عمان اليوم

الصحة المدرسية.. أنماط سلوكية سليمة وفحوصات للكشف المبكر

31 مارس 2023
94.4 % نسبة تغطية المدارس بالعيادات الصحية
31 مارس 2023

- رصد ومعالجة السلوكيات المحفوفة بالخطر بين فئات المجتمع المدرسي بصفة دورية

- برنامج "تثقيف الأقران" لتعزيز السلوك وتغيير الاتجاهات والمعتقدات لدى الطلبة

- خطة مستقبلية لإجراء فحص أمراض الدم الوراثية لطلبة الصف العاشر

-التأكد من إضاءة كل مدرسة بالصورة الصحيحة وتوفير التهوية وتزويدها بالماء النقي

كثيرة هي التحديات التي تواجه الطلبة في المدارس، لذا هم بحاجة إلى بيئة صحية وخدمات وقائية مختلفة ونشر الوعي الصحي بينهم وإكسابهم أنماطا سلوكية صحية سليمة وتكمن أهمية خدمات الصحة المدرسية في أن قطاع التعليم يتضمن شريحة لا يستهان بها في المجتمع وهناك زيادة مطردة في عدد الطلبة سنويا مع عدد المدارس المنتشرة في ولايات سلطنة عمان والتغيرات المتلاحقة التي تظهر حاجة الطلبة إلى خدمات مميزة، لذا تتبنى وزارة الصحة توفيرها من خلال برامج الصحة المدرسية حماية لهم من المخاطر المحدقة بهم لاسيما الأمراض والمشاكل الصحية والسلوكيات الخطرة التي تمتد تداعياتها إلى التأثير على مستقبلهم.

وتوضح بيانات الصحة المدرسية للعام الدراسي 2020 /2021م بأن 94.4% من المدارس بها عيادات صحة مدرسية، حيث وصل إجمالي المدارس التي بها عيادات مستقلة 1116 مدرسة.

ولما كان تعزيز صحة المجتمع بما فيهم طلبة المدارس هي مسؤولية مشتركة بين العديد من الجهات تعمل وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم على إعداد الاستراتيجية الوطنية للصحة المدرسية سلطنة عمان 2030، لتحديد الرؤى والأهداف المستقبلية لتعزيز صحة المجتمع المدرسي.

وإدراكا لأهمية الطلبة في المجتمع العماني باعتبارهم يمثلون رصيدا رئيسيا في عجلة التنمية في سلطنة عمان تسعى وزارة الصحة إلى تعزيز صحة الطلبة في السن المدرسي وتعزيز صحة المجتمع من خلال المدارس، وتوفير خدمة صحية أساسية تشمل احتياجات الطلبة البدنية والنفسية ومعالجة مشاكل هذه الفئة، وزيادة المبادرات الرامية لتعزيز وصون صحة اليافعين والشباب وإمداد المدارس بالخدمات الصحية المدرسية ورفع نسبة تغطية المدارس بالكادر التمريضي بناء على الخطط الموضوعة بهدف تعزيز صحة المجتمع المدرسي وتلبية احتياجاته الصحية مع مراعاة العدالة وتكافؤ الفرص.

مجتمع صحي

ويهدف برنامج الصحة المدرسية إلى تقديم عناية شاملة تشمل احتياجات الطلبة البدنية والنفسية والاجتماعية وتوفر لهم الخدمات الصحية اللازمة وتتضمن أنشطة البرنامج الفحص الشامل وفحص البصر لطلبة الصف الأول والرابع والسابع والعاشر وكذلك اختبارات السمع وصحة الأسنان ومسح التراكوما لطلبة الصف الأول، وتوفير التحصينات لطلبة الصف الأول والسادس والحادي عشر للوقاية من الكثير من الأمراض والتي قاربت نسبة تغطيتها بين طلبة المدارس 100%.

كما تتضمن الخطة أنشطة في صحة البيئة والتي يتم التأكد فيها من إضاءة كل مباني المدرسة بالصورة الصحيحة وتوفير التهوية الضرورية، وتزويد المدرسة بالماء النقي وتوفير الوسائل الصحية اللازمة للتخلص من النفايات وتصريف المجاري، والتخزين السليم للمواد الغذائية ونظافة مكان إعداد وبيع الأطعمة، وخلو المدارس من الحشرات والقوارض ومكافحتها.

ولضمان تأمين البيئة المدرسية يقوم فريق صحي بزيارة المدارس ويتم تقديم تقرير مفصل مرتين سنويا، كما يتم إرسال عينة من مياه الشرب بالمدارس للتحليل بكتريولوجيا وكيميائيا مرتين سنويا.

وتتضمن خطط خدمة الصحة المدرسية رصد ومعالجة السلوكيات المحفوفة بالخطر بين فئات المجتمع المدرسي بصفة دورية ومتابعة مستمرة لعوامل الخطر والسلوكيات غير الصحية بين طلبة المدارس وإجراء العديد من الدراسات والبحوث للتعرف على معارف واتجاهات وممارسات العاملين في المدارس نحو القضايا الصحية المختلفة، والتعرف على ممارسات الأسر في القضايا.

وتعمل الوزارة وفق رؤية استراتيجية تسعى إلى إيجاد مجتمع يتمتع بصحة مستدامة تترسخ فيه ثقافة "الصحة مسؤولية الجميع" ومصان من الأخطار ومهددات الصحة الذي يكون بالعمل من خلال استكمال تغطية المدارس بالكادر التمريضي وتنفيذ زيارات دورية للمدارس وزيادة التغطية بخدمات الكشف المبكر للوقاية من الأمراض غير المعدية لطلبة المدارس.

ومن التدخلات المهمة التي عمل عليها مسبقا التوسع في الجهات المشتركة المختصة بالصحة المدرسية وتطوير التشريعات والسياسات واللوائح التنظيمية والدلائل الإرشادية لضمان تخصيص وتنسيق الموارد على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية لدعم الصحة المدرسية، ومن التدخلات الأخرى هو تمكين المجتمع المدرسي بجميع فئاته من تعزيز صحته من خلال تطبيق برنامج تثقيف الأقران لنشر الوعي بين طلبة المدارس حول المواضيع الصحية ورفع مستوى المعرفة وتعزيز السلوك وتغيير الاتجاهات والمعتقدات لدى الطلبة، والتوسع في تطبيق البرنامج في المحافظات غير المطبقة وبناء قدرات العاملين الصحيين على تقديم خدمات لتعزيز صحة اليافعين، والتوسع في شبكة المدارس المعززة للصحة والاستمرار في تطوير المناهج الدراسية بما يتواكب والمستجدات الحديثة لتعزيز المعارف والمهارات الحياتية المتعلقة بالصحة.

خطة تشغيلية

ووضعت وزارة الصحة خطة تشغيلية للخطة الخمسية العاشرة لدائرة الصحة المدرسية والجامعية 2021-2025، حيث تم وضع برامج صحية تستهدف الطلبة في الفئات العمرية الصغيرة أهمها برنامج فحص سمع طلبة المدارس المرحلة الأولى (الصف الأول) للكشف المبكر عن المشاكل الصحية المرتبطة بالسمع، وفحص أعين طلبة المدارس للكشف عن الحالات المرتبطة بصحة العين وإمكانية التدخل المبكر في علاج الحالات المكتشفة، كما تعمل على زيادة عدد المدارس المعززة للصحة والتوسع في تطبيقه، وزيادة تغطية خدمات تعزيز صحة الفتيات في المدارس.

ومن الخطط الموضوعة في الخطة والتي تسعى الوزارة إلى تنفيذها مستقبلا إجراء فحص أمراض الدم الوراثية لطلبة الصف العاشر بهدف الكشف المبكر عن أمراض الدم الوراثية للحد من انتشار أمراض الدم الوراثية في المجتمع وخفض معدلات وفيات الأطفال بسبب هذه الأمراض وإعداد مادة توعوية حول أهمية فحص أمراض الدم الوراثية وإيجاد ممرضي صحة مدرسية ذوي كفاءة عالية في تطبيق بروتوكول الفحص.

وتركزت أنشطة دائرة الصحة المدرسية والجامعية ضمن الهدف الاستراتيجي الأول للخطة الخمسية العاشرة للتنمية الصحية 2021-2025 الذي نص على "مجتمع يتمتع بصحة مستدامة تترسخ فيه ثقافة الصحة مسؤولية الجميع ومصان من الأخطار والمهددات للصحة" وتمثل العمل في استدامة تغطية المدارس بخدمات الصحة المدرسية من خلال تغطية المدارس بالكادر التمريضي، وزيادة التغطية بخدمات الكشف المبكر للوقاية من الأمراض غير المعدية لطلبة المدارس، وتعزيز الصحة النفسية لطلبة المدارس، وبناء قدرات العاملين الصحيين في تقديم المشورة ودعم اليافعين، والتوسع في تطبيق برنامج تثقيف الأقران، وبناء قدرات العاملين الصحيين على تقديم خدمات لتعزيز صحة اليافعين.

أما التوسع في مكونات المدارس المعززة للصحة فيكون عبر زيادة عدد المدارس المعززة للصحة، وتقييم المدارس المطبقة لمبادرة المدارس المعززة للصحة، وزيادة التغطية بخدمات تعزيز صحة الفتيات في المدارس

مدارس معززة للصحة

وتطمح الوزارة إلى زيادة عدد المدارس المعززة للصحة والتوسع في تطبيق المبادرة التي جاء تنفيذها من منطلق تفعيل دور المدرسة في تعزيز الصحة حيث تؤدي أدوارا رئيسية في تشكيل مدارك الطالب وتنمية وعيه وتصحيح المعارف والاتجاهات والممارسات ووقايته من المخاطر، والمدرسة المعززة للصحة هي المدرسة التي يمكنها أن تصبح مكانا لتعزيز الصحة من خلال التزام كافة أفراد المجتمع المدرسي بالعمل على تعزيز الصحة البدنية والنفسية والاهتمام بالقيم وذلك بتقديم خدمات وخبرات متكاملة وإيجابية لحماية صحة الطلبة والعاملين بالمدرسة وتساعد مبادرة المدارس المعززة بالصحة التي تبنتها وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف في إبراز هذا الدور وتفعيله.

ويتم الآن التوسع في تنفيذ المبادرة على مستوى السلطنة وهناك عدة عوامل ساعدت في نجاح هذه المبادرة في سلطنة عمان منها توفر خدمات الصحة المدرسية وما تشمله من أهداف تسعى إلى تعزيز صحة الطالب والمجتمع المدرسي، وتضمين المناهج الدراسية للمفاهيم الصحية وإدخال منهج المهارات الحياتية في التعليم الأساسي، وتم توسيعها لتشمل التعليم العام، والدور الفعال للجان المشتركة للصحة المدرسية على المستوى المركزي والولايات والتي تشمل في عضويتها ممثلين من الصحة والتربية والتعليم والتنمية الاجتماعية في بعض الولايات، ومساهمة مسابقة جائزة السلطان قابوس للتنمية المستدامة في البيئة المدرسية في توفير البيئة الصحية الملائمة لإعداد برامج ومبادرات صحية.

الصحة النفسية

ومن جانب آخر تكثف الوزارة برامجها المختصة بتعزيز الصحة النفسية لطلبة المدارس فقد قامت دائرة الصحة المدرسية بإعداد دليل إرشادي لخدمات الصحة المدرسية والجامعية لتعزيز الصحة النفسية بالمدارس، حيث يتم تعزيز الصحة النفسية والوقاية من المشاكل النفسية بالمدارس، نظرا لظهور غالبية مشاكل الصحة النفسية خلال فترة المراهقة وفي وقت مبكر من سن البلوغ، حيث إن أكثر من نصف هذه المشاكل تظهر قبل سن السادسة عشرة، ولا تقتصر برامج تعزيز الصحة النفسية على الخدمات الإرشادية التوجيهية لفئة معينة وإنما هي مجموعة من البرامج والتداخلات التي تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية للمجتمع المدرسي، ومن أهم البرامج، تعزيز النشاط البدني وتنمية الروابط والعلاقات مع أفراد المجتمع ومشاركتهم الفاعلة في أنشطة تعزيز الصحة.

وجاءت مبررات وجود خدمات الصحة النفسية بعد أن أظهرت دراسة أن 14% من المراهقين وجد لديهم علامة واحدة على الأقل من علامات الاكتئاب، بالإضافة إلى معوقات وتحديات التحصيل الدراسي، ووجود ضغط الأقران والذي قد يؤثر سلبا على قرارات المراهق في تفادي عوامل الأخطار المتعلقة بالمشاكل والسلوكيات، كذلك وجود مشاكل قد تؤثر على الصحة النفسية مثل التنمر والعنف بين طلبة المدارس كما بينته الدراسات والبحوث مثل المسح الصحي العالمي لطلبة المدارس.