No Image
عمان اليوم

السيد فهد يؤدي صلاة عيد الفطر بمسجد الخور

10 أبريل 2024
داعيا بالتوفيق للمسيرة الخيّرة التي تشهدها البلاد
10 أبريل 2024

العمانية: أدى صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء صلاة عيد الفطر السعيد صباح اليوم بمسجد الخور في مسقط.

كما أدى الصلاة بمعية سموه عدد من أصحاب السمو أفراد الأسرة المالكة، وأصحاب المعالي الوزراء، وأصحاب السعادة.

وقد أمَّ المصلين فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان الذي استهلَّ خطبته بالتكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله عزّ وجل على جميع نعمه وفضله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله على نعمة الإيمان والشكر له على توفيقه لصيام شهر رمضان.

وتناولت الخطبة شعائر الدين الحنيف التي أتت لترويض الغرائز البشرية الجامحة، والسمو بالخصائص العليا للإنسان، ولتوجيه إرادته، وتزكية نفسه، وتكليفه بإقامة الحياة على موازين الحق والعدل، وتحقيق كرامته بإباء الظلم والبغي، ومناوأة الباطل والفساد، ونصرة المستضعفين والمظلومين.

وفيما يأتي نص الخطبة:

«بسم الله الرحمن الرحيم»

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر كبيرا. الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، ولله الحمد حمدا كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

}يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون{

أما بعد فيا أيها المؤمنون:

ها أنتم اليوم في روضة الجود والندى، وساحة الفوز والرضا، بعد أن بلغتم في ميدان الهدى والنور -شهر الخير والبركات- غايته ومنتهاه، فما أعظم إحسانك يا رب! وما أبلغ حكمتك وأوسع عطاءك، وهبتنا شهر الصيام لتغتذي فيه أرواحنا بمعاني التسليم والرضا، ولترتوي قلوبنا العطشى بسلسبيل الطهر وبرد اليقين، ولتصفو عقولنا به من ثقل الطين والهوى.

}يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون{.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله... ولله الحمد

أيها المسلمون

في زمن انطمست فيه إشراقات الروح الموصولة بخالقها، واضطربت فيه موازين الحق، وابتعد فيه كثير من البشر عن الفطرة السوية؛ تأتي شعائر هذا الدين الحنيف لترويض الغرائز البشرية الجامحة، والسمو بالخصائص العليا للإنسان، ولتوجيه إرادته، وتزكية نفسه، وتكليفه بإقامة الحياة على موازين الحق والعدل، وتحقيق كرامته بإباء الظلم والبغي، ومناوأة الباطل والفساد، ونصرة المستضعفين والمظلومين، وبالتعارف على الخير والمعروف بين البشر، هذا هو الرشد الذي يحدثنا عنه القرآن، ويؤكد عليه في سير خير البشر، الأنبياء والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، وفي وصف المؤمنين المتقين، وفي إقامة الحجة على العباد أجمعين، ويكأنه ضرورة لوجود الإنسان واستقامة الحياة، وإقامة القسط في الدنيا والآخرة }لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم}.

فإذا بالصيام -وهو الشأن في كل شعائر الإسلام- يرسخ حقيقة الرشد، ويجعله مادة الصلاح، وأم العمران، وأساس الاجتماع البشري، ومصباح الحكمة، بل هو سر اليسر ورفع العنت عن العباد، لأنه يتجلى ألقا في محراب الصيام قرآنا وضراعة، وخلقا وسمتا، وتهجدا وصدقة، وصبرا وشكرا وعزة واستبشارا. فهل وجدنا ذلك في نفوسنا؟ وهل أدركنا أسرار هذه العبادات ومواسم الطاعات بروحها وجوهرها، ونحن نقرأ قول الحق تبارك وتعالى: }فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون{؟!

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله... ولله الحمد

ألا فاستمسك أيها المسلم بحبل الله المتين، وجدد العهد في هذه المواسم المباركة مع ربك الملك الحق المبين، وثق منه بموعوده لك في الدنيا والآخرة، فله وحده سبحانه مقاليد السماوات والأرض، }وإليه يرجع الأمر كله{ وهو سبحانه القائل: }كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال (17) للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد{.

هذا، وصلوا وسلموا على رسول الله الأمين، فقد أمركم ربكم بذلك حين قال: }إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما{.

اللهم صل على نبينا محمد وعلى آل نبينا محمد، كما صليت على نبينا إبراهيم وعلى آل نبينا إبراهيم، وبارك على نبينا محمد وعلى آل نبينا محمد، كما باركت على نبينا إبراهيم وعلى آل نبينا إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن أزواجه أمهات المؤمنين، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم ربنا احفظ أوطاننا، وأعز سلطاننا، وأيده بالحق وأيد به الحق يا رب العالمين، اللهم أسبغ عليه نعمتك، وأيده بنور حكمتك، وسدده بتوفيقك، واحفظه بعين رعايتك. اللهم إنا نسألك أن تحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وأن تكتب لأهلها العز والرفعة والنماء والسلام، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أعز الإسلام واهد المسلمين إلى الحق، واجمع كلمتهم على الخير، اللهم انصر إخواننا في غزة وفلسطين وكن لهم وليا وكافيا ونصيرا، اللهم أفرغ عليهم صبرا، وثبت أقدامهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم الغاشم المعتدي، اللهم اكفهم عدوهم بما شئت يا رب العالمين.

اللهم أنزل علينا من بركات السماء وأخرج لنا من خيرات الأرض، وبارك لنا في ثمارنا وزروعنا وكل أرزاقنا يا ذا الجلال والإكرام.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. }إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون{.

وبهذه المناسبة المباركة أعرب صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء عن أطيب التهاني لجميع المواطنين والمقيمين بالعيد السعيد، داعيا المولى عز وجل أن يعيدها وأمثالها على جلالة السلطان المعظم والأسرة المالكة بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد، وأن يوفق جلالته -أبقاه الله- والحكومة في المسيرة الخيرة التي تشهدها البلاد، وفقا للخطط الموضوعة حفاظا على ما تحقق من مكتسبات، ودعما للتنمية الشاملة التي تلبي متطلبات الحاضر والمستقبل بما يضمن اطراد التقدم والازدهار والنماء لعُمان الغالية وشعبها الأبي.. داعين المولى العلي القدير أن ينعم على الشعوب الإسلامية كافة بالأمن والسلام والاستقرار، وبدوام التوفيق والبركات.