مع توسع مشاريع التحول الرقمي، وأوضح أن أغلب المؤسسات أصبحت تدرك أهمية حوكمة البيانات ودورها في تحسين الأداء ورفع كفاءة الخدمات مشيرًا إلى أن هناك حاجة مستمرة لمزيد من التدريب والتأهيل، إذ يوجد تفاوت بين المؤسسات من حيث الجاهزية والنضج، وهو ما تعمل الجمعية على ردمه من خلال مبادراتها المتتالية.
وأوضح الحسيني أن الجهات الحكومية والخاصة المشاركة في هذه الحلقة سيتمكنون من فهم أعمق لإدارة البيانات وأساليب تنظيمها، من خلال النقاشات المتبادلة في الجلسة، مما سيساعد في توجيه المؤسسات نحو بناء سياسات أكثر فاعلية للحوكمة والأمن والخصوصية، وتحسين عملياتها الداخلية ورفع جودة البيانات المستخدمة في التخطيط واتخاذ القرار، كما ستمنح المشاركين فهما واضحا لأهمية جودة البيانات وتقدم لهم أدوات عملية لتحسينها داخل مؤسساتهم، كما تعرف الحضور من خلال المناقشات على مبادئ الحوكمة وإدارة المخاطر وحماية البيانات وسياسات الخصوصية، وهي عناصر أساسية لرفع الجاهزية المؤسسية في التعامل مع البيانات بشكل منظم ومستدام.
وأكد الدكتور يحيى الحسيني أن التعاون الإقليمي والدولي يؤدي دورا محوريا في تسريع انتقال المعرفة وتبني أفضل الممارسات العالمية، كما أنها تختصر على المؤسسات المحلية سنوات من العمل والتجريب، كما يعزز قدرات الكوادر الوطنية ويفتح المجال أمامهم لتطوير نظم أكثر نضجا ويرفع تنافسية سلطنة عمان في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي.
